
عبدالرحمن رشيد
سجّل التأريخ الكروي العالمي أوّل تواجد لمنتخبنا الوطني في نهائيّات كأس العالم في المكسيك عام 1986 وكان تواجدًا مشرّفاً للكرة العراقيّة.
منذ ذلك الحضور اليتيم لم يصل بعدها منتخبنا إلى أي مونديال لأسباب مختلفة ومتنوّعة منها ما هو بسبب الحروب وعدم التخطيط السليم وعدم توفر الامكانيّات الماديّة وقد تكون هذه الأسباب وغيرها مقنعة أو لا، لكن كما يقول المثل المصري نحن أولاد اليوم وفرصتنا كبيرة جدًّا بالتواجد في نهائيّات كأس العالم 2026 للمرّة الثانية في تأريخ مشاركات العراق.
ما يجعلنا متفائلين بالتأهّل إلى كأس العالم هو الدعم اللامحدود من قبل الحكومة التي أولت اهتمامًا غير مسبوق لمنتخبنا الوطني والمتمثل بدولة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، فعلى الرغم من مسؤوليّاته الكبيرة إلا أنه يتواصل مع اتحاد كرة القدم للوقوف على احتياجات المنتخب الوطني والتدخل الشخصي من قبله لحل المشكلات التي تعتري طريق الوصول إلى نهائيّات كأس العالم.
هذا الدعم يجب أن يُستثمر من قبل الجميع بروح وطنيّة خالصة سواء كان من قبل اتحاد الكرة المعني بشؤون الكرة العراقيّة أو القنوات الفضائيّة وكذلك الجميع وعموم الشعب، علينا أن ندعم منتخبنا الوطني بكُلّ قوّة وهمّة وعزيمة ونبتعد عن التسقيط والنيل من عزيمة “أسود الرافدين”.
علينا أن نضع الخلاف جانبًا، وأن نتجاوز كُلّ المشكلات ونكون يدًا واحدة وصوتًا واحدًا يعلو في أرجاء العالم، منتخبنا الوطني أوّلاً وأخيرًا فوق المصالح الحسابات الضيّقة! وعلى الجميع دعم الملاك التدريبي للمنتخب وترك الأمور الفنيّة له لأنه هو المسؤول الأوّل والأخير عن الجانب الفني ونبتعد عن إثارة وافتعال الأزمات التي من شأنها أن تؤثر على معنويّات لاعبينا.
ومن هنا نوصي وسائل الإعلام كافة عبر منابرها الاعلاميّة ومنصّاتها الاجتماعيّة أن تكون شريكة حقيقيّة لمساندة ودعم لاعبينا في صناعة الفوز على منتخبي الكويت وفلسطين يومي 20 و25 آذار الحالي، وعبورهما يعني تواجدنا في نهائيّات كأس العالم لتحقيق الحُلم الذي طال انتظاره، وباستطاعة منتخبنا الوطني عبورهما في ظلّ الإمكانيّات الفنيّة الكبيرة، فضلاً عن روح الحماسة والاندفاع في نفوس لاعبينا، وإن استحضار تلك الأسلحة في المباراتين المُرتقبتين هو نقطة أساسيّة في تحقيق الفوز.
على الجميع الابتعاد عن مفردة المحلّي والمغترب لأننا جميعًا أبناء العراق في الداخل والخارج والجميع هُم أبناء العراق وإن أجبرتهم الظروف على العيش في بلاد الشتات، واليوم جمعهم حُبّ العراق وهُم يمثلون جميع أبناء العراق لأن منتخب العراق ملك للجميع وعلينا أن ندرك تلك الحقيقة ونؤمن بها شأنا أم أبينا.
تتمنى جماهيرنا المتعطشة رؤية منتخبنا الوطني في النهائيّات، وهي تمثل اللاعب رقم 12 بل هي ملح المباريات ومصدر لرفع معنويّات اللاعبين ومن هنا نحثّ جماهيرنا للوقوف إلى جانب منتخبنا الوطني وبالتأكيد لا نشكّك في ذلك إطلاقا .
خطوتان تفصلنا عن نهائيّات كأس العالم فرصة كبيرة لا يمكن أن تتكرّر وعلينا أن نمسك بها وأن لا نفرّط بها لا قدّر الله، كُلّ عوامل الفوز في متناول اليد، ويجب أن نستثمرها بعزيمة وإصرار وتحدٍّ والعراقيين أحوج إلى الفرحة اليوم أكثر من غير وقت ومن عند الله التوفيق.