ماذا بعد إندونيسيا؟

 

رعد العراقي

رائع أن تبدأ مشوار كأس آسيا بتحقيق ثلاث نقاط ومثلها الأهداف جاءت بجُمل تكتيكيّة جميلة مع شحنة اندفاع تشعر بأنها تخرج من قلوب لاعبينا وهم يتسابقون على تسجيل الأهداف بمرمى المنتخب الإندونيسي الذي دخل المباراة وهو يلمّح على لسان مدربه الكوري الجنوبي بجاهزيّته للثأر من خسارته أمام أسود الرافدين في ملعب البصرة قبل حوالي شهرين وبخمسة أهداف.

الانتصار ربما يكون قد وضع منتخبنا على أعتاب الدور الثاني إن سارت بقيّة النتائج بشكل منطقي، ومعها تسلّح لاعبينا والكادر التدريبي بجرعة معنويّات عالية قبل مواجهة “الساموراي” الياباني في الجولة الثانية من مرحلة المجاميع يمكن أن تمنحهم الثقة والطموح في الظهور بشكل أكثر صلابة وتركيز لاحراج وترويض اليابانيين وقطع سلسلة انتصاراتهم المتتالية منذ حوالي عشر مباريات.

لكن يبقى السؤال الأهم: ماذا بعد الفوز على إندونيسيا؟ كيف سنواجه منتخبًا مرشّحًا فوق العادة للظفر باللقب الآسيوي لا يمنحك مساحة للتحرّك ولا يرفض أي هديّة من دفاعات المنافس!   

الحقيقة..أن أداء منتخبنا الوطني وبرغم الفوز لم يكن في صورته الفنيّة المثاليّة وخاصّة في الشقّ الدفاعي الذي لازال يعاني من ثغرات قاتلة ونوع من الارتباك والتردّد تشعر بأن هناك نوع من عدم الانسجام ربّما لكثرة تغييرات اللاعبين في هذا المركز، بالمقابل فإن خط الهجوم وبرغم المجهود البدني الذي بذل وخاصّة من قبل ميمي إلا أن مسألة إضاعة الفرص السهلة تحتاج إلى وقفة ومراجعة لأن القادم قد يفرض علينا التسجيل ولو من انصاف الفرص لو أردنا أن نمضي نحو مراحل متقدّمة بالبطولة.

منتخب اليابان أصبح كتابًا مفتوحًا بطريقة أداءه وتنوّع أساليب الاختراق، ويمتلك لاعبين على مستوى عالٍ من المهارة والذكاء والسرعة الفائقة، لذلك فإن مواجهة تلك المنتخبات تتطلّب لاعبين لديهم من الذكاء والفطنة والسرعة الكثير ليكونوا ندًّا صعبًا يفشل كل خطط ودهاء الكمبيوتر الياباني الذي أن انفتحت أمامه مسالك الوصول للمرمى فإنه سيهجم بضراوة لتسجيل الأهداف، وإن شعر بصلابة وقوّة المنافس فإنه ينتظر ويترقّب غفلة أو هفوة  ليَضرِب ويُسقِط!

نحتاج إلى فكر عالٍ وسرعة وقوة بدنيّة وتضييق المساحات واللعب على استغلال أي فرصة لبعثرة الأوراق، والأهم أن لا يصيب أداءنا الفتور أو نأمن تراجع أداء اليابانيين في بعض الفترات لأن ذلك جزء من خططهم حتى وإن بلغت المباراة دقائقها الأخيرة.

نقول..لدينا الثقة بالكادر التدريبي واللاعبين في تقديم أداء يليق باسم الأسود ومعالجة الأخطاء التي ظهرت في مباراتهم الأولى أمام إندونيسيا ومحاولة تسجيل نتيجة أمام المنتخب الياباني قد تغيّر كلّ التوقّعات وترفع من قيمة ومكانة اللاعبين وهو أمر ليس بالمستحيل، وخاصّة إن استطعنا أن نفرض أسلوبنا ونغلق كل منافذ الاختراق لمرمانا والأهم أن نبعثر الدفاع الياباني ونستغلّ وجود ثغرات قاتلة فيه حين تتعرّض للضغط مثلما ظهرت خلال لقائهم أمام فيتنام وكشفت بوضوح ممرّات الوصول للمرمى الياباني!

أنشر عبر

شاهد أيضاً

360 يومًا من المهنيّة والحياديّة

  سعد المشعل لي فرحة كبرى بدأت منذ الأصدار الأوّل في 12 كانون الأوّل 2023 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *