بغداد / فوز
في الوقت الذي احتفت بطلة السباحة الناشئة، لارا العميدي، بإضافة سنة جديدة لعُمرها في ذكرى ميلادها الرابع عشر الذي صادف الأوّل من كانون الثاني الجاري، فإنها تتطلّع بحماسة كبيرة لزيادة رصيد ميداليّات التفوّق التي توِّجت بها في عموم بطولات العام 2023 بأربع عشرة ميداليّة، برغم الحرمان الذي طالها من اتحاد اللعبة بمنعها من ممارسة نشاطها في منشآته، مثلما أفاد بذلك والدها إيلاف العميدي.
يقول إيلاف في حديث خصَّ به ( فوز ): الحمد لله أكملتْ ابنتي مسيرتها الرياضيّة في عام 2023 بمنجزات من الصعب تحقيقها من قبل رياضية بعمرها، سيّما أنها بذلت جهودًا كبيرة في التمارين المتواصلة في مسابح أهليّة توجِب دفع رسوم الاشتراك، وذلك من أجل المحافظة على لياقتها البدنيّة وعدم انقطاعها عن اللعبة التي بدأت تمارسها منذ عام 2019، وتوالت نتائجها للأعوام 2020 و2021 و2022 بشكل رائع.
وأضاف: سعت لارا منذ دخولها اللعبة لتكون على منصّات الفوز دائمًا، ولم تنهِ المنافسة في أي فعّالية ضمن البطولات الدوليّة إلا وكانت تقف بفخرٍ على منصّة المركز الأوّل رافعة علم العراق الحبيب، وبدورنا نحثّها على الاستمرار والكفاح من أجل الوطن والجمهور المُساند لها.
وأردف قائلاً : في أواخر عام 2023 قرّر اتحاد اللعبة منعها من دخول مسبح الشعب الأولمبي لأسباب اعتقدنا للوهلة الأولى أنها تخصّ موقف شخصي بيني وبين رئيس الاتحاد خالد كبيان أثر تبليغه لي بعدم الموافقة على تواجدي معها في الوحدات التدريبيّة بصفة مدرب، برغم حصولي على شهادة تدريبيّة تُقرّ بذلك، واتضح فيما بعد أن السبب يُكمن في عدم تهيئة الاتحاد فريق فتيات بعمر لارا، وعليه لا حاجة لقبولها ضمن مشروع الرعاية مثلما نقل لي أحّد المقربين من لجنة المدربين، وهنا أتساءل إن صحَّ التبرير كيف تمَّت مشاركة سبّاحتين مع منتخبنا في بطولة دبي الدوليّة شهر حزيران العام نفسه؟
اعتماد المنتخبات
وبيّن والد البطلة: اتفهّم قرار الاتحاد بخصوص صعوبة تخصيص مدرّب لها وحدها لعدم وجود فريق متكامل في فئتها من الإناث، لكن الغريب هو عدم قبول تسجيلها واعتمادها ضمن المنتخبات الوطنيّة المشاركة في البطولات العربيّة والدوليّة، مع أني اتحمّل كل تكاليف إقامتها وتغذيتها وتذاكر سفرها وكلّ مستلزمات نجاحها.
واستدرك : للأسف حرمها الاتحاد حتى من المشاركة في الدورة العربيّة التي نظّمتها الجزائر في 15 تموز 2023 مع ثقتنا المؤكّدة أنها كانت ستحرز ثلاث ميداليّات ترفع نقاط العراق في لائحة الترتيب للدول المشاركة، وهذه المرّة ستُحرم من التنافس في البطولة العربيّة في قطر التي ستنطلق يوم 15 كانون الثاني الجاري.
وعن أبرز الإنجازات التي حقّقتها لارا قال: جميع الأرقام التي أعرضها هنا مؤيّدة بوثائق صادرة من اللجان المنظمة للبطولات في الإمارات، وإن الأرقام الواردة تخصّ سنة 2023 فقط وهي 50 متر حرّة الرقم السابق 30.17 والرقم الحالي 29.31، وفي فعّالية 100 متر حرة السابق 1:07 والحالي 1:05، وفي 200 متر حرة السابق 2:27 والحالي 2:21، وفي 400 متر حرة السابق 5:15 والحالي 4:55، وفي 400 متر حرة ، السابق 10:52 والحالي 10:33، وفي 50 متر فراشة السابق 33.26 والحالي 32.10 ، وفي 50 متر ظهر السابق 34.90 والحالي 32.16، وفي 100 متر ظهر السابق 1:17 والحالي 1:14، وفي 50 متر صدر السابق 38.23 والحالي 37.41، وفي 100 متر صدر السابق 1:27 والحالي 1:24، وفي 200 متر صدر السابق 3:15 والحالي 3:01، وفي 100 متر منوّع السابق 1:16 والحالي 1:14، وفي 200 متر منوع السابق 2:51 والحالي 2:42، وفي 400 منوّع السابق 6:00 والحالي 5:40.
ميداليات البطولات الدولية
وكشف إيلاف عن البطولات التي شاركت فيها ابنته: من إنجازات لارا لعام 2023 هو الحصول على 14 ميداليّة دوليّة في بطولات السباحة لعُمر الناشئات، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ السباحة العراقية إذ شاركت في أربع بطولات دولية هي بطولة سبيدو الدولية في شهر آذار 2023 وحصلت فيها على ميداليّة ذهبيّة واحدة، وبطولة ايبكس الدوليّة في حزيران العام ذاته وحصلت على 3 ميداليّات (ذهبيّة وفضيّة وبرونزيّة) وشاركت في بطولة هاملتون الدوليّة في تشرين الأول ونالت ميداليّتين ذهبيّة وفضيّة، وبطولة ايبكس الدوليّة مرّة أخرى في بداية شهر تشرين الثاني وتوجّت بـ 8 ميداليّات ( 3 ذهبيّات و3 فضيّات و2 برونزية).
رعاية الوزارة
واختتم إيلاف حديثه : من الغريب أن وسائل الإعلام العراقية لم تَدرج لارا ضمن أفضل البطلات المميّزات للعام 2023 في حين تم اختيارها من قبل أحد المواقع العربيّة المتخصّصة للاستفتاء بين أفضل 10 سبّاحات، ألا يفترض أن نشجّعها ولو برفع الحالة المعنويّة ودفعها لمواصلة التدريب لتحقيق النتائج الجيّدة للبلد؟ ألم تشرع اللجنة الأولمبيّة ووزارة الشباب بصناعة البطل في مراكز الموهبة من سِن صغيرة حتى تبلغ البطلة مرحلة التنافس بثقة في جميع البطولات؟ نأمل أن تتبنّى الوزارة رعاية ابنتي رياضيًّا وهي تستحقّ ذلك بعد أن أغلق الاتحاد بابه دون وجه حق باعتبار أن منشآت الدولة مُتاحة للموهوبين جميعًا.