أداء مُشرّف للأسود برغم الخسارة من كوريا  الجنوبيّة

 

ثلاثة أسباب وراء اهتزاز شباكنا وعدم استغلال الفرص!

أيمن حسين افتقد الدعم الكافي من الأجنحة

الهزيمة ستحفز المنتخب لمباراته أمام الأردن

متابعة – سمير السعد

خسر منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام مضيّفه منتخب كوريا الجنوبية بنتيجة ( 3-2 ) في مباراة شهدت أداءً مثيرًا من الجانبين، وبرغم الهزيمة، قدّم “أسود الرافدين” أداءً يبعث على الأمل، حيث تمكّنوا من مجاراة أحد أقوى منتخبات القارّة الآسيوية، ويبقى أمامنا الكثير من الدروس التي يجب تعلّمها من هذه المباراة، خصوصًا أن مواجهتنا القادمة الحاسمة ضد منتخب الأردن ليست بعيدة.

قدّم اللاعبون العراقيون أداءً جيدًا برغم التحدّيات التي واجهتهم في الملعب، وكانت مشاركة علي جاسم في الشوط الثاني نقطة تحوّل في الهجوم العراقي، حيث أضاف الكثير من الحيويّة والديناميكيّة للخط الأمامي وكانت هناك بعض الأخطاء التي أسهمت في الخسارة.

المباراة في بداية شوطها الأول غير متكافئة بين الفريقين، كانت السيطرة واضحة لكوريا حيث حاول المنتخب الوطني فرض إيقاعه على اللقاء، لكن دون جدوى، إلا أن منتخب كوريا الجنوبية استفاد من بعض الهفوات الدفاعيّة ليسجّل ثلاثة أهداف مؤثرة، وعلى الجانب الآخر، قدّم أيمن حسين مستوى رائعاً بتسجيله هدفاً وصنع فرصًا شبه محققة، في حين أضاف علي جاسم الذي دخل في الشوط الثاني نكهة هجوميّة إضافيّة برغم أن الحظ لم يكن حليف المنتخب لتحقيق التعادل.

“علي جاسم” قدّم مستوى جيّدًا، حيث أضاف عُمقاً هجوميًّا للفريق وتمكّن من خلق بعض الفرص المهدّدة للمنافس ويجب استغلال إمكاناته بشكل أكبر في المباريات القادمة، خصوصًا مع خبرته في تحريك الكرة بمهارة خارج وداخل الصندوق.

أما “أيمن حسين ” كان له حضوره المؤثر في خط الهجوم، حيث سجّل أحّد الأهداف وكان دائمًا يشكّل تهديدًا على مرمى كوريا، إلا أن افتقاده للدعم الكافي من الأجنحة أثر على فعاليّة تحرّكاته.

كان هناك بعض الارتباك في خطّ الدفاع، خصوصًا في الكرات العرضيّة والكرات الثابتة، ممّا سمح لكوريا بتسجيل أهداف لم يكن من المفترض أن تسجّل بسهولة.

واجه المنتخب الوطني صعوبة في مجاراة اللياقة البدنيّة العالية للكوريين، وهو ما أثر على الأداء في الدقائق الأخيرة.

على الرغم من أن الشوط الأوّل كان مقبولاً نوعًا ما، شهد الشوط الثاني تغييرًا ملحوظًا في السيطرة على وسط الملعب، ممّا قلّل من نسبة الضغط والاستحواذ الكوري على الكرة.

الخسارة أمام كوريا يجب أن تكون حافزًا قويًّا لمنتخبنا في المباراة القادمة أمام الأردن، وعلينا تجاوز الأخطاء الدفاعيّة والتركيز بشكل أكبر على التمركز الدفاعي السليم، بالإضافة إلى تحسين التحرّكات الجماعيّة في الهجوم، والجمهور العراقي دائمًا متعطّش للانتصارات، والدعم الهائل الذي يقدّمه للمنتخب يجب أن يكون دافعًا كبيرًا للاعبين من أجل تقديم أفضل ما لديهم في المباريات المقبلة، ويجب أن نتعلّم من هذه التجربة ونسعى لتقديم أداء أفضل أمام الأردن، حيث أن الفوز في المباراة القادمة سيكون حاسمًا في مشوار التصفيات.

يمكن تلخيص أسباب الخسارة في عدد من النقاط:

أوّلاً – الأخطاء الدفاعية: تم استغلال الهفوات في التمركز الدفاعي خلال الكرات العرضيّة، ممّا سمح لكوريا بتسجيل أهداف سهلة نسبيًّا.

ثانيًا – اللياقة البدنيّة: بدا واضحًا في الشوط الثاني تراجع مستوى اللياقة لبعض اللاعبين، ممّا سمح للمنتخب الكوري بفرض سيطرته على وسط الملعب.

ثالثاً – عدم استغلال الفرص: برغم الأداء الهجومي الجيّد، إلا أن المنتخب لم يتمكّن من استغلال كُلّ الفرص المُتاحة، وهو ما كان من المُمكن أن يغيّر نتيجة المباراة.

الخسارة أمام كوريا لا تعني نهاية المطاف، بل يجب اعتبارها محطّة للتعلّم والتحسين، والتركيز على الأخطاء وتفاديها في المباريات القادمة سيكون المفتاح لتحقيق نتائج أفضل، مثلاً، التمركز الدفاعي واللياقة البدنيّة يجب أن يكونا أولويتين في التدريبات القادمة، إلى جانب تحسين فعاليّة الهجوم في استغلال الفرص المُتاحة.

المباراة المقبلة ضد منتخب الأردن ستكون فرصة حاسمة لتعويض الخسارة، وعلينا تحسين التمركز الدفاعي والتركيز على استغلال الكرات الثابتة والهجمات المرتدّة، فالجمهور العراقي يقف خلف المنتخب بكل قوّة، والدعم الكبير الذي يحظى به الفريق من الجماهير سيكون دافعًا قويًّا لتحقيق الفوز في هذه المباراة المهمّة.

لا يُخفى على أحّد أن الجمهور العراقي يعتبر اللاعب رقم 12 في الملعب، والدعم الكبير الذي يقدّمه الجمهور الوطني يُشكّل حافزًا إضافيًّا للاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، خاصّة في المباريات المصيريّة مثل تلك التي ستجمعنا بمنتخب الأردن. في المباراة ضد كوريا، لم يتوقف التشجيع لحظة، وبرغم الخسارة، بقيت الجماهير مُخلصة للمنتخب وملأت الأجواء بالحماسة، هذا الدعم المستمرّ يُعد جزءًا مهمًّا من التحفيز الذي يمكن أن يساعد “الأسود” على تجاوز أية كبوة!

خلاصة القول : منتخبنا الوطني أمام فرصة جديدة لتصحيح المسار وتحقيق الفوز في المباراة المقبلة أمام الأردن بدعم الجمهور الهائل والإصرار القويّ لدى اللاعبين، يُمكن لـ “أسود الرافدين” تجاوز الصعاب والتقدّم بثقة في مشوار التصفيات، والكرة الآن في ملعب اللاعبين والجهاز الفني لإظهار عزيمتهم وتصميمهم على تحقيق الانتصار وإسعاد الجمهور العراقي.

أنشر عبر

شاهد أيضاً

الأولمبيّة تدعم إقامة الأسبوع “العراقي السعودي”

  بغداد / فوز حضر رئيس اللجنة الأولمبيّة وكالةً الدكتور حسين العميدي، اجتماع اللجنة التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *