رعد العراقي
بغضّ النظر عن نتيجة اللقاء الودّي الذي جمع أسود الرافدين بالشمشون الكوري ضمن استعدادات الفريقين لنهائيات كأس آسيا قطر 2023 والذي انتهى بهدف وحيد لصالح الكوريين، فإن المباراة خرجت بوفرة من الفوائد المهمّة التي لو وضعت تحت عين الفحص والتحليل من قبل الكادر التدريبي واللاعبين فإن مسيرة منتخبنا بالبطولة ستكون أكثر قوّة وثباتًا مع طموح بالذهاب بعيدًا نحو المنافسة على المراكز المتقدّمة.
المباراة بمثابة اختبار أمام منافس صُنِّف كمنتخب عالمي يضمُّ بين صفوفه نجوم محترفين يلعبون في أقوى الدوريّات الأوروبية فكانت الفائدة الأكبر هي العمل على كسر الحاجز النفسي ومحاولة مجاراته وكسب خبرة التعامل والتحرّك الصحيح وفهم افكاره التكتيكيّة التي هي أقرب لأهم منافس لنا في المجموعة المنتخب الياباني.
ولعلّ متابعة أغلب أوقات المباراة ظهر لدينا ثبات وثقة أغلب لاعبينا في نقل الكرات والضغط على الخصم باستثناء بعض الهفوات في الخط الدفاعي وخاصة في الشوط الأوّل إلا أن التغييرات خلال الشوط الثاني أكّدت على وجود حلول بالعناصر الشابّة التي يمكن أن تكون أكثر مرونة واندفاع في مسايرة سرعة تحرّك المهاجمين وحتى قراءة أفكارهم.
لعل أهم الدروس التي شَخّصت شحّة الفرص المتاحة للفريق أمام منتخبات قويّة تحرص على تحقيق نسبة استحواذ عالية لا تعطي فرصة لامتلاك الكرة أو اللعب بأريحيّة متى ما فرضت السيطرة والاستحواذ فإنها تفترس خصومها وتشتّت تركيزهم، وبالتالي تستعرض في فنون الاختراق والوصول الى المرمى وهو ما حاول فعله المنتخب الكوري، وسيحاول أن يطبّق التكتيك ذاته المنتخب الياباني، إلا أن ذلك النهج يمكن أن يكسر من خلال تضييق المساحات والضغط المستمر وإظهار الثبات النفسي والبدني والدفاع خارج المناطق الدفاعيّة القريبة على المرمى والأهم هو اعتماد طلعات هجوميّة خاطفة بالاعتماد على لاعبين يمتلكون السرعة والمهارة لخلخلة دفاعات الخصم وإرباك كلّ حساباتهم .
نصيحتان نطرحهما على أنظار الكادر الفني قبل بدء الطوفان القارّي وانعكاس كوارث نتائجه على الجماهير، نأمل أن يأخذهما المدرب بعين الاعتبار، الأولى أن مباريات البطولة، وخاصّة أمام منتخبات كبيرة يمكن أن تُحسم من فرصة واحدة قد تغيّر النتيجة، الأمْر الذي يجب أن يستوعبه لاعبونا، ويحرصون على استثمار انصاف الفرص سواء بالتركيز أو اللعب الجمعي المضمون بعيدًا عن الانانية في التسجيل، وقد يكون ضياع فرصتين مؤكّدتين أمام كوريا سببهما معضلة في إنهاء الهجمات، وكان يمكن أن تغيّر النتيجة، أما النصيحة الثانية هي العمل على تحقيق الثبات الانفعالي لبعض اللاعبين والتعامل بشيء من الاحترافيّة تفاديًا للكروت الملوّنة التي قد تسبّب في خسارة مجهود الفريق في مباريات مهمّة لا مجال فيها للتعويض ..والندم!