الشباب سرّ نجاح كاساس!

 

سعد المشعل

بعد انتهاء مباريات منتخبنا الوطني لكرة القدم في المرحلة الثانية من تصفيات كأسي العالم 2026 وآسيا 2027 والذي تأهّل من خلالها بصدارة المجموعة السادسة وبالنقاط الكاملة، باركنا للاتحاد والكادر التدريبي ولجميع اللاعبين هذا الإنجاز وأغلب الجماهير العراقيّة والإعلاميين والقنوات والصُحف الرياضيّة ساندوا منتخب الوطن بما يمليه عليهم الشعور والحسّ الوطني الذين يتمتعون به وهي بحدّ ذاتها مهمّة وطنيّة عظيمة.

وقف الجميع بقوّة لنصرة أسود الرافدين وتحقق ما كنا نبتغيه من نتائج مفرحة والوصول إلى نصف الحُلم الذي نتمناه، ولكن التمسّك بأمل التأهّل لنهائيّات كأس العالم هو نصف الحُلم الآخر الذي نمني النفس أن يكون حاضرًا على أرض الواقع والسبب هو قلق الجميع على التجارب العديدة التي يجريها كاساس لحد رمق المباراة الأخيرة مع فيتنام مع المستوى غير المقنع الذي صرّح به رئيس الاتحاد وبعض المحلّلين وكبار الإعلاميين.

هناك لاعبون لم يحالفهم الحظ بالتفوّق والتمييز عن غيرهم المتواجدين على مصطبة الاحتياط أو المتواجدين في أنديتهم الذين أبهروا الجميع بمهاراتهم ويستحقون التواجد في العديد من المباريات والآخرين من اللاعبين الاحتياط شاركوا كإساسيين أو بدلاء أبدعوا وتألقوا ونالوا أعجاب الكادر الفني والجماهير العراقيّة والعربيّة وأشاد بمهاراتهم الكثير من الصُحف العراقيّة والعربيّة والآسيويّة وحتى العالميّة ومن على شاشات التلفاز.

بالتأكيد نحن وقفنا بقوّة مع أفكار المدرب خيسوس كاساس ولقناعته بما يخطّط له وما يرسمه للاعبين الذين يطبّقون واجباته داخل المستطيل الأخضر، وهو يدرك ويعلم جيّدًا أن الإعلام العراقي والجماهير لديهما فكر عالٍ وثقافة كبيرة في عالم كرة القدم، ويُقيّمون كُل صغيرة وكبيرة على أرض الواقع وطالبوه مرارًا وتكرارًا باختيار الأفضل من المواهب المتواجدة في الدوري العراقي ومنح فرصة كبيرة للموهوبين الشباب الذين يستطيعون التنقل بسهولة لما يمتلكونه من لياقة بدنيّة عالية وسرعة فائقة وعمرهم الصغير يساعدهم على ذلك فقط يحتاجون إلى الفرصة الحقيقيّة الكاملة وثقة المدرّب الأوّل.

اختيار اللاعبين الشباب هو أفضل وسيلة للنجاح، كما هو الحال دائمًا أثبت كاساس من خلال تجاربه الشجاعة وزجّ الشباب في أقوى المباريات هو دليل على قوّة شخصيّته ولا يهاب الخصوم، وكانت مفكّرته تصبُّ على المنصّة الكُبرى لعرض المواهب حيث لفت زيدان أقبال ويوسف الأمين وعلي جاسم وأحمد يحيى وزيد تحسين وعلي الحمادي وأمير العماري وحسين علي وميرخاس دوسكي ومصطفى سعدون وغيرهم الأنتباه بجودتهم وشخصيّتهم ومهاراتهم في أقوى المباريات الرسميّة، وأبدى الجميع الأعجاب بهم خلال المباريات السابقة، ونحتاج فعلاً للكثير من المواهب لتعزيز الصفوف وفهم بعضهم البعض نحو اللعب الجماعي والتحرّر من الخوف والتقيّد، ومنحهم الحريّة الكاملة داخل الملعب كما فعلها كاساس الذي زرع في أنفسهم ثقة كبيرة وجعل كُل منهم نجم كبير وبطل يشغل أي مركز يناط به المهمّة.

بامكان كاساس أن يجعل المنتخب العراقي رقم واحد على آسيا باستخدام المواهب من الشباب خصوصًا أنه من المدرسة الإسبانيّة التي تعشق اكتشاف المواهب وشهرتهم وزجّهم في المنتخبات الوطنيّة، كذلك يسخر جهده في التركيز على الصلابة الدفاعيّة، جنبًا إلى جنب مع القدرة على امتلاك الكرة ونقلها إلى الجزء الآخر من الملعب لتخفيف الضغط على الخطّ الدفاعي وحتى حراسة المرمى تحتاج إلى التدريب العالي والتركيز في المباريات القادمة وهي قريبة جدًّا.

يمتلك كاساس فرصة كبيرة وعظيمة من خلال حضوره مباريات المنتخب الأولمبي العراقي المتأهّل إلى أولمبياد باريس 2024 والتي ستنطلق منافساتها أواخر تموز القادم ليتسنى له اختيار العديد من اللاعبين الشباب الذين يخدمون عمله التدريبي.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *