ما إصلاحات كاساس المنتظرة قبيل تصفيات المونديال الحاسمة؟!

 

الجولة الأولى والثانية أمام عُمان والكويت في 5 و10 أيلول القادم

لا عذر لكاساس لو اخفق بعدم الحصول على بطاقة المونديال

مَن اللاعب الذي ستناط له مهمّة “الوسط المدافع”؟

التأهّل يحتاج إلى جمع ما بين 18-22 نقطة من أصل 30

المدرب مطالب بتجاوز “كوتا” عدد اللاعبين المحليين والمغتربين!

بقلم: د. كاظم العبادي

يفصل العراق عن أوّل مباراة له في تصفيات كأس العالم 2026، الجولة النهائيّة أقل من 3 أسابيع، وهو أهم حدث ينتظر العراق في كرة القدم، يقاس فيه أداء اتحاد كرة القدم العراقي ومدرّبه كاساس. وستكون هذه المباريات بمثابة الحكم الحقيقي على عملهما. فماذا يحتاج العراق؟

لا يمكن التقليل من شأن المدرب الإسباني كاساس، لكن الاختبار الحقيقي لقدراته التدريبيّة سيكون في 5 و 10 أيلول، إما يضع اسمه في التأريخ العراقي إلى جانب المدرب البرازيلي جورج فييرا أو سيكون حاله حال بقيّة المدربين ممّن درّبوا العراق خلال تصفيات كأس العالم منذ أوّل تصفيات شارك فيها العراق 1974.

لن يكون له أي عذر لو اخفق العراق بعدم التأهّل، لأن ما توفر له من مساحات زمنيّة وما وضع له من امكانيّات لم يشهدها التأريخ العراقي من قبل! سترتفع أسهم كاساس إلى الأعالي لو كسب (6) نقاط بوضعها في سلّة العراق من رصيده في جدول الترتيب بعد أوّل مباراتين، وسيخسر كاساس كثيرًا وخاصّة دعم الرأي العام العراقي الذي سامحه ووجد له مبرّرات كافية بعد الخروج المبكّر من كأس آسيا 2023 لو فقد العراق نقطتين أو أكثر من أوّل مباراتين.

أين الحلول؟

أمام كاساس جملة من المشاكل عليه حلّها في الأيام القليلة المتبقيّة، ومنها: بعد أن تخلّى عن علي عدنان، إلى متى سيظل كاساس متمسّكا بلاعبين مثل بشار رسن وإبراهيم بايش ومهند علي؟ ومن هو الحارس رقم 2 في تشكيلة منتخب العراق؟
دفاعيًّا، بعد تراجع أداء سعد ناطق، مَن سيشغل منصب قلب الدفاع إلى جانب ريبين سولاقا، ومَن هو اللاعب الذي ستناط له مهمّة لاعب الوسط المدافع وهو المركز الذي يعاني منه العراق منذ اعتزال قصي منير وابتعاد أمجد عطوان؟


عدم الوضوح في تحديد اللاعب الذي سيشغل مركز صانع الألعاب، هل سيثبت زيدان اقبال رسميًّا بهذا المركز، وهل سيستنجد كاساس باللاعب محمد قاسم كلاعب بديل أساسي لزيدان؟ والقوّة الهجوميّة الضاربة، ما هو مصير دانيلو السعيد، كيڤن يعقوب، علي الحمادي ومنتظر ماجد؟! وما وضع الظهيرين آلان محي الدين وميرخاس دوسكي؟!

اللعب الجماعي

أبرز نقطة سلبيّة، سجلتها فنيًّا على كاساس هو ضعفه في وضع خطط جماعيّة تشارك فيها خطوط الفريق الثلاثة من أجل اختراق وهدم جدران دفاعات الخصم. فقد ركّز كاساس خلال عمله في الجانب الهجومي أو التهديفي على نهج غير جماعي:

– بإعطاء اللاعبين حريّة كاملة للاختراق عبر جهود واجتهادات فرديّة غير منظّمة.

– ركّز كثيرًا على التزام اللاعبين بتنفيذ الكرات الثابتة وقد نجح في هذا الجانب.

– أعاد لنا الأسلوب الإنكليزي القديم، ارسال الكرات الطويلة للاستفادة من طول وقوّة مهاجميه وخاصّة أيمن حسين ومهند علي وأحيانا علي الحمادي، متجاهلاً بذلك نظريّات حديثة بأن كرة القدم تلعب على الأرض وليس في الهواء.

 أهدافنا 

* التأهّل إلى كأس العالم  2026، يحتاج العراق لجمع ما بين 18-22 نقطة من أصل 30 (المستويات المتقاربة للفرق، ستجبر معظم الفرق على فقدان نقاط هنا وهناك). لو كنتُ مدرّبًا لمنتخب العراق في هذه التصفيات سيكون هدفي الأساسي: أن يكون في رصيدي على الأقل 20 نقطة في 10 حزيران عام 2025 حتى أضمن عودة العراق إلى كأس العالم.

* لا يتحمّل العراق ضياع النقاط من أوّل مباراتين، فالهدف الأساسي من مباراتي سلطنة عُمان والكويت سيكون الحصول على 6 نقاط. الحصول على فوزين في أوّل مباراتين سيعطي العراق دفعة معنويّة كبيرة للتأهّل إلى كأس العالم، وسيوجّه العراق رسالة واضحة لخصومه بأنه جاهز للفوز على ملعبه أو خارج أرضه، وسيكون واضحًا ومتمسّكًا في برنامجه للتأهّل إلى كأس العالم منذ بداية التصفيات وحتى آخرها.

* التبريرات السابقة التي كنا نسمعها في تصفيات مماثلة، بعد كُل خسارة أو تعادل “أمامنا عدد كاف من النقاط للعب عليها لنتأهّل لكأس العالم” أمر لم يعد مقبولاً في هذه التصفيات. أمامنا 30 نقطة، كُل نقطة نفقدها هي غالية، ستؤثر سلبًا على المنتخب العراقي.

* هل سيكون الوقت المتبقي كاف أمام كاساس لحل هذه المعضلات التي ذكرتها؟ وهل سيستطيع اختيار لاعبيه دون تدخل؟ وحدة الفريق وتجانسه أمر مهم ولن نسمح بتكتلات أو خروج فردي عن النصّ. الأمر الضروري الذي يجب أن يتجاوزه كاساس هو رفع ما يسمّى “كوتا” تحدّد عدد اللاعبين المحليين أو المغتربين، نريد أن نرى الأفضل داخل الملعب. نريد أن نرى اللاعبين قلبهم حريص على العراق دون النظر من سيشغل هذا المركز أو ذاك ومن سيكون إلى جانبه في الملعب، وأن لا يفكر كثيرًا بالتمرير لهذا أو ذاك لأسباب الصداقة والتواجد الجغرافي ودون تجاهل لزملاءه عليه أن يكون منطقيًّا في أدائه ينفذ تعليمات مدرّبه فقط.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

وداعًا “أنور جسّام” المدرب المحترف والإنسان المتواضع

  بقلم : بهاء تاج الدين أحمد فقدت الساحة الرياضيّة العراقيّة والعربيّة أحّد أعلام كرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *