جدل في رسالة “أحمد راضي”!  

 

سامر الياس سعيد

مفارقة تستحقُّ التأمُّل، أنْ تتزامن ذكرى رحيل اللاعب العراقي المعروف أحمد راضي مع  نشر أحّد الأكاديميين الإعلاميين من المعنيين بالتأريخ منشورًا على مدوّنته الشخصيّة يشير فيها إلى تكليفه بالإشراف  على رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانيّة  في إحدى الجامعات العراقيّة ناقش من خلالها سيرة اللاعب الراحل وأثره الاجتماعي والبرلماني.  

ليس من باب المفارقة أن ننوّه إلى تزامن ذكرى رحيل اللاعب أحمد راضي مع هذه المناقشة العلميّة التي عادة ما تشكّل عناوين الاطاريح العلميّة لغطًا وجدلاً من جانب اختيار الموضوعات وتماسِّها مع واقعنا الرياضي والاجتماعي.

الكثير من الإعلاميين قاموا بالإحاطة بالمُنجز الذي حققه اللاعب أحمد راضي، وتناولوا الجوانب غير المطروقة من حياة اللاعب الرياضيّة، إلى جانب محطّاته الاجتماعيّة والشخصيّة وتكفلت مواقع التواصل بإبراز الأهداف التي حققها “الساحر” لا سيّما مع تكرار نشر مقطع خاص بالهدف المونديالي اليتيم الذي حققه راضي في مرمى الحارس البلجيكي المعروف بفاف وذلك في مباريات دور المجموعات بمونديال المكسيك عام 1986.

لقد نشر الأكاديمي منشوره المتعلّق بالرسالة التي تناولت  محطّات اللاعب أحمد راضي، منوّها إلى الكثير من العراقيل التي وضعت أمام الباحث لإيقاف مناقشة الرسالة المذكورة ممّا يفتح أبواب الجدل أمام اختيارات العناوين المطروحة وإمكانيّة البحث عن أسماء رياضيّة أخرى أبرزت بصماتها خلال مسيرة الكرة العراقيّة ودور تلك المؤسّسات الأكاديميّة في التعريف بها  والإضاءة حول منجزها مازالت أسماء تدريبية مغمورة في الوسط الرياضي، لكن صيتها التدريبي وواقعها الرياضي معروف لدى القلّة من متابعي المشهد الرياضي.

كُلّنا يعلم عِلم اليقين الدور الذي لعبهُ على سبيل المثال  المدرب عادل بشير والبدايات الكرويّة التي خاض غمارها للإشراف على المنتخب الوطني في بدايات تبلوره، ولكن بقي المدرب المذكور رهين مواقع محدودة تنوّه بما أنجزه، والبدايات التي أسهم فيها بإبراز بصمته التدريبيّة للمضي مع المنتخب العراقي وغيره من المنتخبات والأندية.

وهنالك أيضًا واثق ناجي الذي أشرف على المنتخب الوطني وقاده في سبيعينيّات القرن المنصرم لأكثر من مرّة، ناهيك عن الدور البارز الذي لعبه شيخ المدرّبين العراقيين عمو بابا في إبراز بصمته التي لا تمحى مع توالي السنين في إنشاء وتأسيس منتخب له سطوته على القارّة الآسيوية ويُدين عشرات اللاعبين العراقيين ممّن تدرّبوا تحت قيادته في الفضل والعرفان لما قدّمه لهم  حتى أن هنالك مقاطع فيديويّة بدأت بالانتشار في الآونة الأخيرة تنوّه بالأسلوب التدريبي الذي يقوده المدرب المذكور ويسهم من خلاله إلى رفع اللياقة البدنيّة لللاعب  وظهر في المقطع عدد من نجوم منتخبنا ممّن يسهمون حاليًّا بقيادة سفينة الكرة العراقية ومنهم بالتأكيد رئيس الاتحاد العراقي بكرة القدم عدنان درجال.  

لقد أقرّ الإعلامي الأكاديمي بالعقبات التي وقفت أمام الباحث والمشرف على الرسالة العلميّة دون أن يذكر جدوى مناقشة مثل تلك المعلومات التي مازالت طريّة من خلال توافر المصادر والمعلومات الخاصّة بالأثر الذي قدّمه اللاعب أحمد راضي دون أن يعترف الإعلامي بوجود محطّات أكثر أهميّة لمناقشتها وتسليط الضوء عليها ضمن مصادر تأريخنا الرياضي الثريّ  دون أن تحظى بما حظيت به تلك المصادر التي توافرت  حول المنجز الكبيرالذي حققه الراحل أحمد راضي

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *