أسلوب أنشيلوتي.. (رسالة ماجستير) تدرَّس!

 

متابعة / يعقوب ميخائيل

من الصعب أن تصف مباراة ما بدقائقها العصيبة أو بكل التفاصيل التي رافقتها وفق التحليلات المنطقيّة التي اعتاد المتخصّصون وصفها عند الوقوف على تقويم مباراة ما بأنها تصلح أو تستحقّ أن تكون (رسالة ماجستير) تقدّم لاستفادة الجميع منها وبالأخصّ بعض المدربين (المحلّلين) الذين اعتادوا المُجاملة على حساب الحقيقة خصوصًا عندما يجري تقويم قدرة امكانيّة المدرّب ..أي مدرّب، وبالتحديد في حالة الاخفاق وكأنّ (المُحلل) قد أصبح عمله يقتصر على المُجاملة وليس (التحليل) المنطقي الذي يمكن أن يقنع المتلقي ولو بحدود الدنيا!

كثيرة هي الدروس المُستخلصة من مباراة الريال ومان سيتي التي جرت أمس (الأربعاء) في إياب دور الـ 8 لدوري أبطال أوروبا.. كيف لا وأن المباراة التي تستحقّ أن يكون لكلّ دقائقها (دراسة) وليس مجرّد تحليل، من قبل كُل مهتمّ بكرة القدم وبالتحديد المهتمّون بالجانب التدريبي الذين يجدون أن أشهر المدربين في العالم إنما يقدّمون لنا دروسًا، بل دراسات لا تختلف عن رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه في علم التدريب الذي يتطوّر بسرعة البرق، بينما نحن ما زلنا مقتنعون بأن كرة القدم مازالت (شوت وجلاق) مع سبق الإصرار والترصّد؟!

لن نتحدّث عن أية سيطرة كانت من نصيب مان سيتي .. ولا حتى عن كُل الاحصائيّات الأخرى وعن نسبة الاستحواذ والتسديدات والتمريرات، كُل هذه الأمور وغيرها لا تنفع طالما هناك (عقل) تدريبي بقيمة أنشيلوتي يعرف كيف يقرأ المباراة ومن ثم يُقدّر قيمة المُنافس ويحترمهُ إلى درجة عدم التخلّي عن أي منفذ قد يستغلّه ولو بنسبة 1% كي يطرق مرمى فريقه!

قد يقول البعض أنها طريقة دفاعيّة رتيبة.. وفي المقابل فإن (مان سيتي) سيطر على المباراة، بل استحوذ وهيمن على كُل شيء في المباراة! نعم، كُل ما قيل ويقال إنما هو عين الصواب.. ولكن عندما ترى أن هناك تفوّقاً واضحًا لمنافسك في معظم المميّزات الفرديّة والفنيّة فلا بدَّ أن تكون لحِنكتِكَ (التكتيكيّة) دور في حسم النتائج، وهو الشيء الأهم بعيدًا عن نسب الاستحواذ وكُل الجوانب الأخرى التي تسجَّل على (الورق) فالحسم يبقى في الساحة وليس على الورق حتمًا.

وها هو الريال يؤكّد ذلك، العجوز أنشيلوتي يقدّم لنا يومًا بعد آخر دروسًا عن فنون التدريب بعقليّة متطوّرة تتماشى مع التطوّر الحاصِل في علم التدريب في رياضة المستويات العُليا.. وهذه الدروس لا بدَّ أن يكون (غارديولا) أوّل المستفيدين من تفاصيلها برغم روعة افكاره التدريبيّة التي تقف في مقدّمة المدرّبين الذين يتمتعون بعلوّ كعبهم التدريبي بين أشهر وألمع المدرّبين في العالم! فالتدريب علم يتطوّر كُل يوم وانشيلوتي اعتاد أن يؤكّد ذلك باستمرار، بل كُل يوم حتى أجبرنا على القول: إن طريقته الدفاعيّة هذه المرّة إنما كانت أشبه بـ (رسالة ماجستير) تصلح أن تُدرَّس ضمن أساليب التدريب المُذهِلة التي توقِف هجوم (مُرعب) بقوّة مان سيتي!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

رئيس اللجنة الأولمبيّة يهنئ نجلة عماد  

  بغداد/ فوز هنأ رئيس اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة الدكتور عقيل مفتن، لاعبة كرة الطاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *