“الليوث” يتحدّون “الساموراي”

 

سعد المشعل

كُل الإعلام الرياضي العراقي والعربي والآسيوي والعالمي يُسلّط الضوء على مباراة منتخبنا الأولمبي الذي سيواجه نظيره الياباني غدًا (الإثنين) في لقاء مصيري بعد تأهّله بجدارة إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس آسيا السادسة تحت 23 عامًا الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.

وقد تكون هذه المباراة بمثابة التحدّي الكبير الذي سيواجهه “ليوث الرافدين” في هذه البطولة المهمّة، وباستطاعتهِ حجز بطاقة التأهّل إلى إولمبياد باريس 2024، الحُلم الأكبر للجماهير العراقية بدءًا من اللاعبين وكادرهم التدريبي ولجميع أطياف الشعب العراقي الأبي المُساند لأبطال بلده.

أنه يومكم أيّها الشجعان، قدِّموا ما عليكم وخلفكم قلوب الجماهير ودُعاء 42 مليون عراقي من أهلكم وأمهاتكم وأبائكم وأخوتكم، يجب أن تعوا جيّدًا أن المباراة مصيريّة أمام “الساموراي” لحسم التأهّل إلى نهائي البطولة، وهدفكم هو اللقب الثاني لكرتنا في هذه الفئة – بعد إنجاز 2013 – في مسقط، وبإصراركم لن يكونَ هناكَ أي مستحيل.

نعلمُ جميعًا أنها لن تكون مواجهة سهلة، ستكون صعبة مثل بقيّة المباريات، حيث لم يصادف أبدًا منتخبنا الأولمبي في مشواره مباراة سهلة من خلال التطوّر الكبير الذي ظهرت عليه المنتخبات الآسيويّة من دون استثناء، ولم يعد هناك أي منتخب ضعيف يسهل اجتيازه، وإن شاء الله ستحققون نتيجة إيجابيّة تكون في صالحكم.

نعم كسبتم تجربة كبيرة في المنافسة القاريّة ودافعتم عن عرينكم بقوّة وحصدتم نقاط المباريات بجدارة وكانت لكم لمسات واضحة، وعَرَفَ مدرّبكم القدير شنيشل كيف يوظّفكم داخل المستطيل الأخضر، طبّقتم التعليمات ونجحتم فيها وكان الفوز حليفكم.

من هنا بدأت خبرتكم تكبر خصوصًا بعد الخسارة الأولى التي تعلّمتم منها دروسًا كثيرة، ونضج فكركُم في المباريات التي تلتها، وكان واضح للعيان تفوّقكم وإمكانيّاتكم الراقية، ولكن اليوم ستواجهون منافسًا يملك أيضًا خبرة في هذه المنافسة، وحاز على لقب 2016 في قطر، والمركز الثالث عام 2022 في أوزبكستان، ولديه ثلاثة خطوط قويّة، بالمقابل يمتلك ضُعفاً في بعض المراكز التي شخّصها بكُلّ تأكيد الكادر التدريبي لمنتخبنا الأولمبي من خلال متابعته للفريق المنافس إذ سيحاول اللعب عليها، ويستغلّ الفراغات بمهارات اللاعب المهاري المبدع علي جاسم ورفاقه.

نتمنى مع شنيشل أن تكون المباراة في القمّة بين المنتخبين، لتكون مكمّلة لنتائجه الإيجابيّة ويسعى للمواصلة على هذا المنوال، وقد يستخدم أوراقه الرابحة الجالسة على مصطبة الأحتياط خصوصًا من اللاعبين المحترفين الذين يمتلكون مفاتيح الفوز مثل اللاعب الموهوب صاحب الأهداف النموذجيّة وعلى طريقة الكبار “بلند آزاد عمر” الذي سيكون الورقة الرابحة بيد الطاقم التدريبي، ولا بدَّ من استخدام طُرقاً جديدة يَخلُط بها كُل أوراق المنتخب الياباني عن طريق زجّ بعض اللاعبين الموهوبين من المغتربين المتواجدين ضمن التشكيلة الأساسيّة التي تحتويها قائمته.

يجب على الكادر التدريبي إبعاد اللاعبين عن الضغط والابتعاد عن متابعة وسائل الإعلام الخارجيّة التي قد تحبط معنويّاتهم، فهل يُمكن القول إن الضغط سيقع على لاعبينا مقارنة بالمنافس الذي يرى منتخب العراقي بالمنافس الشرس، لكنه درسَ كُل خصوصيّات اللاعبين وإمكانيّاتهم من خلال الخليّة التي خصّصها اليابانيّون لمتابعة ومهارات كُل لاعب حتى في الجوانب النفسيّة والضغط عليهم ليخرجوهم من أجواء المباراة، ولكن بالمقابل لدينا لاعبين يعلمون أن مسؤوليّة كبيرة تقع على عاتقهم وتنتظرهم أمام “الساموراي” وكُلّهم “ثابتون” وعلى دراية أن المواجهة لن تكون سهلة من دون أدنى شكّ، فمن جهتكم أيها “الليوث” تحاولون تبسيط الأمورعلى أنفسكم، وهذا كُلّه راجع للعمل والتدريب الصحيح وأفكار المدرّب وخبرة اللاعبين أيضًا لها دور أساس، ولهذا عمل كُل أعضاء الوفد العراقي من أجل أن تكون نتيجة المباراة لصالحكم.

الآن نملك التحدّي الجديد وهو التأهّل لأولمبياد باريس 2024 والوصول إلى المباراة النهائيّة للكأس الآسيويّة، وأنتم متحمّسون من أجل دخول التأريخ والتتويج باللقب، وهو ليس ببعيد عن آمالكم أيها “الليوث” الأبطال.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *