آزروهم ولا تجرحوهم

 

انتصار السراج

أيام قليلة تفصلنا عن أهم سباقات المشهد الرياضي الكروي الآسيوي المتمثّل بكأس أمم آسيا الذي سيقام في العاصمة القطريّة الدوحة بمشاركة أهم منتخبات القارّة الصفراء.

ومع انطلاق البطولة تعود بنا الذكريات، وأيّة ذكريات تلك التي يذكرها جمهورها الرياضي المُحبّ والعاشق لوطنه ومنتخبه العراقي، والذي حقّق بطولة أمم اسيا في العام 2007، ويعدهُ العراقيون من أهم وأجمل ما حصل لكرة القدم العراقية لحد الآن هي بطولة كرويّة، لكنّها لدى العراقيين أعمق وأكبر من ذلك بكثير لأنها وحّدت القلوب والأفئدة على حدٍّ سواء وزرعت البسمة والفرح والسرور في نفوس هذا الشعب العاشق والمتيّم بعشق كرة القدم.

فكرة القدم كانت وما زالت موحّدة للشعوب، ومصدراً للتكاتف والتآزر مع بعضهم البعض، وفي ظلّ العديد من الظروف المُتعبة التي يعيشها أبناء شعبنا تأتي مشاركة منتخبنا الوطني ليأتي معها الترقّب والانتظار لما ستفصح عنه المباريات المقبلة لمنتخبنا الوطني وما ستحمل معها من أفراح وسرور في حال تحقيق نتائج إيجابيّة لكرتنا ولمنتخبنا بعد سنوات عجاف لم يتم فيها تحقيق الشيء الكثير سوى بطولة كأس الخليج الأخيرة والتي أقيمت في البصرة الفيحاء.

ومع كلّ مشاركة لمنتخبنا تتعالى أصوات المحبّين الحقيقيين والعاشقين لمؤازرة ومساندة المنتخب في مهمّته الآسيويّة المُرتقبة والتي نتمنّى أن تكون مشاركة قويّة تترك أثرًا واضحًا في البطولة، وأن كرة القدم العراقية ما زالت حاضرة وبقوّة في المحافل الآسيوية، وإن منتخبنا جاء من أجل المنافسة لا المشاركة، وأنه سيقول كلمته إن شاء الله وبدُعاء المُحبّين والانصار.

هي دعوة لكل الإعلاميين والصحفيين ومقدّمي البرامج والجماهير، وكذلك (المتصيّدين في الماء العكر) لنبذ وترك جميع الخلافات جانباً وإهمال كل السلبيّات التي من شأنها تعكير صفو لاعبينا في حال وصولها إليهم وأن نكون مشجّعين وداعمين لهم، وواقفين معهم في وقت هُم بأمسّ الحاجة منّا لبثّ التفاؤل والتشجيع والمؤازرة والمساندة من أجل أن يقدّموا لنا مستوى مشرّف وإمكانيّات تليق بهم وبالعراق إن شاء الله.

أنا على يقين بأن الجميع سيكون مُساند ومن موقعه سيقدّم أقصى ما يملك لكم لتكونوا أنتم أسباب إدخال الفرح والسرور لقلوب العراقيين الذين أصبحوا بحاجة لفرحة تمنّوها منذ فترة طويلة، وليس هنالك أفضل منكم لادخالها لقلوبهم، وهُم سيكونوا سندكم وقلباً وقالباً معكم، وأنا على ثقة بأنكم ستكونوا أهلاً لتلك الثقة والمسؤوليّة التي حمّلكم إيّاها أبناء شعبكم ووطنكم، مساندون لكم ومؤازرون ومشجّعون.

معًا لإطلاق حملة (آزروهم ولا تجرحوهم) فالأمل بكم ينعقدُ، والأفراح منكم تنتشر، وأنتم أهل لها.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

جولة البداية السيّئة!    

  سامر الياس سعيد في المُجمل العام جاءت الجولة الآسيوية الأولى للدور الحاسم المؤهّل لمونديال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *