التأهّل يبدأ باحترام المنافس  

 

يعقوب ميخائيل

تكاد لا تخلو جميع المتابعات الإعلاميّة بمختلف انواعها ومسمّياتها ومعهم أيضًا غالبيّة المتابعين والمحلّلين من إلقاء الضوء على الكثير من الجوانب الفنيّة المهمّة التي تخصّ مبارياتنا المُرتقبة في تصفيات المؤهّلة إلى المونديال.

ومع إننا نحترم ونتفق إلى حدٍّ كبير مع تلك الآراء والطروحات خصوصًا تلك التي تتجه نحو تأشير مكامن القوّة والضعف في امكانات الفرق المتنافسة في مجموعتنا إلا أننا نرى الأهم من كُل ذلك هو احترام المنافس مهما جاءت الاختلافات أو التباين في المستوى بين هذه المنتخبات، أي أننا لا يمكن أن نعير أهمية، بل أهمية قصوى لمباراتنا مع كوريا على سبيل المثال لا الحصر بينما نعتقد (واهمين) أن مقابلة الكويت أو فلسطين وحتى عُمان ستكون سهلة، فمثل هذا الاعتقاد ليس صحيحًا بالمرّة ولا يمكن أن يجري التقويم بهذه الطريقة غير المنطقيّة!

قد تكون الكثير من المباريات التي التقينا خلالها بمعظم المنتخبات التي تنافسنا (اليوم) في التصفيات جديرة باستذكار وقائعها لما لها من أهميّة في هذه الأيام التي تسبق دخولنا مشوار التصفيات النهائيّة، فالمسألة لا تتعلّق بالمفاضلة  بين هذا المنتخب أو ذاك بقدر ما ترشدنا أوّلاً ومن ثم توصلنا إلى حقائق في غاية الأهميّة مفادها أن جميع المنتخبات ستتنافس من أجل نيل بطاقة التأهّل ولا يمكن أن نعتبر أي من هذه المنتخبات قد جاء لمجرّد المشاركة ليس إلا!

لا أبدًا.. بل إن مثل هذه الآراء لا يمكن أن تدخل في قواميس جميع المنتخبات التي تأهّلت إلى المرحلة النهائيّة من التصفيات وتسعى بكُل جهدها من أجل أن تكون حاضرة بين المنتخبات التي تحجز لها مقعدًا في المونديال.

بالأمس القريب كُلنا يذكُر ما قدّمه المنتخب العُماني في بطولة الخليج 25 التي أقيمت بالبصرة وكيف وقف منافسًا عنيدًا لمنتخبنا في المباراة النهائيّة، وهو نفس الكلام الذي ينسحب على المنتخب الأردني الذي أقصانا من بطولة آسيا 2023 في قطر برغم الأسباب أو المُسبّبات التي أدّت إلى خسارتنا في تلك المباراة، خصوصًا وإننا تناسينا في حينها، بل اعتقدنا واهمين أيضًا إن الفوز على اليابان إنما يعد مفتاح الفوز بالبطولة.. ولكن!

كُل هذه السيناريوهات وغيرها لا بدّ أن تكون ضمن مفكّرة المدرب خيسوس كاساس الذي نثق بأنه يسعى من أجل وضع المُعالجات التي تقود منتخبنا لتحقيق ما نصبو إليه جميعًا وهو حُلم الوصول إلى نهائيّات كأس العالم مرّة أخرى بعد أن اكتفينا بتأهّل وحيد تحقق في العالم 1986، أي قبل 38 عامًا!

في مباراتنا سواء المُرتقبة مع عُمان أو أيّة مباراة أخرى تأتي من بعدها يجب أن يكون شعارنا فيها هو الفوز.. والفوز فقط لأن التفريط بأيّة نقطة إنما سيكون مُكلفًا ورُبّما يعرقل طريقنا نحو ضمان إحدى بطاقتي التأهّل في نهاية المشوار! وفي المقابل يجب تعزيز هذا الشعار بمستوى الأداء الذي يقودنا للتفوّق خصوصًا وإننا في هذه التصفيات سنلعب على أرضنا وبين جمهورنا بعد أن كنا قد حُرمنا في السابق من عاملي الأرض والجمهور كواحد من أهم العوامل التي تلعب دورًا كبيرًا وحيويًّا في تعزيز مسيرة المنتخبات خلال المنافسات على اختلاف أنواعها وأشكالها!

نعم .. يجب أن نستثمر هذه الفرصة ونبدأ المهمّة “بالاستقتال” من أجل النقاط الثلاث، سواء في مباراتنا المُرتقبة والمهمّة جدًّا أمام المنتخب العُماني أو أيّة مباراة أخرى مقبلة، ولا بدّ من اعتبارها أي ” كُل مباراة ” وكأنها مباراة نهائيّة! ناهيك عن أن الفوز في مباراتنا الأولى على منتخب عُمان تحديداً يعد دافعًا معنويًّا كبيرًا قبل مباراتنا الثانية مع الكويت والتي ستمنحنا الثقة بشكل أكبر لتجديد المسعى لإضافة ثلاث نقاط أخرى إلى رصيدنا، أي أن خطف ست نقاط في أوّل مباراتين يعني الكثير في الحسابات سواء الفنيّة أم المعنويّة والتي ترتقي بلا شكّ بسقف الطموحات التي نأمل أن تتجدّد بالعلامة الكاملة في هذه المرّة أيضًا، مثلما فعلناها بالمرحلة الثانية من التصفيات.. كي نستبق الأحداث، ونضمن التأهّل ومن ثم نحقق الحُلم الذي طال انتظاره؟

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *