أنقذوا شباب العراق

 

رعد العراقي

هي رسالة مفتوحة إلى رأس السُلطة في اتحاد كرة القدم الكابتن عدنان درجال، لا مقدّمات فيها ولا مجاملات تسقط الهدف، ونحن نعلم علم اليقين أن ما نطرحه هنا في جريدة (فوز) من تحذير ينطلق من نيّات سليمة لا نستهدف أحّدًا بها بقدر ما نذهب نحو الانتصار للكرة العراقيّة التي نظنُّ أن الجميع بمن فيهم الكابتن درجال يحرص على وضعها في الطريق الصحيح بعد أن ينتشلها من براثن البدائيّة في الأداء وروتين الإعداد والتجهيز!!

بعد أشهر من البحث عن المواهب وما تبعها من إعداد لمنتخب الشباب صُدِمَت الجماهير الكرويّة بالأداء الكارثي والهزيل لمنتخب الشباب في بطولة غرب آسيا المقامة حاليًّا في المملكة العربيّة السعوديّة، وبغضّ النظر عن النتائج المتحققة فإن حديثنا وتقييمنا لنوعيّة وامكانيّات اللاعبين وأداءهم الفردي والجماعي لم يكن ليتغيّر وإن حقق منتخبنا لقب البطولة طالما أننا ندرك جيّدًا أن ما شهدناه من أداء قد يكون الأسوأ في تأريخ مشاركات منتخباتنا الشبابيّة منذ سنوات طويلة!

لا يمكن القبول مطلقاً بأن الفريق بلاعبيه يمثلون خيرة تلك الفئة على مستوى البلد، ونحن ندرك أن خزين المواهب هو كنز لا ينفد متى ما كان البحث لا يتأثر بالعلاقات أو المحسوبيّات ولا يتجه نحو زوايا دون أخرى، فحين نتجه للجنوب سنجد مواهب لا حصر لها، وحين نرفع أبصارنا حيث إقليم كردستان فإن الأمر سيّان، وعند الاتجاه غربًا سنجد من ينتظر فرصة لاستعراض مهاراته وهكذا بقيّة المناطق هي غنيّة لا حدود للمواهب بها، فكيف إن اجتمع الجميع في بغداد لتكون توليفة مُذهلة لمنتخب لا يقهر؟

يعلم الجميع إن عمليّة تأسيس منتخب شباب ربّما يتأثر برؤية الكادر التدريبي وخياراته الفنيّة، وبالتالي فليس انتقاصًا من امكانيّة أي مدرب حين تكون تلك الرؤية لا تلبي الطموح ولا تنتج منتخبًا يطمح إليه الاتحاد أو الجماهير، كما إن لكُل مرحلة أدواتها وأفكارها وليس شرطًا أن ما تحقق سابقاً من نجاح معيّن يمكن أن يستمرّ بذات الفكر والأدوات!

وقد نكون محظوظين في الوقوف على عجز وفقر أداء المنتخب في بطولة ضعيفة قبل فترة مناسبة من بدء التصفيات الآسيويّة حتى يتاح لنا التحرّك سريعًا لإحداث تغيير شامل وجذري لكُل عناصر الفريق إلا باستثناءات لا تتعدّى أصابع الكف.

ربّما سيخرج من يتهمنا بالقساوة في الحُكم على منتخب لازال في طور الإعداد لكن ما أن يتمعّن جيّدًا في أداء المنتخب خلال ثلاث مباريات سنجد أن الروح كانت مفقودة، ومستوى فني غير مقبول للاعبين في السيطرة والتمرير والتمركز، ومحدوديّة المهارات، إضافة إلى غياب الجانب الخططي وعدم وضوح الأسلوب في الأداء وكأننا نلعب بدون أي خطّة معيّنة!

الغريب أننا لم نجد أي لاعب مميّز يمكن أن يشكل فارقاً وميزة في المنتخب، كما كان يحصل سابقاً حتى وإن كانت النتائج سيّئة! والأهم من ذلك فإن التركيبة النفسيّة والثقافيّة للاعبين بدت متدنيّة من خلال بعض التصرّفات التي لا تمت للرياضة بصلة! ويمكن أن تسبّب مشاكل للكرة العراقيّة وهو ما يؤكّد أن لا بناء فكري ولا نفسي ولا توجيهي قد جرى للاعبين! وهو أمر يمثل نقطة ضعف تسبّب الضرر ولا تخلق لاعبين للمستقبل بمواصفات حضارية واعية…!

بالتالي، فخسارتنا لا تتحدّد بمنتخب شباب فقط بل ستصيب المنتخبات الوطنيّة من أولمبي ووطني بالـ “جدب” على صعيد القاعدة.

انقذوا الشباب..ودققوا في حقيقة المستوى والأداء وسارعوا للبحث عن عناصر أخرى بدلاً من ضياع الوقت والجهد والأموال قبل الذهاب إلى التصفيات الآسيوية، فحدود طموحنا ليس اجتياز التصفيات فحسب أو الحصول على كأس آسيا للشباب ونحن سبق وأن حققناه خمس مرّات، بل الطوح الكبير أن نكسر إنجازنا عام 2014 بالحصول على المركز الرابع عالميًّا وأن نلامس منصّات التتويج، ومن يعمل على ذلك لا يمكن له أن تكون خطوته الأولى وكُل آماله تنعقد على ما شهدناه من منتخب لا يقوى حتى أن يُسجّل بجملة تكتيكيّة واحدة!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *