مُجابهة اعتراضات اللاعبين بلائحة الانضباط تعزّز سُلطة التحكيم

 

متابعة – انتصار السراج

مع متابعتي المستمرة لكرة القدم العراقية والعالمية على حدٍّ سواء، ومنذ سنوات طويلة جداً طالما ما شاهدتُ ويزعجني هذا المنظر حقًا وهو كُثرة الاعتراضات على قرارات الحُكّام، ومع قناعتي التامّة بأن هنالك قرارات خاطئة أو متسرعة أو غير دقيقة (مع اختلاف مسمّياتها) إلا أن هذا الظاهرة من الظواهر غير الحضاريّة وغير اللائقة في دورينا خاصّة مع تحويله هذا العام إلى دوري نجوم العراق بنظام احترافي لأوّل مرّة.

ومن المفترض أن تكون إدارات الأندية والمدربين مرورًا باللاعبين والحُكّام على معرفة تامّة بقوانين اللعبة، وأنّ حكم المباراة هو قائد المباراة وقراره يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار وأن محاولة الاعتراض عليه أمرًا غير مُجدٍ لأنه لا ولم تُغيّره نتيجة اعتراض مدرب أو لاعب أو حتى إداري.

لابد أن يكون هنالك ظُلم يقع على أحّد، فتستطيع إدارة الأندية تقديم اعتراضها على الحالة التي وقع فيها الحكم، برغم أن تواجد تقنيّة الفار جاءت هذا الموسم لتحلّ أزمة تعاني منها أغلب الأندية إلا أن تواجده كان بمثابة النقمة على معظم الأندية 

وأن وجوده لم يحل أية أزمة، بل زاد من الأمر سوءًا على حدّ قول الأغلبية.

قرارات مثيرة للجدل! 

وتعود أسباب اعتراض اللاعبين على حُكّام المباريات إلى عدّة عوامل حسب سؤالي لأغلب المدربين أو اللاعبين أو حتى الإداريين وعزوها إلى قرارات التحكيم المُثيرة للجدل إذ  يشعر اللاعبون بأن قرارات الحُكّام غير عادلة أو متحيّزة لصالح الفريق الآخر، والأمر الآخر هو اعتقاد اللاعبين بأن الحُكّام لا يلتزمون بالقوانين ويعتقدون أحيانًا أن حكم المباراة يتجاهل بعض القواعد أو لا يطبّقها بالشكل الصحيح، وبالتالي يكون قراره غير صحيح! 

ثمّة سبب آخر هو تأثير النتيجة على المتواجدين في الملعب،  فعندما يكون مصير المباراة أو تأثيرها على ترتيب الفريق  مُهمًّا، فإن اللاعبين يمكن أن يتجاوزوا حدودهم في التعبير عن الاعتراضات بصورة قد تكون مبالغ فيها.

وأسوأ ما قد يحصل من كُثرة الاعتراضات هو التأثير على المباريات والحُكّام فقد يؤثّر اعتراض اللاعبين على سير المباراة ويسبّب توقفًا في اللعب، ممّا يؤدّي إلى فقدان التركيز وتأثرها سلبيًّا على سُمعة الحكام والرياضة العراقية.  

من المهم أن يكون هناك توازن بين حقّ اللاعبين في التعبير عن اعتراضاتهم وبين ضرورة احترام سُلطة الحُكّام وسير المباريات.

يجب أن يتم تعزيز قواعد اللعب النظيف والاحترام المتبادل بين اللاعبين والحُكّام لضمان مشاهدة مباريات رياضيّة عادلة ومُمتعة في نفس الوقت.

التأهيل المهني للحُكّام 

ومن أجل تقليل الاعتراضات والحدذ من أخطاء الحُكّام نرى ضرورة التدريب والتأهيل المهني للحُكّام، ويجب أن يتم توفير التدريب الجيّد والتأهيل المهني للحُكّام لضمان فهمهم الصحيح لقوانين اللعبة والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظة المناسبة، ويمكن تحسين المستوى العام للتحكيم من خلال توفير برامج تدريبيّة مُكثفة ومستمرّة. وإضافة إلى التشديد والانضباط، فيجب تطبيق لائحة الانضباط بصرامة على اللاعبين الذين يتجاوزون حدودهم في الاعتراض على حُكّام المباراة، ويمكن تطبيق عقوبات صارمة مثل البطاقات الصفراء أو الحمراء على الذين يتصرّفون بشكل غير لائق أو يسيئون للحُكّام، ومع الشفافيّة والمُساءلة لابد أن يكون هناك نظام شفاف لمعالجة الشكاوى والاعتراضات المتعلّقة بالحُكّام ويمكن تعزيز الثقة من خلال تفسير القرارات وتوضيح الأسباب والمعايير المُتبعة في عملية التحكيم.

وأهم الخطوات اللازمة للحدّ من أخطاء الحُكّام هو التقييم المستمرّ لأن هذا الإجراء من شأنه أن يُشعر الحكم بأن قلّة الأخطاء من شأنها رفع مكانته المهنيّة محليًّا وعربيًّا، وأن تقديم تعليقات بنّاءة لتحسين الأداء وتطوير برامج تقييم مهنّية لتحليل وتقييم أداء الحُكّام في المباريات.

هذه الإجراءات من شأنها التقليل من اعتراضات اللاعبين على حُكّام المباريات من خلال تحسين القدرات والمهارات التحكيميّة وتعزيز الشفافيّة والمُساءلة، وأن يتطلّب ذلك التعاون بجهود مشتركة من قبل الاتحادات الرياضيّة والفرق والحُكّام واللاعبين لتحقيق بيئة رياضيّة عادلة ومُحترفة.

أنشر عبر

شاهد أيضاً

تأهّل “فرمان وعبيد” إلى نصف نهائي غرب آسيا بالسكواش

  الوفود المشاركة تشيد بدعم ورعاية الأولمبيّة للبطولة   بغداد/ فوز شهد اليوم الثاني من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *