آمال الكرة الموصليّة

 

سامر الياس سعيد

لا حديث يعلو في أوساط الرياضة الموصليّة إلا وتتخلّله أحاديث تتعلّق بعودة فريق المدينة للمنافسة في بطولة الدوري الممتاز حيث تلمس في مواقع التواصل اهتمامًا من جانب الحكومة المحليّة لكون عودة فريق الموصل تمثل إحدى الأمنيات التي جاهر بها أهل المدينة وهُم يعلنون في أي محفل باستحقاق الفريق لخوض غمار منافسات الدوري الممتاز لا سيّما وأن غياب ممثل ثاني مُدن العراق عن دوري الوطن يشكّل مئات الأسئلة باعتبار المدينة تخلو من فريق يمثلها وقادر على تحقيق المنافسة وباستطاعته الخروج من دائرة فرق دوري الدرجة الأولى بعد سنوات أمضاها في هذه الدائرة برغم أن المدينة كانت تعصفها أوضاع التقهقر الأمني المعروف للجميع.  

وتأريخيًّا، فإن فريق الموصل لم يغادر فرق الدوري منذ ظهوره في ثمانينيّات القرن الماضي منافسًا في خضم دوري كان يضمّ 16 فريقاً، فسعى فريق الموصل كأحّد فرق المحافظات للتنافس وتقديم نفسه بقوّة ضمن الفرق القادرة على الاستئثار بالنتائج المهمّة في تلك المباريات وصولاً إلى تحقيق شعار ملعب الرُعب في كون ملعب “قضيب البان” كان يمثل رعبًا حقيقيًّا لدى فرق العاصمة بغداد أو غيرها من الفرق التي كانت عليها قطع مسافة كبيرة للوصول إلى الملعب المذكور ومواجهة فريق طموح قادر على قلب التوقعات بتحقيق النتائج الجيّدة على الملعب المذكور الذي كان يغصّ بالجماهير الطموحة التي تتغنى بنتائج فريقها على الملعب الأثير والذي بات في السنوات التالية أيقونة لما تعرّضت له المدينة من اوضاع شاذة فتحوّل إلى مهبط طائرات ومن ثم سعت التنظيمات التي احتلّت المدينة إلى تدميره فأضحى اطلالاً تحكي فصول من مأساة المدينة التي كانت مثالاً مهمًّا في رياضتها وعشق أبنائها للحياة.  

ولم يكن تدمير الملعب أحّد حكايات التحدّي التي واجهها فريق الموصل فعبر السنوات التي أعقبت عام 2003 كانت المشاكل الماليّة إحدى المعوّقات المزمنة التي كان أرباب النادي يتطرّقون إليها في أحاديثهم حتى منحتها صحف العاصمة حيّزاً لتشكّل أزمة في أي حديث ينطلق عن النادي وطموحاته بالمنافسة فأثر ذلك المعوّق بشكل كبير وأدى إلى  ابتعاد النادي عن دوري الأضواء لفترات طويلة حتى حلَّ العام بمواجهة فريق الموصل ضد نادي الكاظميّة لقطع تذكرة العودة من منفذ الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى.

وفعلاً حقق فريق نادي الموصل الفوز الأهم بفضل ركلات الترجيح ليعود فريق ثاني مدن العراق للمواجهة من جديد مع الاخبار التي أشارت إلى دعم حكومي بمنح فرق الدوري مبلغ 3 مليارات من جانب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدعم فرق الدوري الممتاز، فكان مثل هذا المبلغ فاصلاً مهمًّا عن تأكيد الإعداد الأهمّ والأمثل لفريق يسعى لطي صفحات الماضي التي طالما أبرزتها أوضاع المدينة القسريّة وغياب دعم الحكومة المحليّة ليجد فريق الموصل مصارعًا للظروف في أغلب الأحوال.  

ومع المسافات التي نقطعها للوصول إلى انطلاقة مثاليّة لدوري المحترفين العراقي تبدو آمال فريق الموصل قائمة في الاستعانة بمحترفين يؤكّدون علوّ كعب الرياضة الموصليّة ويمدّون جسور التواصل مع كفاءات موصليّة مثلت النادي في أعوام سابقة، وكان لها صدى مهم في تأريخ ليس الرياضة الموصليّة فحسب، بل على صعيد تأريخ الكرة العراقيّة وكلّنا أمل في أن نشهد مع مباريات دوري المحترفين وجهًا آخر لنادي المدينة يمسح بكل تأكيد الانكسارات التي عاناها  ويتجاوزها بحثاً عن  تمثيل حقيقي لمدينة الموصل التي عهدناها الأولى في كُل مجالات الحياة والأهم انتصارها للنور على حساب الظلام.

 

  

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

متى نتعلم؟

  محمد حمدي مرّت المؤسّسة الرياضيّة العراقيّة بصورة عامّة بعدد كبير من التجارب منذ السماح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *