باسم جمال
بعد أيام سيبدأ حدث كروي مهم هو بطولة أمم آسيا، ومنتخب العراق سيكون من المشاركين فيها بفريق أكثر عناصره الأساسيّة من اللاعبين المغتربين مع نسبة أقل من اللاعبين المحلّيين الذين ينشطون في الدوري العراقي، والحقيقة أن لا مشكلة على الإطلاق في ذلك لأن المنتخب العراقي للجميع وكلّ لاعب عراقي سواء كان داخل العراق أو خارجه من حقّه ارتداء فانيلة المنتخب.
هنا أريد التطرّق إلى مشكلة خلقها الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، وذلك بإيجاد أجواء مشحونة في الوضع الكروي، مفادها أن المنتخب مقسوم الى قسمين محلّي ومغترب! وهنا ظهرت مواقع (ربما مستأجرة) تطبّل بشكل مبالغ فيه إلى اللاعبين المغتربين بحجج واهية مفادها أفضليّتهم على اللاعبين المحليين، ومنها أنهم تأسّسوا في الخارج بشكل صحيح وغير ذلك الكثير، وبالمقابل ظهرت مجموعة بالضدّ من هذا التوجّه تطالب بدعم اللاعب المحلّي وقدّمت ما لديها من أدّلة على ذلك، ونتيجة هذا الاختلاف في الرأي الذي تحوّل لاحقًا إلى حرب طاحنة استعمل كُلّ طرف الخيارات المُتاحة للدفاع عن طروحاته.
وهنا ظهر في صفوف مواقع دعم المغتربين صقور هاجموا بقوّة وبشكل واضح كل ما هو محلّي من لاعبين ومدرّبين حيث أطلقوا على المحلّيين (لاعبين ومدربين ) لقب (محلّبي) لسهولة التطابق بين لفظة محلّي ومحلّبي، ولكنّهم نسوا أو تناسوا أن لاعبينا (المغتربين) ليسوا نجومًا كبارًا ولا يوجد بينهم من يلعب في الدوريّات الأوروبيّة الخمسة الكبرى (المستوى الأول).
نحن هُنا لسنا طرفًا في هذا الصراع غير المبرّر، ونعتقد أن التوجّه من قبل مواقع التواصل الاجتماعي هو لدعم خيارات مدرب المنتخب الوطني كاساس، وبالتالي دعم لاتحاد الكرة المسؤول عن كاساس، ويتم الربط بين تحريف كلمة المحلّي إلى المحلّبي والذي باتَ واضحاً أنها لفظة مُستهجنة غايتها الاستخفاف بكلّ ما هو محلّي سواء كان لاعبًا أو مدرّباً والتقليل من شأنهم، وبالتالي إلغاء وتهميش كافة الإنجازات السابقة للكرة العراقيّة وهو أمر لا يمكن السكوت عليه.
(المحلّبيات) الآن واضحة الصعود إلى كأس العالم وإحراز كأس آسيا والفوز ببطولات الفئات العمريّة الآسيويّة مرّات عدّة إضافة إلى رقمنا القياسي في بطولة كأس العرب وبطولات أخرى عديدة، إذن المواقع الإلكترونية صنّفت جمولي وعمو بابا وهشام عطا عجاج وعبد كاظم وقيس حميد وناظم شاكر وحسين سعيد وعلي كاظم وأحمد راضي وليث حسين وحبيب جعفر والمدربين عمو بابا وأنور جسّام وعدنان حمد وحكيم شاكر وباسم قاسم وغيرهم بأنهم من صنف (المحلبيّات) وهذا يجرّنا إلى شمول عدنان درجال ويونس محمود وغانم عريبي وقسم آخر من أعضاء الاتحاد أيضًا بهذه التسمية!
في الختام من يمُثّلنا في الدوحة هُم أبناء هذه أرض العراق المقدّسة سواء كان من بغداد أم النجف أم أربيل أم من أية بقعة أخرى من أرض الله الواسعة.
ترى هل يعلم المسؤولون عن الكرة العراقية بأن الشرخ قد حدث وأن أغلب اللاعبين المحلّيين يشعرون باليأس وفُقدان الأمل في تمثيل البلد مستقبلاً وهذا كلّه بسبب مواقع مستأجرة غايتها واضحة وبيّنة، رحم الله شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري حين قال في قصيدته (دجلة الخير):
يا دجلةَ الخيرِ قد هانت مطامحُنا حتى لأدنى طِماحِ غيرُ مضمون