اختبارا (عُمان والكويت) يكشفان عدم القناعة بـ “كاساس”!

 

* منتخبنا يفتقد الدقة والتركيز في مثل هذه الظروف

* كنا بحاجة إلى هجمة منظّمة واحدة لكسب المباراة

* فقدنا نقطتين وخسرنا الأفضليّة والإحصائيّات بلا قيمة فنيّة!

* أخشى على العراق من مباريات ليست سهلة خارج أرضه

* “أنانيّة” علي جاسم  أمام المرمى و”عدم رفع الرأس” من أبرز سلبيّاته! 

* (الجمهور والملعب) لن يُسعفا صاحبهما إذا لم يُحضَّر فنيًّا جيّدًا

كتب : د. كاظم العبادي

لم تكن يومًا ما أي مباراة للعراق والكويت مباراة عاديّة، ترتبط مباريات الفريقين دائمًا بأحداث كثيرة، ولم تختلف مباراتهما الأخيرة ضمن تصفيات كأس العالم 2026 عن ذلك.

تفاجأتُ قبل بدء المباراة بوجود أسماء كُل من “مصطفى سعدون، ريبين سولاقا، زيد تحسين، أحمد يحيى العبادي، وميرخاس دوسكي” ضمن قائمة تشكيلة المنتخب العراقي الرئيسة لخوض مباراة الكويت! كان أمرًا محيّرًا لي بوجودهم معًا، لسببين أوّلهما، هل كان في نيّة كاساس أن يلعب بـ 5 مدافعين ضد فريق الكويت الذي يبدو لي أنه أضعف فرق المجموعة؟ وثانيهما، أنه أوحى لي أنه قد يدفع (تحوير) بلاعب مدافع كلاعب وسط مدافع في وسط الملعب كما فعل مع فرانس بطرس في مباراة اليابان في كأس آسيا الأخيرة!! وقبل أن استوعب الأمر وأسلوب كاساس لأحكم على خطّته تمّ طرد ريبين سولاقا!!   

أخطاء حُكّام كرة القدم واردة، لكن أن يُطرد “ريبين سولاقا” في أوّل دقيقتين وفي مباراة على مستوى تصفيات كأس العالم أمر غير مقبول، لم يكن هناك احتكاك وإن كان موجود فإنه بسيط جدًّا، كذلك فإن مهاجم الكويت كان يتجه إلى طرف الملعب وليس نحو الهدف!  

بعيدًا عن حالة الطرد، يتحمّل كاساس المسؤوليّة لأنه منذ سنتين لم يرمّم خطّه الدفاعي وخاصّة في منطقة قلب الدفاع، اعتمد فيها على اختيار لاعبين كبار السنّ أو لاعبين في غير مراكزهم الأصليّة مثل علي فائز ومصطفى ناظم وسعد ناطق وريبين سولاقا وعلي عدنان .. إلخ.

سولاقا لم يكن يستحقّ الطرد، لكن بُطء رجوعه وتغطيته وأسلوب الدفاع العراقي الجديد فرض على الفريق العراقي هجمة مرتدّة اخترقت واجتازت الدفاع العراقي وتسبّبت ( مُجتمعة ) في حالة الطرد!!

ماذا يحتاج كاساس والمنتخب؟

وإذا كان كاساس قد فشل في التعامل مع مباراة الأردن بعد طرد “أيمن حسين” في كأس آسيا وانتهت بخسارة العراق بسبب عدم امتلاكه الخبرة في التعامل مع ظروف حاسمة، إلا أنه نجح هذه المرّة في التعامل مع المباراة بتهدئة الأمور والحفاظ على نظافة الشباك، لكن قلّة خبرته لم تكن كافية ثانية في تحقيق الفوز أمام الكويت للأسباب الثلاثة:

1-  كاساس لم يدرك أنه يحتاج فقط إلى تنظيم هجمة واحدة يسرق منها الفوز، إذ توفرت له 4 فرص مهمّة لم يستغلّها أحمد يحيى العبادي (لم تكن ضربته الرأسية مثاليّة) وإبراهيم بايش (استعجل في التخلّص من الكرة وهو منفردًا ولم يسقط نفسه للحصول على ركلة جزاء برغم دفعه) وعلي جاسم (كان أنانيًّا في التسديد وعدم التمرير لصفاء هادي المنفرد أمام المرمى) ومن السلبيّات التي تسجّل على جاسم أيضًا إنه لا يرفع رأسه، لذلك لا يرى زملاءه أحيانًا، وأخيرًا فرصة مهند علي الذي استعجل في قرار التسديد وعدم التمرير بعد جهود واضحة من دانيلو.  

2- في مثل هذه الأحداث كان المنتخب العراقي بحاجة إلى التركيز والدقة (كنا نحتاج الدقة في التمرير والتسديد والاستفادة من فرص قليلة) وهو ما كان يفتقده الفريق العراقي  الذي لم يتم تحضيره لمثل هذه الظروف!!

3- عدم امتلاك العراق للاعبين سريعين إما ينطلقون من الخلف بالكرة إلى الأمام أو عدم وجود لاعبين سريعين ينطلقون لمساندتهم. ربّما كان مصطفى سعدون استثناء حيث أجاد بالانطلاق بدون كرة في مبادرات محدودة، لكنه عانى وحيدًا لأنه لم يجد من يسانده!!

التحكيم!

لا أعلّق كثيرًا على التحكيم، لكي امنحهم الاحترام، لكنني لاحظت أن الفريق العراقي يُعاقب على أقل الأخطاء!! لم ننصف بالطرد، لم ننصف حتى في مراجعة حالة فيها شكّ أنها ركلة جزاء إثر ارتطام الكرة بيد مدافع كويتي، لكن القانون انصف العراق في منح مراقب الراية ركلة جزاء ضدّه تم إلغائها.  

ملاحظات على أداء بعض اللاعبين

– برغم عدم اختبار الحارس جلال حسن، إلا في كرة واحدة قرب نهاية المباراة، إلا أنه أظهر صفات قياديّة في إدارة المنتخب العراقي في تنظيمه وإدارته لفريقه.

– يستحق أمير العماري اختياري له كأفضل لاعب عراقي في المباراة، أراد أن يصنع شيء من لا شيء وخاصّة عند تنفيذه الركلات الحُرّة والركلات الركنيّة، بالمقابل لم يكن له دورًا هجوميًّا أفضل ولم يُسدّد ضربة خطرة!

– لم يكن يوسف الأمين موفقاً، كنا معتمدين عليه في الاختراق وتزويد كرة يسجّل منها هدف والجري بسرعة لمساندة زملاءه، خرجت منه تمريرات كثيرة غير دقيقة، كذلك افتقد القوّة في الكرات المشتركة التي كانت تصله والتي يحتاج فيها أن يكون شرسًا للحصول عليها، بسبب ذلك خسرنا كرات كثيرة.

– أظهر الفريق العراقي لمحات من العمل الجماعي كما حصل في هجمة بالشوط الأوّل شارك فيها الثلاثي مصطفى سعدون وإبراهيم بايش ويوسف الأمين، وكذلك بعد دخول دانيلو السعيد الذي تأخر كثيرًا كاساس في اشراكه!!

– زيد تحسين، لم يكن واثقاً من نفسه عند الضغط عليه، وما يزال يرسل الكرات الطويلة التي ليس لها معنى!!

– كاساس، كمحلّل له خبرة كبيرة، كمدرب لا يمتلك خبرة على هذا المستوى، فنيًّا: فشل في التعامل مع مباراة الكويت، فشل في التعامل مع مباراة الأردن، لم يرمّم دفاع العراق، أسلوبه مُبهم ولا يملك فلسفة. إنه “يتعلّم” على حساب العراق الذي يحتاج إلى مدرّب أفضل يمتلك خبرة طويلة وتأهيل فرق لبطولات كبيرة مثل كأس العالم أو غيرها.

– كنا بحاجة إلى هدف، لم يغيّر كاساس الأسلوب هجوميًّا، كان الفريق بحاجة إلى وجود مهاجمين (الحمادي وميمي) في آخر دقائق المباراة، إلا أنه أصرّ بالبقاء على أسلوب واحد مماثل!

– لماذا قبل بإشراك علي جاسم مع المنتخب الأولمبي حيث تم استنزافه بدلاً من المحافظة عليه لمثل هذا اليوم؟

– لم يكن كاساس مقنعًا في أوّل مباراتين، الفوز على عُمان تم دعمه تحت نظريّة الفوز على حساب الأداء بدلاً من الصراحة بالقول إننا كنا محظوظين، وفشل في الفوز على الكويت!  

– لم يحقق الهدف المطلوب منه بالحصول على 6 نقاط من أوّل مباراتين.  

الإحصائيّات

لا تضيف إحصائيّات مباراة العراق والكويت أمرًا مهمًّا فليس لها قيمة فنيّة بسبب ظروف المباراة، لكن برغم الطرد فإن العراق كان أفضل بحصوله على 4 ركلات ركنيّة مقابل لا شيء للكويت وتسديده 9 مرّات على مرمى الكويت مقابل 7 للكويت!!

 رؤية للمباريات القادمة

– ضيّعنا فرصة لا تقدّر بثمن للقبض على الصدارة، خسرنا نقطتين مهمّتين أمام فريق لن ينافس على التأهل إلى كأس العالم 2026 ولن يحصل على نقاط كثيرة.

– كوريا الجنوبيّة والأردن والعراق هي الفرق التي ستتنافس على التأهّل لكأس العالم بشكل مباشر!  

– أخشى على العراق من المباريات خارج أرضه فما تبقى منها 4 مباريات لن تكون سهلة أبدًا، قد لا يحصل من هذه المباريات أكثر من 5 نقاط!!

– من جديد ساند الجمهور العراقي منتخب العراق في ملعبه أو خارج ملعبه، لكنني لن أجد مقولة (لاعب سابق مهم) صحيحة عندما ذكر بأن جيله لم يتأهّل إلى كأس العالم بسبب عدم خوض مباريات التصفيات على أرضه!! فالجمهور والملعب لن يسعفا صاحبهما إذا لم يتم تحضير الفريق فنيًّا بشكل جيّد، وللعلم أن استمرّ أداء المنتخب العراقي على أرضه في مباراة عُمان بهذا النهج قد لا ينعكس إيجابيًّا دائمًا على الفريق في مباريات البصرة.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

رأي لا يحتمل التأجيل حول الانتخابات على طاولة رجال القانون   

* لا خضوع للتبعيّة في إقرار القوانين ولوائح الانتخابات * لا لنظام القوائم ولا للترشيح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *