الحصان الأسود لليورو

 

سامر الياس سعيد

تنطلق اليوم (السبت) مباريات خروج المغلوب عبر دور الـ 16 لبطولة الأمم الأوروبية 2024 حيث تتنافس المنتخبات  الستة عشر على إثبات جدارتها في المضي بعيدًا في البطولة الأوروبية التي لم تزعج أي منتخب من كبار القارّة باستثناء المنتخب الكرواتي الذي اعتبر المحلّلون الرياضيون أن مشاركته الأخيرة بمثابة وداع لجيل مميّز  وصل لوصافة بطولة كأس العالم قبل نحو 7 أعوام إضافة لمنافسته على مختلف البطولات العالميّة، فلم ينجح الاعتماد على مودريتش وفنيّاته بكونها من ستنقذ المنتخب الذي بات عجوزاً من خلال عجزه عن إيجاد الحلول التهديفيّة التي تؤهّله للمضي لأدوار الحسم.

وبعد اكتمال عقد المنتخبات وبقاء الكبيرة منها التي لم يقدّم أغلبها ذلك المستوى اللافت فإن بطولة الأمم الأوروبية والتي تحظى بمتابعة جماهيريّة عريضة نظرًا لمشاركة أغلب نجوم العالم في منتخبات القارّة العجوز تبقى الآمال مُعلّقة ليس على صعيد تلك المنتخبات التي لا يعد فوزها بالبطولة إنجازاً بقدر ما تكون النظرات مُسلطة على المنتخبات المغمورة ومتوسّطة المستوى التي جاءت إلى البطولة دون ترشيحات ولا أضواء لتكون بمثابة الحصان الأسود الذي يراهن الجميع على قدرته في خلط الأوراق  واعتبار أي مباراة تجمعه بمنتخب قوي ومميّز في القارّة بمثابة مسألة حياة أو موت بالنسبة للاعبيه فتجدهم أسودًا في تهديد المرمى لكي يلفتوا الانظار اليهم من خلال إخراج المنتخب المنافس واقتناص الفوز من خلال ما يقدّمونه من مستويات.

وتبقى الترشيحات لاقتناص لقب الحصان الأسود متناثرة بين عدد من المنتخبات التي ضمنت تواجدها في دائرة  الـ 16 منتخب ومنها رومانيا التي أفلت نجوميّة لاعبيها عبر عقود بعد أن كانت ضيفاً دائماً على مونديالات النسخ الماضية وعرف العالم أغلب نجومها لتؤسّس لها عبر البطولة الحاليّة اسماً قد يتبلور بإبراز الرُعب للمنافسين حينما تواجه المنتخب الهولندي الذي بدا غير مقنع بالمرّة  إضافة لتصريح لاعبه فان جايك الذي أشار لعدم الاستهانة بالمنتخب الروماني مع كون المنتخب الهولندي كان قد حظي بالبطولة الأوروبية عام 1988 حينما كانت صفوفه تضم أبرز لاعبي العالم كرود خوليت وفان باستن وكويمان الذي تولّى تدريب المنتخب الحالي دون أن ينجح بترسيخ ثقافة الفوز لدى الجيل الحالي أو يستظهر ما كان يملكه وزملائه في أجواء البطولة التي مرّ عليها نحو 36 عامًا.

ومن المباريات الأخرى التي يمكن أن نعتبرها صراعًا  مميّزاً نظراً لرغبة لاعبي سلوفينيا بإيجاد موقع كروي مهم لبلدهم حينما يواجهون المنتخب البرتغالي الذي بدا مع البطولة الحالية في مستواه المتباين بين مدٍّ وجزرٍ.

وتبقى مباراة إسبانيا بنظيره الجورجي بمثابة مباراة مهمّة نظرًا لما قدّمه لاعبي المنتخب الأخير من مستويات لافتة جعلتهم على رأس الترشيحات بكونهم المنتخب الذي يستحقّ لقب “الحصان الأسود” لاسيما بانتفاضتهم  وتحقيقهم الفوز المفاجأة على منتخب البرتغال بهدفين للاشيء برغم خسارتهم بثلاثة أهداف لهدف أمام المنتخب  التركي الذي خسر بدوره من المنتخب البرتغالي!  

فيما تبقى مباراة المنتخب الإيطالي بنظيره السويسري بمثابة فرصة لمنتخب “الماتزوري” لتصيح اوضاعه الكروية بعد نكسات عدم التأهّل للمونديال الأخير فضلاً عن تحدّي لاعبيه بضرورة إعادة التأريخ الكروي المناسب لمنتخب لطالما كان ضيفاً دائميًّا على منصّات التتويج وتبقى انكلترا غير المُقنعة تنتظر تبريرات لجماهيرها باقتناص بطاقة التأهل للدور ثمن النهائي بعد تجاوز المنتخب السلوفاكي إلى جانب مباريات واقعيّة للغاية ستخوضها كلا من ألمانيا وفرنسا دون أن يكون هنالك مُرشح لحظوظ الفوز الأكبر من خلال مواجهتي النمسا وتركيا.  

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *