بداية الشرطة متذبذبة!

 

سامر الياس سعيد

في أغلب الأوقات هناك من يراهن على البدايات ويعدها المحطّة الأكثر تفصيلاً في الاسهام للمضي بالثقة التي حققتها البداية الإيجابيّة خصوصًا بما يتعلّق بمشاركة فريق أو منتخب في أي بطولة أو محفل رياضي، وهذا ما افتقده سفير الكرة العراقيّة فريق نادي الشرطة في منتصف الأسبوع الماضي بمواجهة من العيار الثقيل جمعته بنظيره فريق النصر السعودي حيث حازت تلك المواجهة على مساحة كبيرة من الإعلام تبارى من خلالها نجوم الفن في إظهار حماستهم فوجدنا على سبيل المثال مطرب شعبي يهيّىء أغنية للاحتفال بقدوم النجم العالمي رونالدو بينما في الجانب المقابل لفتنا عبر مواقع التواصل ظهور الفنان العراقي المعروف سعدون جابر  وهو يصدح بحنجرته الماسيّة بأغنية مُهداة للفريق المنافس  بالقرب من دجلة والفرات.

كل تلك الأحداث التي زادتها تداول خبر عدم قدوم رونالدو  والنظرات المتباينة التي أبرزت انقسام الجمهور بين مؤيّد لقرار النادي بعدم استقدام النجم المذكور فيما عاب القسم الآخر  ورهن عدم القدوم كمؤشر لعدم تمتع الأجواء العراقيّة بالأمن المطلوب لتأمين تجوال رونالدو في شوارع العراق بكُل أريحيّة، وهذا غير صحيح وكان يمكنه أن يقضي أجمل 24 ساعة بين الجمهور العراقي المحب له ولمسيرته.

كُل تلك الأحداث طغت تمامًا على واقع الفريق “الشرطاوي”  الذي كنا نتأمّل خيرًا بأن تكون بدايته ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة أكثر ثباتاً كون أولى مبارياته ستكون بين أرضه وجمهوره إلى جانب أن مثل تلك المباريات تجعلنا أكثر ثقة بجاهزيّة ملاعب العراق لاستقبال الفرق العالميّة وتنظيم البطولات التي تستقطب أندية العالم والمنتخبات، وطرد كُل الرسائل المشؤومة التي تحاول تعكير صفو تلك الأجواء أو تلفت إلى جوانب أخرى قد تبدو في كواليس الجماهير أو محدّدة بفئة معيّنة لا تمثل الأغلبيّة من الجماهير العراقية حينما تعزف بعض مواقع التواصل على تقاسيم نشاز لغايات دنيئة!

أما الشرطة فقد بدأ مباراته تلك برهبة سادت صفوف لاعبيه والثغرات التي أبرزت ضعف التغطية الدفاعيّة التي لم يلتفت اليها المدرب أحمد صلاح وحاول إيجاد الحلول المرهونة التي لا تمكن مهاجمي النصر من الاختراق وكسر كمائن التسلل التي حاول لاعبو الشرطة وضعها أمام منافسيهم دون جدوى فجاء الهدف الأوّل من خلال خطأ دفاعي بحت جرّاء ضعف التغطية الدفاعيّة التي لو وجدت كانت قد أبطلت الهجمة النصراويّة على مرمى فريقنا.  

جاء فريق النصر منقوصًا من أبرز أسلحته ممثلة باللاعب العالمي رونالدو وفيما تباكى كثيرون جرّاء هذا الغياب كان الشرطة بعيدًا عن توظيف مثل تلك الميزة من أن يلعب النصر  معوّلاً على خبرة رونالدو واختراقاته الهجوميّة، ومع ذلك لعب الشرطة أيضًا في ظلّ الرهبة والهالة الإعلاميّة التي جسّدت قوّة النصر كفريق طامح يسعى دائمًا وراء الكؤوس والألقاب  وكانت أسلحته ممثلة بمحترفيه الذي يقف بمقدّمتهم ساديو ماني  وصولاته الكرويّة التي برز فيها مع فريقه السابق ليفربول الانكليزي قبل أن يلتحق بصفوف النصر، فيما لم نجد من جانب الشرطة أي فواصل للانسجام تحقق المطلوب بالرغم من اسماء لاعبينا المحلّيين وأغلبهم يمثلون الشرطة جنبًا إلى جنب  إضافة إلى ظهورهم بالتشكيلة الدوليّة كاللاعبين أحمد يحيى ومناف يونس ومهند علي إلا أن هالة النصر ودويّها الإعلامي  جعل من لاعبينا يخشون الاحتكاكات ويسعون للعب من أجل النقطة اليتيمة التي أجدها ستكون صعبة التحقيق لو كان المشهد الخاص بالمباراة في الملاعب السعودية حيث عرين فريق النصر متسلّحًا بجماهيره بالدرجة الأولى إلى جانب تمثيل لاعبه العالمي رونالدو ومشاركته في المباراة!

أنشر عبر

شاهد أيضاً

عشيّة موقعة الحسم!

  سعد المشعل مباراة فاصلة حاسمة سيكون موعدها في البصرة بين المنتخب الوطني وشقيقه الأردني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *