سعد المشعل
ما زلنا في طور الحديث عن مسيرة المنتخب الوطني الأوّل في التصفيات المؤهّلة لكأس العالم 2026، وبالرغم من تصدّره المجموعة السادسة برصيد 9 نقاط، إلا أنه يعاني من بعض المراكز التي بالإمكان إسعافها من خلال اختيار لاعبين جُدد يُحسنون تقديم المستوى العالي ويخدمون أفكار المدرب الإسباني خيسوس كاساس ولمحاتهم ظاهرة أمام الجميع بعدما ظهروا في مستوى متميّز مع أنديتهم ويسستحقون التقدير ومنحهم الفرصة ليكونوا خير نواة للمنتخب الأوّل.
الجميع أصبح الآن مُدرك لأفكار وتكتيك وخطط كرة القدم، بل حتى الجماهير الذين يبهروننا بأفكارهم لمتابعتهم الواسعة للدوريّات الأوروبيّة والعربيّة والعالميّة، وفي أفكارهم تساؤلات كثيرة عن تطوير منتخبات الوطن لأنهم يدركون جيّدًا بأنه لم يعد تحقيق أي فريق للبطولات في عالم كرة القدم محض صدفة أو نتيجة تخطيط عشوائي، بل أصبح اليوم مرتبطًا بسلسة متكاملة من الخطوات التي تضمن بناء فريق قوي يؤمِن النجاح والإستمراريّة في اللعب بأداء جميل، ومن بعدها يحصد النتائج المرضية وتحقيق أحلام الجماهير، والتأهّل إلى كأس العالم من خلال هذه الفرصة الذهبيّة التي قد لا تتكرّر بوفرة عدد المقاعد الثمانية ونصف المقعد.
يعتقد الكثيرون من متابعي المنتخب العراقي أن أي فريق قويّ يعود نجاحه إلى القوّة العالية التي يمتلكها اللاعبون من الصفّ الأوّل المتواجدين في الدوري المحلّي أو من المغتربين، وهنا ستكون أرضيّة صلبة والضمانة الوحيدة لإستمراريّة نجاح المنتخب.
نعم كاساس نجح بقوّة في تحقيق كامل النقاط، ولكن ليس المهم أن يحرز هذا النجاح، وتقديم مباريات مميّزة، بل الأهم عليه هو كيفيّة الحفاظ على هذا النجاح.
ولخدمة مسيرة المنتخب الوطني تحت قيادة المدير الفني خيسوس كاساس نقترح:
الأوّل: هو طلب اجتماع مع جميع مدربي الأندية المشاركة في دوري المحترفين (لاليغا) والاستماع إلى أفكارهم ونصائحهم، ويُطلب ترشيح لاعبين أثنين من كُلّ فريق، إضافة إلى حارس مرمى يكون العدد 60 لاعبًا يُختار منهم على أقلّ تقدير ستة لاعبين يغطّون النقص المتواجد في صفوف المنتخب تعويضًا للاعبين المُصابين أو المحرومين، وهنا ستكون الفائدة الكُبرى له، ولكن هذا يحتاج إلى جهد ومساعدة اتحاد الكرة ومساندتهِ للمدرب في هذه المهمّة.
الأمر الثاني: هو قيام كاساس بتشكيل منتخب رديف من خياراته للاعبين ومتابعاته الدقيقة للدوري العراقي بشرط عدم تواجد أي لاعب ضمن اختيارات كاساس الأوليّة والمنضوين تحت قيادتهِ حاليًّا.
هنا سيكون لديه متسع من الوقت والكثير للاطلاع وربّما سينصدم من المؤهّلات الكبيرة والمهارات التي يمتلكها لاعبونا الشباب والكثير منهم موهوبين، وعندما يتواجدون أمام أنظاره وهو على رأس قيادتهم سيفرح كثيرًا، ونحن على يقين أنه سيكون مسروراً باختيار العديد منهم.
نبارك له ولجهازه الفني واللاعبين والاتحاد تصدّر مجموعتنا والفوز في المباريات الثلاث، ونأمل أن يكمل أبطالنا الفرحة في انتصارهم غدًَا (الثلاثاء) بمواجهة الفلبين في مباراة الإياب على أرضه وأمام جمهوره.
قلوبنا مع أسودنا في تحقيق نتيجة يستحقها شعبهم وهُم أبطال المواقف على أرض الملعب والأمل فيهم كبير.