“القيل والقال” لا ينفع المُنتخب!

 

يعقوب ميخائيل

أيّام قلائل تفصلنا عن أهم مرحلة حاسمة نبحث خلالها عن حُلم التأهّل إلى كأس العالم مرّة أخرى واستعادة ذكريات مونديال مكسيكو 1986 (مونديال مارادونا)!

نقول أيام قلائل تفصلنا.. ولا نريدها تبقى أسيرة الانشغال بالتأويلات والتربّصات أكثر من أن نسعى لتكريس كُل ما يصبّ في مصلحة المنتخب وصولاً إلى تحقيق أحلام الملايين من العراقيين الذين ينتظرون الفرحة وتحويلها إلى حقيقة وليس إبقاءها مجرّد أحلام ورديّة!  

في الأيام القليلة الماضية شُبّعنا أخبارًا وتسريبات وتحليلات، بل حتى اتهامات تصدّرت مواقع التواصل الاجتماعي أولاً! كي تصبح بعدها (مادّة) دسمة للبرامج التلفازيّة التي اعتادت أن تتّكِل في مُعظم طروحاتها على ما يُنشر في (الفيس بوك)!

هذه الحقيقة لا يمكن إغفالها أو حتى التهرّب منها!  بدليل أن معظم الطروحات التي تصدّرت البرامج التلفازيّة في الأيام الأخيرة إنما استقت أخبارها و(مصادرها الخاصّة) من الفيس؟

ومن ثمّ (تحوّلت) تلك (المصادر الخاصّة) إلى مجرّد تكهّنات ليس لها علاقة بما طرح أو نُوقِش في اجتماع اتحاد الكرة، بل حتى الاتهامات التي طالت بعض أعضاء الاتحاد والأنباء التي تداولت عن خروج الكابتن عدنان درجال من اجتماع المكتب التنفيذي (غاضبًا ومتعصّبًا) بسبب رفض الزيادة المقترحة لمدرب منتخبنا كاساس إنما كانت عبارة عن افتراءات (صُنعت) في (دهاليز) غير معروفة قد تحمل نوايا غير صادقة وهو الشيء الذي يقترب إلى حدٍّ كبيرٍ من الحقيقة! بينما في حقيقة الأمر، ما تم تداوله في اجتماع اتحاد الكرة لم يكن حتى في جدول أعماله موضوع المدرب كاساس أو زيادة عقده! وشتان بين الحقيقة وبين تسريبات (المصادر الخاصّة) لبعض برامجنا التلفازيّة!!

لا نريد أن ندخل في الكثير من التفاصيل التي أصبح من الضرورة أن تؤخذ بنظر الاعتبار من قبل بعض أعضاء اتحاد الكرة تحديدًا الذين اعتادوا على الظهور الإعلامي والأدلاء بتصريحات أحيانًا نجدها متناقضة!  وهو الأمر الذي يقودنا للقول: من المهمّ جدًّا أن يحافظ أعضاء الاتحاد على خصوصيّة وسريّة الاجتماعات ويكفّوا في ذات الوقت عن التصريحات التي تأتي أحياناً متناقضة!

وفي الجانب الآخر نرى أن مسؤوليّة توضيح ما جرى ويجري في اجتماعات الاتحاد يتوجّب أن تتبناه اللجنة الإعلاميّة في الاتحاد، ولابأس بل يتوجّب أن تأخذ دورها حتى إن اقتضى الأمر إقامة مؤتمر صحفي يومي يكرّس لأهم الأخبار والقرارات التي اتخذها أو يتبناها الاتحاد حينها سنتخلّص من التفسيرات والتأويلات غير الصحيحة التي تتبناها مئات المواقع الإلكترونيّة ويتمكّن الجمهور وهو الشيء الأهم من معرفة الحقائق كما هي لأنه يستقي الانباء من مصدرها الرئيس (إعلام الاتحاد) وليس من (مصادر) الفيس!

الكلام كثير وقد يطول أيضًا.. ولكن للضرورة أحكام كما يقولو.. دعونا نترك كُل الخلافات والسجالات، بل حتى (التربّصات) التي حصلت لأننا أمام مهمّة أكبر وأهمّ، لا تمثلها الشخوص ولا تقاس على وفق تناحرات شخصيّة تقف مع (هذا) ضد (ذاك)!!

دعونا نوحِّد جهودنا جميعًا من أجل إنجاح مهمّة المنتخب.. فالأايام تمضي.. والمنافسة أصبحت قريبة (والقيل والقال) لا ينفع المنتخب حتمًا!   

 

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *