جردة حساب

 

سامر الياس سعيد

أيام معدودة تفصلنا عن نهاية عام واستقبال عام جديد لتثير تلك الأيام المعدودة دافعًا لجردة حساب حول تقييم ما احتوته أوراق العام الموشك على الرحيل من أحداث لاسيما على واقع رياضتنا العراقية.

في المستهلّ، كانت الكرة العراقية تعيش أحلى الأيام باستقبال خليجي البصرة على أرض تلك المدينة المِعطاء وليجسّد أهلها عناوين الكرم والضيافة، إضافة الى ما أبرزه لاعبو منتخبنا الوطني من صور عميقة في مدلولاتها أعادت الذاكرة لأيام تألق الكرة العراقية في منافسات دورة كأس الخليج عبر أعوام السبيعينيّات والثمانينيّات من القرن الماضي لتخفق القلوب مجدّدًا بفرحة عراقية عقب ظفر المنتخب بلقب البطولة بعد غياب ناهز 30 عامًا عن آخر بطولة خليجية كان وراء تتويجنا بها المدرب الراحل عموبابا شيخ المدربين العراقيين وصاحب الرقم القياسي عبر جميع نسخ البطولة باعتباره المدرب الوطني الوحيد الذي حقّق اللقب ثلاث مرات.

وتوالت أيام العام بين معطيات روتينيّة إزاء نتائج المشاركات الأولمبيّة والإخفاقات المتتالية التي تصيب هذا المفصل، يقابلها توهّج في منافسات بطولات البارالمبيّة  والإنجازات التي يحقّقها رياضيو تلك الألعاب والميداليّات التي يتنافسون لاحرازها، كما أبرزت أيام العام الذي سيودّعنا المقارنات الواقعيّة في مواقع التواصل حول مشاركات المنتخب العراقي وعدد مرّات الفوز التي تحقّقت في عهد المدرب الإسباني خيسوس كاساس مقارنة بما سبقه من مدربين تعاقبوا على قيادة دفّة المنتخب في العقد المنصرم الى جانب دوّامة المحترفين والمحلّيين التي ما انفكّت تتوالى وتيرتها في مختلف وسائل الإعلام لتبرز حالة من الجدل الذي لا ينتهي بشأن تلك الجزئيّة التي لا مجال للمناقشات فيها، فلكلّ لاعب سواء كان محترفًا أم قادمًا من دورينا أجوائه ومناخاته التي أبرزت موهبته وفطرته بممارسة الكرة خصوصًا وإن هنالك ثمّة قواسم مشتركة وأخرى متفرّقة أزاء حالة كلّ لاعب!  

وفي السياق ذاته، للعام 2023 ثمّة خصوصيّة مردّها أن أيامه شهدت انطلاق دوري نجوم العراق بنظام احترافي لأول مرّة في العراق، والحلم الذي طال انتظاره لرؤية دوري يحظى بنسب مشاهدة عالية وإثارة وندّية قد تطرح ما حظيت به نُسخ المسابقة المحلية، خصوصا وأن الدوري الجديد يستعين بتقنية الفار، ويُبعد شُبهة التحكيم التي طالما ارتفعت ازائها أصابع الاتهام بشأن القرارات التحكيميّة التي تحمل غُبنًا لفريق على حساب آخر، متناسين أن اللعبة ذاتها تعتمد الأخطاء والجزئيّات الصغيرة لترجيح كفّة فريق على آخر والشواهد لا تحتاج لاثباتات كونها حافلة بالكثير ..

ومع أيام عام 2023 المتوالية، برزت قضية إقالة رئيس اللجنة الأولمبية العراقية الكابتن رعد حمودي لتحمل في طيّات القرار رغبة أولمبية رصينة بإعادة دراسة الواقع الرياضي من جديد والانطلاق بخطوات رصينة نحو بحث الملف الأولمبي بعيدًا عن كلّ الاخفاقات التي شهدتها مفاصل الرياضة، وغياب النتائج البارزة عن واقع مشاركاتنا سواء بالدورات الأولمبية أو بغيرها من الألعاب القاريّة لاسيما دورة الألعاب الآسيوية التي شهدها العام الحالي، وخرج منها رياضيونا كالعادة بخُفي حنين!

لنسأل مُجدّدًا عمّا تختزنهُ أمنيات رياضيينا خلال العام 2024 خصوصًا أن أيامه ستشهد دورة باريس الأولمبية  وفيها الكثير من الطموحات الصادقة بأن تكون المشاركة العراقية فيها على قدر الطموحات إضافة للأمنيات التي تسود الشارع الرياضي بأن تكون بطولة الأمم الآسيوية التي ستضيّفها دولة قطر 12 كانون الثاني المقبل فرصة لاستعادة خطوط التوهّج التي تزامنت مع مشاركة منتخبنا بذات البطولة قبل نحو 16 عامًا حينما استطاع أسود الرافدين من بسط سطوتهم على القارّة الصفراء وخطف كأسها لأوّل مرّة في تاريخ الكرة العراقية.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *