يعقوب ميخائيل
لو عُدنا إلى تأريخ كُلّ الرياضيين ومنهم النجوم على وجه الخصوص، أي الذين تشرّفوا بتمثيل منتخباتنا الوطنيّة نجد أن الارتقاء إلى تلك النجوميّة لم يكن يتحقق لولا الدور الكبير الذي لعبتهُ الصحافة، وأسهمت بشكل مثالي كي تكون شريكة حقيقيّة ليس فقط مع المُنجز الرياضي وإنما مع نجومهِ أيضًا، حيث اعتادت وبمسؤوليّتها المعهودة أن تمنح النجوم ما يستحقونه من النجوميّة التي عزّزت جماهيريّتهم التي تتغنّى بها (المُدرّجات) حتى هذه اللحظة أينما حلّوا أو ترحّلوا!
لا نريد هنا أن نمتدح الدور الريادي للصحافة الرياضيّة وما حققته للرياضة العراقية وللرياضيين تحديداً، بل ليس مبالغة القول أن الصحافة والصحفي الرياضي حظي بمكانة من الرُقيّ قد لم يرتقِ إليه الكثير من اصحاب المهن المحترمة الأخرى في المجتمع العراقي، بينما أصبحنا (اليوم) من المُهّمشين ومن أرباب المهن المنسيّة، بل غير المعترف بها أصلاً أمام (المسؤول)! وإلا كيف يجرؤ المسؤول على ابتلاع حقوق الصحفيين الرياضيين بينما تمنّى هذا المسؤول أو غيره (بالأمس القريب) أن يرى اسمه أو صورته في هذه الصحيفة أو تلك وهي لعمري كانت حلمًا تراوده طيلة حياته الرياضيّة؟!
هل يُعقل أن يُمرّر قانون الرياضة الموحّد من قبل لجنة (الخبراء) وعلى مرأى ومسمع ” المستشارالرياضي” لرئيس الوزراء من دون تضمينه مُنحة الصحفي الرياضي كسائر المُنح التي أقرّت لبقيّة اطراف روّاد الرياضة ؟! أليس من المُعيب أن تُهمَل الصحافة والإعلام من القانون ؟!
لن نتحدّث عن القامات الصحفيّة وعن اساتذتنا الكبار الذين طرّزت اسمائهم بمسيرة صحفيّة رائعة على مرّ التأريخ الرياضي العراقي.. فيكفي أن نفخر باسماء طالما تعلّمنا منها ألف باء الصحافة بعد أن وضعوا ركائز أساسيّة لبناء أجيال رائعة من الصحفيين والإعلاميين الرياضيين الذين ما زالت أقلامهم المهنيّة تسجّل حضورًا متميّزًا في خدمة الرياضة العراقية ومسيرتها.
كيف بإمكانكم أن تغفلوا قامات صحفيّة أمثال إبراهيم إسماعيل وشاكر إسماعيل ويحيى زكي وضياء حسن وعبد الجليل موسى وضياء المنشئ ويوسف جويدة وأحمد القصاب وأساتذة كبار آخرين وما قدّموه للصحافة الرياضيّة بعد أن اقترن تأريخهم بالمساهمة الصحفيّة الرائعة في تحقيق الإنجاز بمختلف فعاليّات الرياضة وضروبها؟!
شخصيًّا.. لا أرى في هذا التهميش سوى القول أن (الخبراء) الذين مرّروا قانون الرياضة الموحّد (بشكله) الحالي لا يحترموا ولا يفقهوا شيئاً عن دور الصحافة بعد أن تجاهلوا الجهد الذي يضطلع به الصحفي الرياضي في تعزيز مسيرة الرياضة العراقية.. أي أنهم بصريح العبارة لا يستوعبون أوّلاً وفي ذات الوقت لا يدركون أيضًا حجم الجهد الفكري والذهني الذي يبذلهُ الصحفي في تقديم (المادة) الصحفية سواء من خلال الصحافة أم الإعلام لأنهم أي (لجنة الخبراء) وللحقيقة لا يمكنهم يومًا (صياغة) جملة مفيدة واحدة! فكيف تريدون أو تطالبونهم أن ينصفوا مثل هذه الشريحة المهمّة في المجتمع الرياضي ؟!
كيف يمكن للجنة (الخبراء) أن تنصف الصحفي وهي التي همّشت وتناست أيضًا “مع سبق الإصرار” أن خيرة نجوم العراق كانت (يومها) تأتي مُسرعة إلى (الجريدة) لمجرّد اتصال هاتفي يتلقاه الرياضي من محرّر الجريدة وكأنّ المكالمة إنما كانت هي الأخرى (الحُلم) الذي طالما انتظره النجوم، بل خيرة النجوم الذين ظلّوا يتوافدون على مقرّات الصُحف لمجرّد اتصال هاتفي (يأتيهم) من المُحرّر في أيّة صحيفة لإجراء حوار معهم؟!
لا نريد الاطالة في قراركم (الغادِر) ولا نرغب أيضًا أن نعود لاستذكار ما قدّمه فطاحل الصحافة الرياضيّة للرياضة العراقيّة على مرّ التأريخ، وإنما سنكتفي بتساؤل واحد لا غيره كي ينصفنا جمهورنا الرياضي من (عاش) زمن الصحافة الرياضيّة العراقيّة بمهنيّتها وروعة إلتزام روّادها بأخلاقيّاتها ! ألم تخجلوا حتى من الراحل مؤيد البدري (شمس) الإعلام الرياضي الذي ظلّ يطل في بيتِ كُل عراقيّ كُلّ يوم ثلاثاء على مدى 30 عامًا من دون كللٍ أو مللٍ ناهيك عن مساهماته وكتاباتهِ الرائعة في مختلف الصحف الرياضيّة العراقيّة؟ ألم تخجلوا كي تغبنوا حقّ هذا الرجل وحقّ زملائهِ بقراركم المُجحف؟!