إنجاز الربّاع علي

 

سعد المشعل

بعد خسارة منتخبنا الأولمبي لكرة القدم وخروجه من التصفيّات، رافقه السبّاح حسن علي خليل ومن بعده العداء طه حسين وقبلهم لاعب الجودو سجّاد غانم، هناك تخوّف كبير من فشل منافسة الربّاع علي عمّار يسر لأبطال الأولمبياد من دول عدّة متميّزة بلعبة رفع الأثقال.

المشكلة الكبيرة هي الضغوط النفسيّة من قبل اللاعبين المشاركين في الألعاب الفرديّة خصوصًا وألقاء اللوم على الرياضة العراقيّة بعدم تحقيق أي إنجاز ما عدا الميداليّة الأولمبيّة البرونزيّة الذي حققها الربّاع عبدالواحد عزيز في أولمبياد روما عام 1960، ومنذ وفاته عام 1982 حتى يومنا هذا لم يحقق أي ربّاع أو من ألعاب أخرى أي إنجاز وبات مثالاً للجميع.

كُلّ الاتحادات الرياضيّة سعت لعقود من الزمن لتحقيق إنجاز مثله أو أكثر، ولكن لم يكتب لهم النجاح ما عدا المدرب عدنان حمد الذي قاد الأولمبي العراقي في أولمبياد أثينا 2004 إلى المركز الرابع وكان أقرب إلى تحقيق إنجازٍ ثانٍ لولا سوء الحظ الذي رافقه في تلك الفترة.

لا شكّ أن الألعاب الأولمبيّة لها هدف أسمى من مجرّد التنافس الرياضي، أنها تمثل لحظة ملهمة وموحّدة للجميع حيث تجتمع أفضل المواهب الرياضيّة من جميع أنحاء العالم في أحد أكبر الأحداث الثقافيّة والرياضيّة على الإطلاق، فهي فرصة كبيرة لربّاعنا “علي عمار” أن يحقق وسامًا يرفع من رصيد العراق إلى الميداليّة الرياضيّة الثانية في مشوارها وسيكون الربّاع البطل الذي له شغف الاشتراك في هذه الأولمبياد من أجل التميّز والتنافس الشريف مع ربّاعين عُظماء. سيُكرّمك التأريخ يا علي إن أحسَنتَ التصرُّفَ مع الثقل الذي سترفعه، ويضعك على أعلى منصّة التتويج ويُعيد الأمل للرياضة العراقيّة بعد خروج المنتخب الأولمبي وزملائه اللاعبين المشاركين، نعلمُ أن المهمّة صعبة ولكنها غير مستحيلة إن صمّم على إرادته وفرض وجوده في هذا المحفل العالمي الكبير.

هنالك دول كثيرة شاركت في هذا المحفل العالمي في أولمبياد سابقة لم يحققوا شيئاً وتفوّقوا في أولمبياد باريس على دول متطوّرة كانت تحصل في كُل دورة ألعاب أولمبيّة على ميداليّات ملونة عدّة خصوصًا في الألعاب الفرديّة التي شهت منافسات مثيرة وإصرار اللاعبين على حصد الميداليّات.

ألقاب أولمبيّة آلت خمسة منها إلى دول لم يسبق للاعبيها الفوز بالذهب في هذا الاختصاص، وبينما تزيّت صدور أبطال جُدد بالذهب الأولمبي، وكانت خيبة الأمل مصير أبرز المرشحين للفوز باللقب.

هل ستكون ساعات التنافس لربّاعنا “علي عمار يسر” في اليوم العاشر من آب شاهدة على ميداليّة تأريخيّة أم أننا سنرى انتفاضة بطل يُعيد ذكرى عبدالواحد عزيز بوسامه الأولمبي اليتيم؟

ستبدأ الرحلة إلى ذلك المبتغى بمسار المنافسة وربّاعنا يستحقُّ المتابعة ونتمنى أن يكون من أبرز المرشحين لرفع علم بلده إلى قمّة منصّة التتويج خلال سعيه للفوز بميداليّة وزن 109 كغم وهو آخر ما تبقى من لاعبينا المشاركين في دورة الألعاب الأولمبيّة باريس 2024 فهل ستنجح يا علي؟

تذكّر أنت الذي رفعت العلم العراقي في حفل الافتتاح بعد أن تم اختيارك من قبل اللجنة الأولمبيّة العراقيّة نظرًا للآمال الكبيرة المُعلّقة عليك في حصد إحدى الميداليّات.. ننتظر منك الفرحة يا بطل فهل ستعلنها من باريس؟

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *