تحفيز الأولمبيّة وعقوباتها!

 

محسن التميمي

لم تتوفر للرياضي العراقي أيّة فرصة مثاليّة للإعداد والتحضير من أجل الظهور بشكلٍ مشرّفٍ في أيّة بطولة عالميّة كبيرة ومنها دورة الألعاب الأولمبيّة الجارية الآن في فرنسا.  

هل نضع عشرات علامات الاستفهام والتعجّب أم نكمل حديثنا بطرح الأسئلة مثلما يطرحها كُل مواطن يتمنى أن يرى أكثر من رياضي عراقي وهو يحصد الأوسمة ويقف في المقدّمة ويعزف له النشيد الوطني العراقي ويشاهدهُ الملايين من الناس بكُل أرجاء المعمورة؟  

خبر أوّل حزين ومُحبط جدًّا، ونحن نسمع أن لاعبًا عراقيًّا يمثل فريقنا الوطني للجودو يسقط في اختبار المنشّطات ويخرج مطرودًا من دورة الألعاب الأولمبيّة وقد تفرض عليه وعلى اتحاده عقوبات شديدة وهو يُحرم من المشاركة وسيعود إلى البلاد بـ “خاطر مكسور” بسبب الجهل والتخلّف، والمدرّب الذي يشرف على تدريبه (أنانيٌّ جدًّا) لأنه من غير المعقول أن يتناول لاعبنا (الدولي) مواد محرّمة دوليًّا ولم يعلم به المدرّب والذي يفترض أن يكون أقرب إنسان إليه!  

اتحاد الجودو العراقي لم يكن موفقاً وهو يبرّر الموقف المُحرج عندما يقول، إن اللاعب سجّاد غانم أجرى عمليّة جراحيّة وربّما المادّة المُخدّرة التي سبقت العمليّة الجراحيّة هي التي ظهرت من خلال الفحص!  

اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة من ناحيتها حاولت تبرئة موقفها من خلال طلب رئيسها بضرورة تشكيل لجنة تحقيقيّة بالموضوع، وهي أيضاً تتحمّل الجزء الأكبر من المسؤوليّة لأن التصرّف المرفوض الذي قام به اللاعب لم يكن ليحْدُث لو كانت اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة هدّدَت بعقوبات (تكسِر الظهر) في حال ثبوت أي رياضي عراقي تناوله لأيّة مادّة مُحرّمة دوليًّا برغم أن التعليمات والضوابط الأولمبيّة الدوليّة واضحة وصريحة جدًّا!

في سنوات ماضية كان الجمهور الرياضي العراقي يضحك في سرّه وهو يسمع من مسؤولين رياضيين أن اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة تعمل وبجدٍّ وأخلاقٍ من أجل صناعة البطل الأولمبي حسب بياناتها وتصريحاتها، الكثير من جماهيرنا كان يطرح السؤال المُهمّ (هل يُمكن للسلحفاة أن تحلّق عاليًا في دورة الألعاب الأولمبيّة في يوم ما)؟

هو سؤال تهكّمي افتراضي ممزوج بالسُخرية ليس من مستوى وقدرة وإمكانيّة الرياضي العراقي بقدر ما هو سخريّة من كلام المسؤول الرياضي الذي كان يعتقد أنها يمكن أن تطير وتحلّق وتتناوش النجوم، ولكن في الأحلام فقط!

بصراحة شديدة وصدق وأمانة أيضاً، لا نستبعد من ربّاعنا الدولي الواعد علي عمّار يسر أن يفجّرها مفاجأة عظيمة ويحقق أول وسام أولمبي عراقي في الدورة الحاليّة برغم أن الاهتمام به جاء بشكل متأخر بعض الشيء وكان المطلوب الاهتمام به قبل أربع سنوات من الآن ليكون في أتمّ الجاهزيّة للمشاركة في الأولمبياد الحالي.

التحفيز الكبير من قبل اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة عبارة عن سلاح ذو حدّين، الحدُّ الأوّل ظهر واضحًا وجليًّا من خلال سقوط لاعب الجودو في دائرة المنشّطات المُحرّمة ولا تعلم ماذا سينتج عنه الحدّ الثاني؟

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *