برامج رياضيّة “مكرّرة” للاستعراض!!

 

محمود السعدي

لا ندري هل هو أمر مقصود أم غير ذلك الذي أوجد وأحدث ثمّة متغيّرات “طارئة” على خارطة البرامج الرياضيّة في القنوات ووسائل الاتصال؟

وهل ثمّة مفاهيم جديدة حدثت في هذا الميدان وأن الأسس الثابتة والمعروفة لتأسيس الخارطة البرامجيّة قد أصابها التلف وغطّاها الصدأ؟

في مثل هكذا موضوع نجدُ أن الـ “هل” قد أخذت مديات واسعة نتيجة فقدان الثوابت والأسس وعناصر التأثير والدقة سواء على مستوى البرامج وتوصيفها أم على مستوى الاختيار الذي بُني في غالبيّته على أسس من “العلاقات الشخصيّة” وغيرها الكثير بعيدًا عن الأسس والضوابط المهنيّة المطلوبة، إلى جانب غياب التوصيفات الواجب توافرها لأيّ من البرامج، حيث بات التشابه والتكرار سِمة واضحة سواء على مستوى الوسيلة ذاتها أم مع الوسائل المنتشرة ذات المناهج والفلسفات والرسائل المختلفة .

من حيث المبدأ: إن ما نشير إليه إنما هو حالة يجب التوقف عندها خصوصًا تلك الجهات التي “غيّبت” الأسس والمستلزمات الكفيلة للسير باتجاه التطوّر والنجاح وربّما التميّز.

في الوقت الذي نؤكّد فيه بأنّ هنالك البعض القليل جدًّا من تلك الوسائل لم تزل تتمسّك وتمتلك شيئاً من تلك الأسس وتعمل بموجبها.

يعتقد البعض ممّن يقفون على رأس هذه الوسيلة أو تلك إن الكمّ مِن البرامج الرياضيّة يمكن أن يكون بمثابة عنصر أساس من عناصر النجاح والتأثير!

يبدو لم يخطر ببالهم التشتّت والتشابه نتيجة عدم وضوح أو فقدان المواصفة التي وضعت لهذا البرنامج أو ذاك بحيث يختلط “الحابل بالنابل” خصوصًا أن العديد منها لم يستكمل شروطه المهنيّة سواء على مستوى الإعداد أم مستوى التقديم والحوار أيضًا.

إن وقفة أمام هذا الكمّ من البرامج الرياضيّة “الخبريّة والحواريّة” تكاد تكون نسخة مكرّرة من بعضها حتى في الوسيلة الواحدة.

كما أن بعضًا ممّن يقومون بعمليّة إدارة الحوارات قد أعدّوا عدّتهم “للاستعراض المجرّد” في محاولات التأثير على الرأي أو الفكرة التي لم يكن الضيف قد أكمل صورتها فضلاً إلى محاولة اقحام الضيف بأمور خارج موضوع النقاش!

هذا الحال بتقديري الشخصي يؤكّد عدم قدرة من يدير الحوار على فهم وإدراك الأساليب المعروفة والثابت في إدارة الحوارات والنقاشات وما يتصل بها وهذا بحدّ ذاته يمثل ضعفاً فيه ويعمل على ضعف البرنامج لأنه يخرج عن دلالات البرنامج الناجح والمؤثر.

وأرى أن مثل هكذا حالات إنما تعني أن “مدير الحوار” يحاول إعطاء رسالة للمشاهد والمتلقي أنه أحرج أو كاد يحرج ضيفه! إلا أنني أجد أنّ مِن واجب الضيف أن يكون له موقفاً واضحًا صريحًا إزاء هكذا حالات ولا نريد الدخول في تفاصيل أكثر وأعمق بقدر ما نقول: على من يعنيهم الأمر، إن أرادوا النجاح والسير بخطوات واثقة نحو التطوّر أن يكونوا مع كُل ما يمكن أن يؤسّس لطريق سليم صحيح سواء على مستوى الرسائل الإعلاميّة من خلال توافر أدواتها “الفكرة..المضمون..الإعداد والتقديم..الإخراج” وبأسلوب يستلهم المعاني المهنيّة والإعلاميّة، وأن يتم التأكيد على”النوعيّة البرامجيّة” والقدرات والكفاءات القادرة على تنفيذها ونكتفي بعدد من البرامج التي تحمل مواصفات وأسس البرامج الناجحة ذات الرسالة الواضحة.

أخيرًا.. النوعيّة الواثقة خير من الكميّة المهتزّة.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *