البدايات السيّئة

 

سامر الياس سعيد

دائمًا ما تثير البدايات السيّئة لدى الأندية والمنتخبات في أولى مشاويرها في أي موسم أو بطولة الكثير من الأقاويل، ويتعرّض المدرب للكثير من الانتقادات، وهذا ما يواجهه فريق نادي ريال مدريد الإسباني الذي يعد حاليًّا أفضل الأندية العالميّة وتسلّط نحوه الأضواء بكونه يملك أهم منظومة تهديفيّة يتكالب على الظفر بجهودها خيرة أندية العالم إلى جانب امتلاكه الهدّافين الأفضل في مختلف المراكز حيث يعد الفريق متكاملاً بسبب السياسة التي تنتهجها إدارة النادي والتي تبتعد عن الأزمات الماليّة التي تعاني منها بقيّة الفرق إلى جانب  رغبة أفضل اللاعبين في التوقيع لتمثيل النادي وفق الشروط التي لا يحدُّده اللاعب، بل إدارة النادي.

وبرغم كُل ما تقدّم فإن البدايات التي ظهر بها الفريق في أولى ثلاث مباريات عبر موسمه الذي يطمح فيه للظفر بالدوري الإسباني مثلما حقق في الموسم السابق تثير الكثير من الاسئلة مع أنها متوقعة ولا تشكّل أيّة مفاجأة مثلما توقع المحلّلون لبداية اللاعب الفرنسي “كيليان مبابي” الذي رضخ تحت ضغوط في تقديم مستوى دون المتوسّط عمّا كانت تتأمّل منه جماهير النادي.

فالبدايات السيّئة دائمًا ما تقود اللاعب إلى محورين أوّلهما تحدّي تلك البدايات وتجاوزها وفق إرادة اللاعب للابتعاد قدر الإمكان عن الانتقادات لتحقيق الهدف أو الرضوخ لتلك الضغوط ممّا يؤدّي إلى استمرار الحظّ السيّئ مع اللاعب ونموذج اللاعب البلجيكي “ايدين هازارد” ماثلة أمام جماهير النادي فشكّل حضوره إلى جانب غيابه سيان لا يختلف عنهما أحد بسبب سوء حظ اللاعب الذي تعرّض للاصابة التي أبعدته عن مستواه الذي تميّز فيه مع ناديه السابق تشيلسي الإنكليزي قبل أن يجذب أنظار النادي الإسباني للتعاقد معه برغم أن الصفقة كانت فاشلة لحدّ كبير .

والبدايات السيّئة أيضًا للفريق الإسباني وضعت المدرّب انشيلوتي في المواجهة ممّا جعله يُصرّح بعد التعادل المُخيّب، أما فريق نادي لاس بالماس بكونه الوحيد الذي بإمكانه إيجاد الحلول دون الاستعانة بلاعب يمكنه ذلك برغم معرفة المدرب الإيطالي بأن أغلب الفرق الإسبانيّة تعد مواجهة فريق ريال مدريد بمثابة الذروة في تقديم المستوى الطيّب، فيما يبذل لاعبو تلك الفرق أقصى ما لديهم في استنزاف جهود لاعبي الريال وحصد نقطة مهمّة منهم تجدهم في المباراة التالية ومهما كان الخصم يتعرّضون للخسارة  التي تدفع السائل عمّا كان عليه مستواهم قبل أن يتعرّضوا للخسارة في المباراة التالية إضافة لاستبسال حراس المرمى في الفرق التي تواجه الريال.

ثمّة لحظة فارقة حالما يتجاوزها حارس تلك الفرق التي تواجه الريال فحينها بإمكانه الاستمرار والمواصلة  وعادة ما تشكّل مواجهات الريال مع الفرق الأخرى بمثابة علامة فارقة حينما يعمد لاعبوها للتقدّم بهدف وإحراج خصمهم عبر استنزاف طاقة لاعبيه وبذل الكثير من الجهود حتى تدفع بأن تكون نسبة الاستحواذ للريال تتجاوز الـ 60 بالمائة دون أن تثمر تلك النسبة مثلاً في رفع الروح المعنوية للاعبي الريال بإمكانيّة تحقيق التعادل وعودة المباراة لفارقها الذي بدأت به.

البدايات السيّئة بشكل عام هي التي تصنع الفرق الكبيرة فإذا ما تجاوز أي فريق مثل تلك النتائج المتواضعة التي حققها استطاع أن يظفر بما كان يتمناه  ألا وهو احراز البطولة فالبداية السيّئة هي درس  يستوجب أخذ العبر منه لمحطّات تالية يكون فيها الفوز منطقيًّا وبدرجة واقعيّة كبيرة.

 

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

تكريم شريك المُنجَز الرياضي

  سمير السعد في عالم الرياضة، حيث المنافسة الشرسة والتحدّيات الكُبرى، يلعب الصحفي دورًا لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *