“الصقور” يصطادون أسير التركمانستاني بهدفين

 

كتب: رعد العراقي

نجح فريق القوة الجوية في حصد نقاط أولى مبارياته ضمن المجموعة الثانية لدوري أبطال آسيا 2 حين خطف فوز متأخر بهدفين مقابل هدف واحد من منافسه فريق التين أسير التركمانستاني في لقاء ضيّفه ملعب المدينة الدولي في العاصمة بغداد.

اللقاء الآسيوي هو الظهور الأوّل للصقور في شخصيّته الجديدة بعد أن خضع إلى تغيير كبير في جميع خطوطه بعد مغادرة صفوفه أهم لاعبيه الأساسيين ومعهم الإدارة الفنيّة السابقة ليتسلّم دفة القيادة المدرب القطري “وسام رزق” وكادره المساعد الذين عملوا خلال الفترة الماضية لعمل توليفة من المحترفين ممّن تم استقطابهم والمحلّيين الذين وضعوا ثقتهم لتمثيل النادي.

حظ البداية 

قد يكون من سوء حظ القوة الجوية ان يبدأوا الموسم الجديد بخوض مباريات البطولة الآسيوية دون أن تتاح لهم فرصة خوض بعد مباريات دوري الموسم الجديد لتأمين أقصى درجات الانسجام ورفع الجانب البدني قبل دخوله أجواء المنافسات الآسيويّة إلا أن الحظ ربّما ترك له مساحة من الفائدة حين خاض اللقاء على أرضه ووسط جماهيره التي ساهمت في توفير أجواء حماسيّة كبيرة كانت سببًا في تخطّي الصقور لكُل معوّقات الانطلاقة الأولى!

الحذر والفوضى

لم تكن بداية المباراة تحمّل أي مشاهد الأداء الفني العالي بعد أن غابت الصورة النمطيّة المعتادة للصقور التي تعوّدت عليها جماهيره وظهر ارتباك واضح بين الصفوف وخاصّة خط الهجوم الذي كان غائبًا وغير مؤثر ولا يوحي إلى وجود لاعبين جيّدين التعامل مع الهجمات المتاحة واقتصر الأداء على تدوير الكرة في وسط الملعب ومحاولة بناء هجمات عبر الاطراف كانت أغلبها غير مؤثرة ولا تحمل الدقة في التمرير برغم تراجع فريق التين إلى المناطق الخلفيّة كثيرًا  وترك المساحات لسيطرة لاعبي القوّة الجوية الذي اغتنم تلك الفرصة في الخروج من أجواء التوتر وتحقيق الانسجام واكتساب الثقة بالنفس وهو الأمر الجيّد الوحيد الذي خرج به الفريق وبدون النجاح بتسجيل أي هدف.

شوط البدلاء

في الشوط الثاني استمرّ تحرّك لاعبي الصقور بالاندفاع إلى الأمام ومحاولة محاصرة الخصم في منطقة جزائه، وبالتالي إجباره على ارتكاب الأخطاء وهو ما حصل فعلاً حين استغلّت إحدى الكرات داخل منطقة الجزاء وسجّل المحترف الكولمبي كارلوس  الهدف الأول بعد وصلت إليه كرة على طبق من ذهب بهجمة قادها سعد عبدالأمير لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى هذا الهدف أيقظ الفريق الضيف من غفوته واستشعر بخطورة استمراره بالتكتل الدفاعي فحاول الاندفاع إلى الأمام لاقتناص هدف التعديل إلا أن محاولاته لم تكن تحمل الكثير من الخطورة والتأثير، بالمقابل فإن لاعبي القوّة الجوية بدأ مخزونهم البدني في التراجع وكثرت هفواتهم في التمرير الخاطىء أو فقدان الكرة بسهولة من خلال الالتحامات وهو ممّا تسبّب من إحداها في تنظيم هجمة معاكسة تسبّبت في تسجيل هدف التعادل بخطأ من وسط الملعب وسوء التغطية الدفاعيّة مع تحمّل حارس المرمى بعد أن كان متقدّمًا عن مرماه بخطوات لا مبرّر لها!

بعد تسجيل هدف التعادل عمد وسام رزق إلى ضخ دماء جديدة لتعويض الجانب البدني المُستنزف ومنح زخم للجانب الهجومي وهو ما ساعد الصقور على فرض سيطرة شبه مطلقة على ميدان الملعب ساعده تراجع فريق التين للمحافظة على نتيجة التعادل إلا أن البديل “هيران أحمد” كان له رأي آخر حين استغلّ إحدى الكرات من خارج منطقة الجزاء ليسدّدها بقوّة وفي زاوية صعبة على حارس المرمى جاء منها هدف الفوز الثاني وينجح الصقور في الاختبار الأوّل وإن كان عسيرًا.

الأداء الفني العام

قد يكون من المنطق أن نشاهد الصقور بحلّة فنيّة جديدة وأسلوب أداء مختلف بعد أن تغيّرت أكثر العناصر الأساسيّة إضافة إلى الفكر التدريبي الذي تولّى القيادة واعتمد فيه على التنظيم والانتشار داخل الملعب ومحاولة فرض الحيازة وتداور الكرة، ومن ثم الانطلاق عبر جناحي الفريق لتوزيع الكرات والاختراق وربّما يكون الحكم على هذا الأسلوب ومدى نجاحه مبكّرًا إلا نقطة الضعف التي ظهرت في الأداء هو غياب لشخصيّة المهاجم المؤثر الذي يمكن أن ينهي الهجمة والاستفادة من الكرات داخل منطقة الجزاء، لذلك فإن أغلب الخطورة التي شكّلها “الصقور” كانت بتحرّكات خط الوسط وضبطهم للايقاع وتمريرهم الكرات عبر العُمق أو جانبي الملعب أما خطّ الدفاع فإن نسبة نجاحه لا يمكن الحُكم عليها لقلّة الهجمات المؤثرة للخصم وإن كانت هناك مواقف تسجيل للمدافعين تتسم بصلابة الالتحام والتمركز الصحيح ومشاركتهم ببناء الهجمات وهو ما نام لان يستمر بنفس القوّة أمام الفرق الأصعب.

طاقات واعدة

أظهرت المباراة بروز اسماء ستشكّل مستقبلاً خيارات مهمّة أمام الكادر التدريبي للمنتخب الوطني أبرزهم اللاعب يوسف فوزي الذي كان شعلة من النشاط بتحرّكاته الكثيرة واختراقاته ودقة تمريره للكرات وكان أحد مصادر الخطورة التي أربكت الفريق الضيف إضافة إلى اللاعب سامي محمد وأيضًا هيران أحمد وإن لعب دقائق قليلة!

القادم أصعب

سيواجه الصقور في مباراته الثانية في البطولة فريق التعاون السعودي على أرضه وبين جماهيره وهو الفريق الأصعب في المجموعة وحقق الفوز في أولى مبارياته خارج أرضه على فريق الخالدية البحريني بثلاثة أهداف لهدفين، وتلك المواجهة ستكون مفترق طرق لا بدّ من استغلال الفترة القادمة لإعادة ترتيب أوراق الفريق ورفع الجاهزيّة البدنيّة والوقوف على التشكيلة المناسبة إضافة إلى دراسة الخيار الأفضل في الاعتماد على الاسماء التي ستقود خطّ الهجوم أمام فريق قد لا يمنح الكثير من الفرص وسيشكّل ضغطًا مستمرًّا ومتواصلاً على مرمانا وهو ما يستوجب عدم إهدار أي هجمة متاحة للتسجيل من خلال مهاجمين قادرين على إرباك الخصم واستغلال الفرص بمهارة وتمركز صحيح.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

رأي لا يحتمل التأجيل حول الانتخابات على طاولة رجال القانون   

* لا خضوع للتبعيّة في إقرار القوانين ولوائح الانتخابات * لا لنظام القوائم ولا للترشيح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *