فوز جريدة رياضية الكترونية مستقلة
بقلم : بهاء تاج الدين أحمد
فقدت الساحة الرياضيّة العراقيّة والعربيّة أحّد أعلام كرة القدم البارزين، المدرب القدير أنور جسّام، الذي انتقل إلى جوار ربّه تاركًا خلفه إرثًا رياضيًّا كبيرًا وإنجازات سيظلّ يذكرها كُل من عاش لحظات مجده.
أنور جسّام، كان صاحب بصمة واضحة في مسيرة كرة القدم العراقيّة من خلال عمله الدؤوب وإخلاصه للمنتخبات العراقيّة، نجح في تحقيق نجاحات باهرة رفعت اسم العراق في المحافل الدوليّة، ليكون رمزًا رياضيًّا وطنيًّا يُحتذى به.
عاش جسّام مراحل مختلفة من تأريخ الكرة العراقية، وحمل على عاتقه تطوير الفرق والأندية والمنتخبات التي قادها، وكان له دور رئيس في بناء أجيال جديدة من اللاعبين الذين أصبحوا لاحقًا نجومًا على مستوى المنطقة.
اليوم، ومع رحيله، يشعر كُل من في الوسط الرياضي بحزن عميق، ويحقّ لكلّ عراقي أن يفخر بما قدّمه هذا الرجل لوطنه.
إن التكريم الأسمى لروحه الطاهرة يجب أن يكون في خطوات ملموسة تخلّد ذكراه، وأقلّ ما يمكن فعله هو تفعيل مقترح الأستاذ أحمد عباس إبراهيم، الذي دعا إلى وضع الشارة السوداء على أذرع لاعبي نادي الشرطة الرياضي في مباراتهم أمام النصر السعودي، هذا المقترح يحمل في طيّاته رمزيّة عميقة، تعبّر عن وفاء واعتراف المجتمع الرياضي لما قدّمه الفقيد للعبة والوطن.
كما تعتبر قراءة سورة الفاتحة قبل انطلاق المباراة خطوة هامّة للتعبير عن الحُزن والاحترام لروح الفقيد، والتضرّع إلى الله ليغفر له ويسكنه فسيح جناته.
إن مثل هذه المبادرات تسهم في تخليد ذكرى أنور جسّام وتجعل اسمه محفورًا في ذاكرة كُلّ من تابع وتعلّم من مسيرته.
لقد كان أنور جسّام نموذجًا للمدرب المحترف والإنسان المتواضع، والشخص الذي لم يتردّد يومًا في خدمة وطنه بكل ما أوتي من خبرة وجهد.
ترك جسّام إرثًا رياضيًّا خالدًا سيظلّ يفتخر به كُل من عمل معه أو تعلّم على يديه. وبرغم رحيله، سيبقى أثره في كُل زاوية من زوايا الملاعب العراقيّة، وفي قلوب اللاعبين والجماهير على حدٍّ سواء.
نسأل الله العظيم أن يتغمّده برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله وذويه ومحبّيه الصبر والسلوان.
