التدريب واقع وطموح    

 

سمير السعد

تعتبر مهارات التدريب عنصرًا حيويًّا في تعزيز القدرات البشريّة وتطوير الأداء في مختلف المجالات، ولا يقتصر التدريب على نقل المعرفة فحسب، بل يحفز الأفراد وتشجيعهم على تطوير مهارات جديدة وتحقيق أهدافهم الشخصيّة والمهنيّة.

ومع تزايد الاحتياجات والمتطلّبات في سوق العمل، يبرز دور المدرب الناجح في تحقيق التوازن بين الواقع والطموح، وصراحة يواجه المدربون اليوم العديد من التحدّيات التي تعوق عمليّة التدريب الفعّال، ومن بين هذه التحدّيات وأبرزها التكنولوجيا الحديثة التي تتيح منها وسائل تعليميّة مُبتكرة، فإنها تفرض أيضًا تحدّيات تتعلّق بكيفيّة استخدامها بفاعليّة لضمان استفادة المتدرّبين منها.

كذلك يتطلّب التعامل مع متدرّبين من خلفيّات ثقافيّة متنوّعة فهمًا عميقاً للتنوّع الثقافي، والقدرة على التواصل مع مختلف الفئات بكفاءة عالية.

ويتطلّب البقاء في المهنة أيضًا مواكبة التطوّرات السريعة في سوق العمل من خلال تحديث المهارات والمعرفة باستمرار، ممّا يشكّل تحدّيًا للمدرّبين في مُسايرة هذه التغيّرات والنجاح فيها.  

وعلى الرغم من التحدّيات، هناك العديد من الطموحات التي يسعى المدرّبون إلى تحقيقها وهي التعلّم المستمرّ ، إذ يجب على المدرّبين السعي إلى تطوير مهاراتهم ومعرفتهم باستمرار من خلال المشاركة في الدورات التدريبيّة وورش العمل وعدم الاكتفاء بحيازة الشهادة المُعتمدة لدى الاتحاد المحلي ونظيريه “القاري والدولي” حسب تصنيفه بين أقرانه.

وثمّة أمر غاية في الأهمية، أن التفاعل الإيجابي يُعزز بناء العلاقات الإيجابيّة مع المتدرّبين من فعاليّات التدريب ويحفزهم على التعلّم والمشاركة بحماسة، والأخذ بعين الاعتبار الابتكار والإبداع، كما يتطلّب التدريب الناجح استخدام أساليب ووسائل وأفكار تعليميّة مُبتكرة وإبداعيّة تساعد على جذب انتباه المتدرّبين وتحفيزهم على التعلّم.

ولا بدّ أن نعرّج على المدرب الناجح هو الذي يتمتع بمجموعة من الصفات والمهارات التي تؤهّله لتحقيق أهداف التدريب بكفاءة، ومن بين هذه الصفات “الخبرة والمعرفة”، ويجب أن يكون المدرّب ملمًّا بالمجال الذي يدرّب فيه، ولديه خبرة عمليّة ونظريّة تمكّنه من تقديم معلومات دقيقة ومفيدة، وأن يجيد مهارات التواصل القدرة على التواصل بوضوح وفاعليّة مع المتدرّبين كونها من أهم مهارات المدرّب الناجح، ويمتلك القدرة على تحفيز المتدرّبين وتشجيعهم على التعلّم وتطوير أنفسهم.

كُل ذلك يحتّم على المدرّب الصبر وتفهّم احتياجات المتدرّبين وكيفيّة التعامل معهم ما يساعد ذلك على إيجاد بيئة تدريبيّة إيجابيّة ومُثمرة.

وأخيرًا فإن مهارات التدريب هي عامل أساس في تطوير الأفراد والمؤسّسات، وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه المدرّبين، إلا أن الطموح المستمر لتطوير المهارة وتحقيق النجاح في العمليّة التدريبيّة يجعل من المدرب الناجح عنصرًا محوريًّا في تحقيق التطوّر والنموّ، وهذا نراه لدى أغلب المدرّبين المحترفين في العالم وفي كافة المجالات الرياضيّة وخصوصًا في كرة القدم، ولم نرَ ذلك عند بعض مدرّبينا المحلّيين للأسف!  

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *