بصمات “الليوث” الأولمبيّة  

 

سعد المشعل

بدأ العد التنازلي لموعد اللقاء الأوّل لمنتخبنا الأولمبي لكرة القدم أمام المنتخب الأوكراني ضمن المجموعة الثانية التي تضمّ إلى جانبهما (الأرجنتين والمغرب) لحساب دور المجموعات لمسابقة كرة القدم الأولمبيّة والتي تضيّفها العاصمة الفرنسيّة باريس بعد 100 عام من آخر مرّة استضافت دورة الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة.

كُلّ الجماهير الرياضيّة في العالم تنتظر من اللجنة المنظّمة المفاجأة التي يأملون من خلالها أن تقدّم حفلاً غير مسبوق، ستظهر في فقراته اللحظات التأريخيّة لهذه البطولة، مثلما أكّدت تصريحات القائمين على الكرنفال، حيث قالوا إن مميّزات جديدة ستكون في الأحتفال ستدخل ولأوّل مرّة في تأريخ دورة الألعاب الأولمبيّة التي يشارك فيها 10,500 رياضي من 160 دولة في مختلف الألعاب الرياضية لـ 329 مسابقة، بكل تأكيد حدثت تغييرات كثيرة حتى في اختيار الفارق الزمني من السنين المنصرمة بين البطولة الأولى عام 1924 والبطولة الحالية عام 2024 أي الفارق قرناً كاملاً!

مشاركة منتخبنا الأولمبي في هذه البطولة جاءت بعد صولات كثيرة، أبرز إنجازاته هو تأهّله إلى دورة الألعاب الأولمبيّة ست مرّات ووصوله إلى نصف نهائي دورة الألعاب الأولمبيّة بقيادة المبدع المتميّز الدكتور عدنان حمد عام 2004 في أثينا وتغلّبه على منتخب البرتغال الذي كان يقوده كريستيانو رونالدو بنتيجة كبيرة ( 2-4 ) وحصوله على المركز الرابع، وآخر المشاركات الكرويّة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

اليوم أملنا كبير في مدرب منتخبنا الوطني راضي شنيشل وأبنائه اللاعبين في الظهور بمستوى يليق بالكرة العراقيّة، وأن يعيد إنجاز 2004 لما يمتلكه من لاعبين شباب قديرين بالمستوى والطموح.

شنيشل وعد بذلك من خلال تصريحاته لعدّة قنوات على تقديم مبارياتٍ كبيرةٍ بأسلوب جديد وتكنيك عالٍ ومميّز، لأنه يمتلك الثقة بنفسه وبأولاده اللاعبين.

الأهم من كُل ذلك هو التعاون الكبيىر مع اتحاد الكرة واللجنة الأولمبيّة الوطنيّة في اتمام جميع احتياجاته بدءًا من المعسكر التدريبي وتأمين المباريات الوديّة التي لعب آخرها مع المنتخب المصري وخسر بنتيجة ( 2-0 ) ليستفيد الكادر التدريبي من السلبيّات والأخطاء التي حدثت أثناء المباراة، وضعف في خطوط المنتخب الثلاثة بإمكان شنيشل أن يعدّل ويصحّح من تلك الأخطاء في المباريات الرسميّة خصوصًا في أوّل مباراة له أمام أوكرانيا ليترك أنطباعًا قويًّا للمنتخبات الأخرى عن إمكانيّة “ليوث الرافدين”.

الحكومة والإعلام واللجنة الأولمبيّة واتحاد الكرة يقدّمون كُل ما يملكون من أجل انجاح مهمّة منتخب الوطن، ولديهم رغبة جامحة وقويّة في تحقيق إنجاز يليق باسم العراق، ويترقبون النتائج المرجوّة من شنيشل ولاعبيه وما عليهم إلا بذل المزيد من الجهودِ في المحفلِ الكبيرِ لأنه الممثل العربي الوحيد والآسيوي في البطولة.

ثقتنا عالية بكم أيها الأبطال في تركِ بصمةٍ واضحةٍ ومؤثرةٍ في ملاعب باريس، وننتظر منكم أن تسعدوا الجماهير العراقيّة بإهدائهم نقاط المباراة الثلاث وانتزاع الفوز من أوكرانيا، وستكون بادرة خير للأولمبي العراقي في مشواره الصعب تبعث برسالة لمنتخبي الأرجنتين والمغرب بأن العراق يحضر في هذه البطولة طامحًا في تحقيق نتائج طيّبة، وليس للمشاركة فقط!

أهمية المباراة الافتتاحيّة أنها تحدِّث أفكار منتخبات المجموعة وتعيد حساباتها من جديد وتبعد فكرة أن الفريق العراقي سهل الفوز عليه! بل يساورهم القلق ما سيقدّمه الأولمبي العراقي في المباراة الثانية أمام الأرجنتين ويختمها في مواجهة المغرب.

نأمل أن نتأهّل إلى المرحلة الآخرى، وليوثنا في الملاعب لهم كلمة الفصل وهُم على قدر المسؤوليّة.    

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *