التلاحم الإعلامي المونديالي

 

سمير السعد

لا يمكن لأحّد أن ينكر الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الرياضي في رسم ملامح المستقبل الرياضي لأي دولة.

وفي العراق، يتزايد هذا الدور أهميّة مع اقتراب التصفيات المؤهّلة لكأس العالم 2026، إذ أصبح لزامًا على الإعلام العراقي أن يكون في طليعة الداعمين للمنتخب الوطني، نابذًا كُلّ الخلافات والاصطفافات التي قد تعيق مسيرته نحو تحقيق الحُلم العالمي.

المُهِمَّة الوطنيّة تتطلّب أن يكون الإعلام هو النافذة التي يُطلّ من خلالها الجمهور على المنتخب الوطني، وهو الصوت الذي يصل إلى قلوب اللاعبين، مُشجّعًا ومُحفزًا.

الإعلام قادر على خلق حالة من التلاحم الوطني حول المنتخب، ممّا يزيد من شعور اللاعبين بالمسؤوليّة تجاه بلادهم ويمنحهم القوّة والعزيمة لتقديم أفضل ما لديهم في الملعب، خصوصًا إن الساحة الرياضيّة العراقيّة تمرُّ ببعض التحدّيات التي تتطلّب موقفًا موحّدًا من جميع الأطراف.

الإعلام مُطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتركيز على دعم المنتخب الوطني، بعيدًا عن أي انقسامات أو مصالح شخصيّة، فقد أثبتت التجارب السابقة أن الخلافات لا تؤدّي إلا إلى تشتت الجهود وإضعاف الأداء.

إذن الإعلام مهمّ جدًّا وسلاحًا لابدّ أن نستخدمه من أجل الظفر وتحقيق الحلم والكُل يعرف دوره الحيوي في تشكيل الرأي العام وبناء الثقة بين الجمهور والمنتخب الوطني، ومن خلال التغطية الإيجابيّة والتركيز على النجاحات، يمكن للإعلام أن يعزّز من الروح الوطنيّة ويحفز الجماهير للوقوف خلف منتخبهم بكُلّ قوّة. إضافة إلى ذلك، يمكن للإعلام أن يلعب دورًا في تخفيف الضغوط على اللاعبين من خلال توجيه الرسائل الإيجابيّة والتركيز على الجوانب المُضيئة في مسيرتهم.

مٌلزمون أن تكون الدعوة إلى حملة إعلاميّة موحّدة: في هذه المرحلة الحرجة، وينبغي على كافة وسائل الإعلام العراقيّة إطلاق حملة إعلاميّة موحّدة تدعم المنتخب الوطني في مسيرته نحو التأهّل لكأس العالم، هذه الحملة يجب أن تشمل جميع وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

يملك الإعلام الرياضي العراقي القوّة لتغيير الواقع ودعم المنتخب الوطني في تحقيق الحلم الكبير. ونحن بحاجة إلى إعلام يجمع ولا يفرّق، يشجّع ولا يحبط، يقود ولا يُقاد. فمن خلال تكاتف الإعلام مع المنتخب، يمكننا جميعًا أن نحقق الحُلم العالمي ونرفع علم العراق عاليًا في أكبر محفل كروي في العالم.

   

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *