أولى خطوات حُلم المونديال

 

اكرام زين العابدين

على بركة الله يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته الأولى أمام نظيره العُماني مساء اليوم (الخميس) على ملعب البصرة الدولي ضمن الجولة الأولى الدور الثالث لتصفيات آسيا المؤهّلة لمونديال 2026 .

نحتاج إلى أن تكون الخطوة الأولى لمنتخبنا في هذه التصفيات إيجابيّة ولصالحنا لا سيّما وإننا سنلعب في ملعبنا وأمام جماهيرنا الغفيرة التي ستكون متواجدة بقوّة في مدرجات ملعب البصرة الذي يتسع لـ65 ألف متفرّج لتشجيع “أسود الرافدين” وستكون الجماهير اللاعب رقم 12 بالفريق لا سيّما وإن التجارب السابقة أثبتت أهميّة دعمها الكبير للفريق في المباريات الحاسمة.

مباراتنا أمام عُمان هي بداية المشوار والخطوة الأولى التي يعي مدرّبنا الإسباني خيسوس كاساس أهميّة خطف نقاط الفوز منها، لأنه إذا ما أراد أن يحسم بطاقة التأهّل مبكّرًا وكما حدث في التصفيات الماضية عليه بالفوز وجمع النقاط بالمباريات وخاصّة التي ستجري على أرضنا وهي 5 مباريات من أجل مواصلة المشوار بنجاح.

مباريات التصفيات الموندياليّة تختلف هذه المرّة لأننا في المرّة الوحيدة التي تأهّلنا فيها لمونديال المكسيك 1986 كانت جميع مبارياتنا تجري خارج ملاعبنا، لكننا نجحنا بالوصول إلى حُلم المونديال، ولم تسنح الفرصة لمنتخبنا بعد ذلك بأن يستغل عاملي الأرض والجمهور بالنسخ السابقة للتصفيات ممّا أثر على الجيل الذهبي للمنتخب في عام 2008 بقيادة يونس محمود ونشأت أكرم وحرمهم من الوصول للمونديال واللعب مع الكبار.

اليوم الفرصة مختلفة بالتصفيات في ظلّ اللعب في البصرة أمام جمهور مُرعب للفرق المنافسة، لكننا نحتاج إلى ترتيب أوراق هذه الجماهير وجعلها تصبّ في مصلحة الفريق وأن تكون عاملاً إيجابيًّا وليس سلبيًّا، لأن أي خطأ قد يتسبّب في حرماننا من نعمة اللعب على أرضنا، لذلك أتمنى من جماهيرنا وكُل الجهات الساندة الأخرى أن تعي أهميّة هذه المباريات التي ستجري تحت أنظار مراقبي الفيفا الذين سيقيمون التنظيم ويعطون الضوء الأخضر لاستمرار المباريات عندنا.

وحسناً فعلت إدارة المنتخب عندما أوعزت بمنع تواجد أي شخص مهما كان منصبه قرب فندق المنتخب من أجل أن ننهي حالة الفوضى التي كانت سابقاً، وأن يكون تركيز اللاعبين منصبًّا على المباراة المهمّة .

ننتظر من كاساس أن يعتمد تشكيلة من لاعبينا تستطيع أن تروّض الفريق العُماني الذي سيلعب من أجل كسب نقطة التعادل من فريقنا، وأن يحقق الأسود العلامة الكاملة في المباراة الأولى التي تعد مفتاح التأهّل للمونديال المُقبل، علمًا أن ثقتنا عالية بلاعبينا بأنهم سيكونوا في يومهم وعلى قدر كبير من المسؤوليّة وأن يحققوا الفوز في الاختبار الأوّل .

إن المطلوب من الإعلام والبرامج الرياضيّة وكذلك الجماهير الرياضيّة في كُل مكان تقديم الدعم للمدرب كاساس وخياراته من اللاعبين لأن المدرب هو الأدرى بجاهزيّة اللاعبين وقدراتهم ولديه الأرقام والتقييمات اللازمة لاختيار أفضل العناصر لهذه المرحلة المصيريّة، وأنه لا يجامل أي أحّد لأن النجاح والفشل سيكتب باسمه.

تسلسل الفريق العُماني في التصنيف 76 عالميًّا ومنتخب الكويت 137 والذي سنواجهه في 10 أيلول الحالي، فيما يحمل منتخبنا التصنيف 55 عالميًّا، لكن هذا لا يعني أن المباراة محسومة لصالحنا نظرًا لتفوّقنا بالتصنيف العالمي، أو أننا نجحنا في تحقيق الفوز في نهائي خليجي 25 بالبصرة على الفريق العُماني (2-3) لأن الأمور الفنيّة والنتائج على أرض الواقع لا تقاس وفق التأريخ والأرقام التي تؤكّد أفضليّة العراق تأريخيًّا بعدد المباريات التي خاضها الفريقان، فيما تشير إلى صعوبات واجهها العراق في السنوات الـ 10 الماضية بتحقيق الفوز على عُمان وأن الفوز سيكون للفريق الذي يُسجّل ويستغلّ ظروف المباراة لصالحه، وأملنا أن يزف أسودنا بشرى الفوز من البصرة من أجل انطلاق حُلم الوصول للمونديال المقبل.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *