بين الحقيقة و”خالف تُعرَف”!!   

 

محمود السعدي

مع البعض غير القليل من البرامج الرياضيّة التي تفتقد إلى أساسيّات ومستلزمات البرامج الموضوعيّة والناجحة وتلك المتشابهة مع بعضها من حيث المضمون وكذا بعض الكتابات والمنشورات مضافاً إلى ذلك فقدان الرقابة والمهنيّة في العديد منها، بات الخروج من أساسيّات ومستلزمات البرامج والكتابات الموضوعيّة يفرض نفسه ويخوض بلا حسيب ولا رقيب في منعطفات الفوضى والتخبّط والاستخفاف، وتعدّى ذلك إلى كيل الطعون  والإتهامات لآخرين ومحاولات خلق بؤر من التوترات والتخندق، أسقطت ما يجب أن يكون عليه البرنامج أو المنشور في النقد الإيجابي وفائدة المعلومة وإيضاح الحدث في وقت راح بعضهم “يغضّ الطرف” عن أخطاء واضحة وإجراءات متخذة من قبل فلان أو علان سعيًا منه إلى مدّ الجسور معهم والاستحواذ على رضاهم في محاولات “تقرّب” للوصول إلى غايات وأهداف تعتمر في قلوبهم!

 كثيرة النداءات ومحطّات التنويه والإشارة التي تحدّثت عن مثل تلك البرامج وكذا المنشورات، غير أن الأمور لم تزل وهي تحثّ الخطى بنفس الإتجاه وبذات الطرق!

ربّما يعتقد البعض ممّن يعنيهم أمر البرامج أو النشر أن المسألة طبيعيّة وتقع ضمن دائرة “إبداء الرأي” ونحن بالتأكيد متفقون على “إبداء الرأي” واحترام الرأي الآخر غير أننا نرى أن إبداء الرأي يجب أن يكون مستكملاً لشروطه وموضوعيّته بعيدًا عن سُبل خلق الفوضى والتوترات والطعن والتجريح ونحوها.

إن الإبقاء والإستمرار على مثل هكذا مسالك لن يكون سوى “معاول” للاضعاف والتهديم! ونرى أن هناك غيابًا للرسالة التي يجب أن توضع ضمن التوصيف البرامجي.  

والتوصيف هنا يعبّر عن معنى تنظيمي ورقابي في الوقت الذي يعدّ فيه أساسًا من أسس خارطة حيّة للبناء سواء على المستوى الرياضي أم على المستوى الإعلامي الرياضي.

نجد ونرى أن الرقابة والمُحاسبة والدقة والموضوعيّة مطلوب وجودها إن أردنا الإستمرار بخطوات واضحة ونهج سليم ورسالة إعلاميّة ورياضيّة ناجحة، وهنا دور المؤسّسات والدوائر وكُل من له علاقة بالإعلام والرياضة في العمل وإيقاف هذا “المد…”.

إن الخوض في هذا الموضوع طويل ومتشعّب، عميق ومؤثر، ولهذا يوجب متابعة جادّة وحريصة ومسؤولة، ولا يذهب البعض إلى تفسير”الرأي والرأي الآخر” أو حريّة التعبير ونحوها كما يحلو لهم!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *