إصابة أيمن .. إشادة وانتقاد!!

 

رعد العراقي

سعادة كبيرة غمرت الشارع الكروي العراقي بعد فوز “أسود الرافدين” في أولى مبارياته بالتصفيات الحاسمة المؤهّلة إلى نهائيّات كأس العالم 2026 على شقيقه المنتخب “الأحمر العُماني” بهدف وحيد جاء عن طريق أيمن حسين الذي ترك المباراة بعد تعرّضه لإصابة بليغة، كان كافيًا بحصد أوّل ثلاث نقاط مهمّة وتصدّر المجموعة منفردًا بعد أن انتهت بقيّة مواجهات المجموعة بالتعادل لتكون ميزة تصبّ في صالحنا.

وبعيدًا عن الأداء الفني للمنتخب في المباراة الذي لم يرتقِ إلى مستوى الطموح عطفاً على مسبّبات برّرها الكادر التدريبي تتعلّق بالجاهزيّة البدنيّة وغياب معظم اللاعبين عن أجواء المباريات بسبب توقف منافسات الدوري المحلّي إضافة لعامل الجوّ والرطوبة العالية في مدينة البصرة التي بلغت 40 درجة مئوية، إلا أن حصد النقاط كان هو الأهم في مثل تلك التصفيات التي تعتمد لغة الحسابات أكثر من الأداء الفني وإن كان مطلوبًا لتعضيد قوّة أي منتخب.

في رأيي أن السعادة الأكبر كانت في أسلوب تعاطي اتحاد كرة القدم وخاصّة الكابتن عدنان درجال مع إصابة اللاعب أيمن حسين وسرعة اتخاذه الإجراءات الفوريّة في تشخيص حالته الصحيّة واتخاذه قرار النقل إلى أحّد مستشفيات الكويت بعد تعذر معالجته في البصرة أو نقله إلى بغداد بسبب بُعد المسافة التي قد تشكّل خطرًا على حياته، ومن ثم مرافقته في رحلة الكويت بنفسه ومكوثه معه في المستشفى للاطمئنان عليه ومنحه جرعة نفسيّة لتجاوز مرحلة الخطر!

الموضوع يتعلّق بالجانب الإنساني والاهتمام بسلامة اللاعبين ودقة اتخاذ القرار السريع وتنفيذه بشكل شخصي دون الاعتماد على موظفي الاتحاد وهو الأمر الذي كان في فترات سابقة غائبًا عن أجندة العمل وتسبّب في أخطاء كبيرة وبذات الوقت كان سببًا في الكثير من الأوقات في توجيه الاتهام للاتحاد ببطء التعاطي في مثل تلك الحالات الإنسانيّة وإهماله لعامل الوقت، وكذلك طمأنة اللاعبين بالحفاظ على سلامتهم كهدف أساس قبل مطالبتهم بالعطاء داخل الملعب.

الموقف المذكور أشّر حالتين أيضًا الأولى إيجابيّة جدًّا تتعلّق بطريقة استجابة الجانب الكويتي من أعلى المستويات متمثلاً بوزيري الصحة والرياضة وبقيّة المسؤولين وحرصهم على استقبال اللاعب في إحدى المستشفيات والتواجد شخصيًّا للاطمئنان عليه، وهي بادرة تمثل قمّة المسؤوليّة الأخلاقيّة والمهنيّة لا بدّ من الإشادة بها وتقديم الشكر والثناء كموقف يحسب لهم يؤكّد على عُمق العلاقة الإخويّة التي تربط الشعبين بعيدًا عن حسابات التنافس الرياضي.

أما الحالة الثانية فهي تدخل في إطار سلبي يتعلّق بالكيفيّة والأسلوب الذي تعاطى معه المكتب الإعلامي في الاتحاد مع حادثة إصابة أيمن حسين وإجراءات نقله إلى الكويت التي اقتصرت على بيان مقتضب لا يرتقي إلى مستوى الاحتراف المهني وأمانة الخبر الصحفي الذي لا بدّ أن يُصاغ وفق معطيات واضحة وصريحة تمنح دقة في التوصيف وتحترم الاطراف وخاصّة الخارجيّة التي أسهمت في توفير كُل التسهيلات والمساعدة بشكل شخصي لتدارك حالة اللاعب الصحية وتلك الهفوة الإعلامية لابد من الوقوف عندها من قبل اتحاد الكرة لأنها لا تتعلّق بخطأ عابر بقدر ماهو تأكيد على وجود أزمة في مفهوم العمل الإعلامي وتأثيره على العلاقات الخارجيّة وأسلوب التعاطي مع الأزمات والمواقف التي نرجو أن لا تتكرّر مستقبلاً!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *