الحلول الناجعة تبدأ بالرديف

 

يعقوب ميخائيل

عجّت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية بموضوع مشاركة زيدان إقبال مع المنتخب الأولمبي من عدمه!

وبرغم قناعتنا المُطلقة بأهميّة تواجد زيدان في التشكيلة كإضافة مهمّة لما يتمتع به من مهارات عالية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا إلى جانب زملائه في المنافسة التي تحتاج إلى لاعبين يرتقون بإمكاناتهم إلى حجم الفرق المنافسة بالبطولة، خصوصًا وإن معظم إن لم نقل جميع المنتخبات المتأهّلة ستزجّ بالكثير من اسماء نجومها بحثاً عن تحقيق نتائج متقدّمة في هذا الكرنفال الكبير المتمثل بالدورة الأولمبية، نقول برغم أهميّة اللاعب زيدان إقبال إلا أننا ندرك في نفس الوقت سواء خصّ الموضوع هذا اللاعب أو غيره من اللاعبين المحترفين في الخارج وتحديدًا في الأنديّة الأوربيّة لا يمكن ضمان تواجدهم في الدورة الأولمبيّة لسبب بات ومعروف للجميع وهو أن دورة الأولمبياد لا تجري منافساتها ضمن أيام (فيفا دي)   ولذلك يتعذر حضور اللاعبين المحترفين بالخارج باستثناء من كانت أنديتهم تمنحهم حقّ المشاركة، ولكن لا يمكن إجبار تلك الأندية على تفريغ لاعبيها للدورة الأولمبيّة! وهو الشيء الذي حصل مع زيدان، بينما نرى تواجد حسين علي أو يوسف الأمين كونهما حصلا على الضوء الأخضر من ناديهما على المشاركة!

قد يرى البعض أن الأمر ربّما كان أكثر سهولة لو تضمّن كتاب المخاطبة الذي جرى بين الاتحاد العراقي لكرة القدم ونادي اوتريخت الهولندي الذي ينتمي اليه زيدان بأقتصار تواجده في أيام المباريات فقط، وليس تفريغه قبل مدّة زمنيّة معيّنة اعتبرت طويلة! ولكن حتى وإن اتفقنا مع هذا الرأي إلا أنه لا يمكن ضمان موافقة النادي على مثل هذا الطلب أيضًا.. ولذلك طوت هذه الصفحة بعد أن أصبحت مشاركة اللاعب غير مُمكنة بالمرّة!

ومع إننا كنا نمني النفس مشاركة زيدان مع الأولمبي إلا أننا في المقابل لنا ثقة كبيرة ونعوّل على بقيّة لاعبينا في البطولة، ولا يمكن أن نبقى متعكّزين على لاعب واحد مهما كانت أهمّيته ودوره، خصوصًا عندما تكون الأسباب قاهرة ولا يمكن حلّها مهما بذلت الجهة المعنيّة “أي اتحاد الكرة” من مساعٍ وجهودٍ من أجل الإفادة من خدماته في بطولة مهمّة كالدورة الأولمبية!

في سياق متصل، استغربنا خضوع قضية زيدان إلى تفسيرات وتأويلات معظمها إن لم نقل جميعها خضت لأمزجة لم يكن هدفها سوى الانتقاص من المدرب من قبل الذين كانوا ومازالوا غير راضين على تولّي الكابتن راضي شنيشل مهمّة تدريب المنتخب الأولمبي، مثلما أراد في الجانب الآخر بعض الباحثين عن أي سبب للانتقاص من عمل اتحاد الكرة وتحديدًا النيل من الكابتن عدنان درجال رئيس الاتحاد وتحميله مسؤوليّة ما حصل وهُم ذاتهم الذين اعتادوا على البحث عن أيّة سلبيّة يلصقونها باتحاد الكرة بمناسبة أو بدونها، وكأن المنتخب الأولمبي هو مُلك للشخوص أو” لهذا أو ذاك” وليس منتخب الوطن الذي يمثلنا جميعاً!!  

قد نتفق إلى حدٍّ كبير مع الرأي القائِل أو أحاديث أعضاء المكتب الإعلامي لاتحاد الكرة بأنهم ليسوا مُلزمين بالردّ أو التعقيب على كُل ما يُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي..لكن للضرورة أحكام كما يقولون! إذ ليس معقولاً أيضًا أن تبقى بعض الأمور المهمّة مُعلّقة ” إن صحّ التعبير” دون أن يكون هناك رد رسمي يصدر من المكتب الإعلامي من أجل الاعتماد على صحّة المعلومة التي نتمنى أن يتم تؤخذ من المصادر الرسميّة، وليست الوهميّة كما هو حاصل بشكل يومي عبر الكثير من المواقع، بل حتى أحياناً من وسائل إعلاميّة مرئيّة أيضًا!

الأغرب في قضيّة زيدان أيضًا أن (تذهب) بعض الأجهزة الإعلاميّة بابتكار حلولاً لا نراها منطقيّة أيضًا كتشكيل وفد للذهاب إلى هولندا ومحاولة إقناع نادي اوتريخت الهولندي بضرورة تفريغ زيدان!! وكأن المسألة هي (تطييب خواطر)! متناسين أن لغة الحوار لا بدّ أن تجري باحترافيّة وفقاً لمخاطبات رسميّة بين الطرفين وليس بطرق بدائيّة أكل عليها الدهر وشرب!

قضية زيدان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة أيضًا كونها حصلت وتحصل مع معظم المنتخبات في العالم بسبب أن الدورة الأولمبيّة وكما أسلفنا الذكر لا تقام ضمن أيام (فيفا دي)، نقول أن ما حصل يقودنا ثانية للقول، بل لتكرار مطالبتنا بأهميّة تشكيل أكثر من منتخب رديف يغنينا عن كُل هذه الاشكالات التي حصلت وتحصل من خلال توفير البدائل والتعويض عن أي غياب تفرضه البطولات المقامة خارج أيام (فيفا دي) وهو بأعتقادنا أكثر الحلول الناجعة  التي تبعدنا عن إحراجات لأسباب مختلفة سواء بعدم حصول الموافقة من الأندية أم بأخرى كالإصابات التي طالما كانت سببًا في فقدان نجومنا عن استحقاقات مهمّة لم نكن نتمناها حتمًا!

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *