بقيادة العواملة.. الأردن يستعدُّ لفصل تأريخي جديد في المصارعة الآسيويّة  

كتب : بهاء تاج الدين أحمد*  

مع اقتراب نهاية العام 2024، يتطلّع عشّاق الرياضة في الأردن إلى حدث رياضي كبير يضع المملكة في قلب الأحداث الرياضيّة الآسيويّة، وهو استضافة بطولة آسيا للرجال في المصارعة لعام 2025، وهذا الإنجاز الكبير يأتي بعد أن تقدّم الاتحاد الأردني للمصارعة، بقيادة المهندس محمد العواملة، بطلب رسمي لاستضافة البطولة، مما يؤكّد على المكانة التي اكتسبها الأردن في رياضة المصارعة على المستوى القاري.

يعد المهندس محمد العواملة من الشخصيّات البارزة في عالم الرياضة الأردنيّة، حيث نجح في رفع مستوى رياضة المصارعة وتطويرها بشكل ملحوظ، ليس فقط من خلال تنظيم البطولات المحليّة والدوليّة، ولكن أيضًا من خلال العمل على تحسين البيئة التنافسيّة وتطوير الكوادر الفنيّة واللاعبين.

إن تولي العواملة رئاسة الاتحاد الأردني للمصارعة كان نقطة تحول حقيقيّة، حيث شهدت الرياضة في عهده طفرة نوعيّة جعلت من الأردن مرشّحًا قويًّا لاستضافة أبرز البطولات القاريّة.

تحدّيات الاستضافة

عندما تقدّم الاتحاد الأردني بطلب لاستضافة بطولة آسيا للمصارعة، كان يدرك تمامًا حجم التحدّي والمسؤوليّة المُلقاة على عاتقه. هذه البطولة التي تُقام في الرُبع الأوّل من عام 2025، تعد واحدة من أبرز الأحداث الرياضيّة في القارّة، وتتطلّب تجهيزات لوجستيّة وتنظيميّة على أعلى مستوى. وقد تمكّن الأردن من تحقيق خطوة كبيرة عندما تم قبول أوراق ترشيحه، في الوقت الذي انسحبت فيه الهند وتايبيه الصينية من المنافسة، ممّا جعل الأردن المرشّح الوحيد حتى الآن.

هذه الخطوة تعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها المملكة في الوسط الرياضي الآسيوي، وهي دليل على قدرة الاتحاد الأردني، تحت قيادة المهندس العواملة، على تنظيم أحداث رياضيّة ضخمة ومهمّة. وبرغم أن القرار النهائي بشأن استضافة البطولة سيُحسم نهاية العام الحالي، إلا أن الأردن يبدو أنه الأقرب لتحقيق هذا الإنجاز التأريخي.

المستوى الفني

تأتي بطولة آسيا للمصارعة بعد سلسلة من النجاحات التي حققها الأردن في هذه الرياضة، ممّا يعزز من فرصه في تنظيم حدث ناجح على كافة المستويات. هذا النجاح يتجلّى في المستوى الفني العالي الذي وصل إليه المصارعون الأردنيّون، والذي جعلهم ينافسون بقوّة في البطولات الإقليميّة والدوليّة.

ومن الجدير بالذكر أن الأردن كان قد استضاف العديد من البطولات الدوليّة سابقًا، ممّا أكسبه خبرة واسعة في تنظيم مثل هذه الأحداث.

إن وجود أسماء لامعة مثل بطل الوزن الخفيف في “يو أف سي” زبيرا توخوغوف، الذي يتمتع بشعبيّة كبيرة بين المشاركين، يُضفي على البطولة نكهة خاصّة ويعزز من جاذبيّتها.

وبالمثل، يمكن مقارنة هذه الشعبيّة بشعبية بطل المصارعة المصري “كرم جابر” الذي حقق إنجازات تأريخيّة في الألعاب الأولمبيّة، حيث نال الميداليّة الذهبيّة في دورة أثينا 2004 والميداليّة الفضيّة في دورة لندن 2012.

إن وجود مثل هذه الشخصيّات الرياضيّة البارزة في بطولة آسيا للمصارعة سيضفي على الحدث رونقًا خاصًّا وسيجذب المزيد من الاهتمام الإعلامي والجماهيري.

فصل جديد

تستعد الأردن لكتابة فصل جديد في تأريخها الرياضي من خلال استضافة بطولة آسيا للمصارعة للكبار 2025. هذا الحدث لن يكون مجرّد بطولة رياضيّة، بل سيكون فرصة لإبراز الأردن كمركز رياضي إقليمي قادر على تنظيم الأحداث الكُبرى بفضل قيادة حكيمة ومتفانية مثل المهندس محمد العواملة.

ومع اقتراب موعد القرار النهائي، تبقى الآمال معقودة على أن يكون الأردن هو الوجهة المختارة لاحتضان هذا الحدث القارّي الكبير.

* مدرب دولي بالمصارعة