كتب: بهاء تاج الدين أحمد*
وليد منصور، البطل الدولي وأيقونة المصارعة العراقية لوزن 48 كغم، نشأ في أزقة الأعظميّة وانطلق من ناديها الرياضي العريق في أواخر الستينيّات وبداية السبعينيّات، فهو ليس مجرّد بطل، بل مثال للالتزام والصلابة والإصرار.
إنجازات وتضحيات
تميّز وليد منصور بكونه بطلاً لوزنه بلا منافس! لكن طريقه لم يكن سهلاً، ولطالما عانى من الصعوبات المرتبطة بتنزيل الوزن، وهي معاناة تكرّرت قبل كُلّ بطولة دوليّة! كان يبدأ رحلة تنزيل الوزن فور إبلاغه بضمّه إلى الوفد الوطني، ويشرف بنفسه على ذلك بفضل الخبرة التي اكتسبها على مرّ السنين.
تنزيل الوزن لم يكن مجرّد تحدٍّ بدني، بل كان عبئًا نفسيًّا أيضًا، بينما كان زملاؤه في الوفود يتمتعون براحة نسبيّة، كان وليد منصور يقضي وقته في غرف الفندق يراقب وزنه باستمرار! طعامه كان مقيّدًا ومحسوبًا بدقة، وكُلّ ذلك في سبيل الحفاظ على لياقته والمنافسة بشرف لرفع اسم العراق عاليًا.
تحدّيات الوزن
وليد لم يكن مثل بقيّة المصارعين، فقد كان مطالبًا بتنزيل 6 إلى 10 كغم قبل كُلّ بطولة، مقارنة بزملائه الذين كانوا يعدّلون أوزانهم بحدود 2-1 كغم فقط! هذه الصعوبات جعلته رمزًا للتضحية من أجل الرياضة والوطن. ومع ذلك، كانت معاناته لا تقتصر على الوزن فقط، بل امتدّت إلى خوض نزالات قويّة أمام أبطال عالميين حيث كان عليه مواجهة التعب والإرهاق الناتج عن تنزيل الوزن!
نزال حماسي
من أبرز النزالات في مسيرته كان ضد المصارع الأولمبي السوفيتي في بطولة “أريامهر الدوليّة” بطهران. هذا اللقاء شهد لحظات دراميّة، حيث تمكّن وليد من إسقاط منافسه على الكتف! إلا أن الحكم العراقي نوري إسماعيل لم يحتسب الحركة، ما أدّى إلى تعادل النتيجة 16-16. استمرّ النزال، وبسبب الإرهاق خسر وليد في اللحظات الأخيرة، ليحلّ في المركز الثالث.
قدرة فريدة
وليد منصور هو بحقّ رقم قياسي في المصارعة العراقيّة، سواء في أدائه على البساط أو في قدرته الفريدة على مواجهة تحدّيات الوزن وتجربته الصعبة في تنزيله جعلت منه نموذجًا في هذا المجال! وعلى الرغم من المُعاناة الجسديّة التي تركت أثرًا طويلاً على صحّته، إلا أنه استمرّ في العطاء وتحقيق الإنجازات للعراق.
وليد منصور، بطل وزن 48 كغم، يستحقّ كُلّ الإشادة والثناء، إنه رمز للتفاني والإصرار، وقصّة نجاحه تظلّ مصدر إلهام لكُلّ رياضي عراقي.
————-
* مدرب دولي بالمصارعة