“الدوري والكأس” في خدمة الأولمبي

 

سعد المشعل

حقاً كانت مواجهة ساخنة بين فريقي “الزوراء والجوية” من جهة و “الشرطة والنفط” من جهة أخرى في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العراق 2024.

فالجماهير العراقية ترقبت موعد المباراتين وحضرت قبل ثلاث ساعات وملأت مدرجات الملعبين (الشعب الدولي والزوراء) كيف لا وهم ملح بطولات الكرة في العراق، ولهم الفضل الكبير في نجاحاتها ولهم منا التحايا الحارة.

ناديا الجوية والشرطة سعيا بقوّة للظفر بنقاط المباراة الثلاث ليعززا من أرقامهما القياسيّة بحصد اللقب.

المدربون (باسم وعصام وعبدالرزاق وسليمان) جميعهم كانوا يتطلّعون بقوّة إلى حصد اللقب بكل تأكيد إذ كانت طموحاتهم وافرة، لكنهم أدركوا جيّدًا أن المهمّة ليست بالسهلة، ولا هي مستحيلة، واستعدّوا للمباراة بشكل جيّد، ولديهم ثقة كبيرة باللاعبين لمواصلة تحقيق الانتصارات بعدما تذوّقوا طعمها في مباريات دوري نجوم العراق.

مدرّبا الزوراء والجوية قالا أن المواجهة لها نكهة خاصّة عندنا والجماهير الهائلة تنتظر مثل هذه المباراة التي تجمع قطبي الكرة العراقية وكانت تتلهف لموعد “الديربي” المنتظر لمواصلة إسعادها والتي تعتبر الداعم الأوّل لفرقها في جميع البطولات .

جميع المدربين عزّزوا من أفكارهم وخبراتهم ووضعوا خططهم وأشركوا لاعبين شباب على أمل أن يشكّلوا إضافة إلى صفوف فرقهم التي تزخر بالعديد من اللاعبين الواعدين .

ظهر الانسجام بين اللاعبين خلال المباراة وقدّم الجميع المستوى الطيب وأسعدوا الجماهير، وحقق فريق القوّة الجوية الانتصار بهدف سجّله مصطفي سعدون وفاز الشرطة على النفط بذات النتيجة، وسيتقابل الشرطة مع القوّة الجوية في مباراة النهائي غدًا (الأربعاء) وهذا هو حال كرة القدم تعطي لمن يخدمها ويقدم أكثر داخل المستطيل الأخضر.   

الشرطة يرغب في حصد اللقب ليضيفه إلى رصيده بعدما حقق كأس نجوم  العراق، وهنا أصبح المصري سليمان مدرب الفريق قد حقق إنجازين مهمّين في تأريخ الكرة العراقية وربّما يصبح أوّل مدرب محترف يحقق تلك النتيجة في الرياضة العراقية، بالمقابل تبحث إدارة القوّة الجوية والمدرّب الشاب رزاق فرحان ومساعده صفوان عبدالغني عن تحقيق أوّل إنجاز يسجّل باسمهما لأوّل مرّة في تأريخ حياتهم الرياضيّة ليكون رصيداً لهما في المستقبل القريب.

عقدوا العزم على تقديم مباراة كبيرة تليق باسم القوّة الجويّة والتتويج باللقب الذي يعتبر مطلبًا جماهيريًّا مهمًّا، ولكن بنظر الاعتبار جماهير القوّة الجويّة ترى الانتصار في هذه المباراة هو الفوز بالكأس لما تعطيه أجواء المباراة من أهميّة رائعة عند الجماهير الغفيرة الحاضرة.

لو تمعّنا جيّدًا أن بطولة الكأس سُيّرت وفق برامج وتخطيط ممنهج وممتع جدًّا وبأوقات ممتازة تتيح للاعبين فرصة الحفاظ على لياقتهم البدنيّة قبل الانضمام إلى صفوف المنتخب الأولمبي الذي تنتظره مباريات مهمّة في أولمبياد باريس.

وكذلك دوري نجوم العراق استفاد منه المدربون برغم زخم المباريات وضيق الوقت، إلا أنهم حصلوا على أفكار متجدّدة لما تحمله الفرق المشاركة من محترفين سواء كانوا مدربين أو لاعبين الاختلاط بالأفكار والتطوير بالخطط ينضّج فكر المدرب والمساعدين ليجدوا الحلول في المباريات وهذا التنافس يعطيهم دافعًا وحماسة كبيرة من أجل الظهور بأفضل حالاتهم.

بطولة كأس العراق كانت راقية بمواعيدها ومستوياتها حتى اختتمت مراحلها بتأهّل الشرطة والجوية إلى المباراة النهائيّة وبذلك يسدل الستار على البطولتين (الدوري والكاس) والاتجاه الأقوى يصبُّ نحو المنتخب الأولمبي ويجب تقديم الدعم الكبير له وأملنا فيه كبير.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *