متابعة – سمير السعد
يبدو أن كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، في خضم مساعيه المستمرّة لإيجاد الحل الأمثل لمشاكل الفريق، قد توصّل إلى “الحل الصحيح” لكن تصريحه بأن عليهم الانتظار حتى اليوم يشير إلى حذر شديد، خصوصًا في ظلّ التحدّيات التي واجهها الفريق مؤخرًا.
المشكلة الأساسيّة لريال مدريد هي عدم الاستقرار في الأداء، وخاصّة في المباريات الأخيرة التي عانى فيها من تراجع مستوى بعض اللاعبين وغياب الاستمراريّة في النتائج، والفريق يعتمد بشكل كبير على لاعبين معيّنين مثل فينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام، ممّا يجعل استراتيجيّتهم عرضة للاختلال إذا واجهوا ضغوطات أو إصابات.
قد يكون الحل الذي اكتشفه أنشيلوتي متعلّقًا بتعديلات تكتيكيّة لتوزيع العبء بين اللاعبين أو تحسين الخطّ الدفاعي، الذي بدا ضعيفًا أمام فرق سريعة، وقد يكون خيار إشراك لاعبين بُدلاء لمنح الفريق طاقة جديدة وضبط الرتم.
في حال كان “الحل” الذي وجدته الإدارة يعتمد على نهج استراتيجي أو تكتيكي جديد، فإن التحدّي الأكبر سيكون تنفيذ هذا الحلّ على أرض الملعب، وتحقيق استجابة سريعة من اللاعبين في ظلّ ضغط المباريات.
التحدّي الأكبر أمام أنشيلوتي هو تحقيق التوازن المطلوب، فبينما يمتلك الريال مجموعة من النجوم، إلا أن أسلوب اللعب يتطلّب تضافر الجهود والعمل الجماعي للحفاظ على الأداء القوي على مدار المباراة، وهذا التحدّي يستدعي منه اختيار اللاعبين المناسبين وتوظيفهم في مراكزهم المُثلى لضمان انسيابيّة اللعب وعدم الاعتماد المفرط على فرديّة بعض النجوم.
يبقى السؤال: هل يكفي الحل الجديد لتحسين أداء الفريق على المدى القريب؟ تظلّ هناك تساؤلات حول استمراريّة هذا الحل ومدى نجاحه ضد الفرق الكبيرة، خاصّةً وأن الدوري والمنافسات الأوروبيّة في منتصف ذروتها، ممّا يزيد الضغط على الريال لتجنب فقدان النقاط أو الخروج المبكّر من البطولات.
جماهير ريال مدريد تنتظر بفارغ الصبر رؤية هذا “الحل” يؤتي ثماره على أرض الواقع، لكن عليها أيضًا أن تدرك أن أي تغيير تكتيكي يحتاج لوقت ليُعطي نتائج ملموسة، خاصّةً في ظلّ المنافسة الشرسة.
الحل الذي قد ينجح أمام فرق معيّنة قد يتطلّب تطويرات لمواجهة فرق أكثر صعوبة، لذا سيكون مفتاح النجاح هو مرونة أنشيلوتي وقدرته على التكيّف مع متغيّرات كُلّ مباراة.
يبقى النجاح الفعلي لريال مدريد مرهوناً بقدرة أنشيلوتي على مواكبة التحدّيات المستمرّة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، والجماهير تنتظر بشغف تطبيق “الحل الصحيح” الذي أشار إليه المدرب، لكن مع قساوة المنافسة وحجم التحدّيات، لن يكون النجاح سهلاً!
جماهير الريال معروفة بصبرها المحدود، فكُل تعثر أو إخفاق جديد سيضع الفريق والإدارة تحت ضغط أكبر، وهذا يتطلّب من أنشيلوتي مرونة وذكاءً في إدارة المباريات وتطوير الأداء.
المطلوب من الفريق في هذه المرحلة ليس فقط التحسّن على المدى القصير، بل تقديم مستوى ثابت وإظهار شخصيّة قويّة في الملعب، خاصّةً أمام الفرق الكبيرة.
إذا نجح أنشيلوتي في تفعيل “الحل” الذي يراهن عليه وتحقيق نتائج إيجابيّة، سيستعيد ثقة الجماهير ويثبت أنه الرجل المناسب لإعادة المجد للريال. أما إذا واجه مزيداً من التعثرات، فقد يواجه الريال موجة جديدة من الانتقادات والتساؤلات حول مستقبل الفريق وأسلوبه تحت قيادته.
ختاماً .. قد يكون “الحل الصحيح” خطوة في الاتجاه السليم، لكنه يظلّ جزءًا من رحلة طويلة يحتاج فيها الفريق إلى التطوير المستمرّ، والانسجام بين اللاعبين وتضافر الجهود على أرض الملعب.