سعد المشعل
أنتم لها أيها الليوث، ثبّتوا أقدامكم على نجيل ملعب الدوحة وأبرزوا مهاراتكم وأبهروا العالم بألقكم وتميّزكم وأستحواذكم للكرة وعزّزوا من قيمتكم الفنيّة بعيون الجميع ليطّلع عليكم كُل من له شأن في رياضة كرة القدم وبرهنوا لهم بأنكم المستقبل الواعد للرياضة العراقيّة وإن أختياراتكم من قبل مدرّبكم المجتهد راضي شنيشل هو القرار الصائب والصحيح الذي تحدّى باستدعائكم ليتحمّل المسؤوليّة الكاملة ولم يهتزّ خصوصًا بعد الخسارة المفاجئة وغير المتوقعة من الفريق التايلندي الذي لم يحمل مواصفات البطل مثلكم وكان صبورًا ومنافسًا شرسًا بالحصول على المركز الأوّل ولديه ثقة كبيرة بنفسهِ وبأولاده الأبطال بأن يحقق المُراد وبعد هذا الجهد والاصرار تحقق ما خطّط له.
ما عليكم اليوم إلا أن تدعموه بفنونكم الجميلة وبإرادتكم الصلبة وبنتائجكم المفرحة وعزّزوا من ثقته لأنكم على قدر المسؤوليّة، فالنتائج هي رصيدكم في بروز أسمائكم للعالميّة وهدفكم الأسمى سيكون الاحتراف الخارجي، لذلك ألعبوا بقوّة وغيرتكم المعروفة عنكم ولا تبخلوا ما تحملون من مواهب ومهارات ولا تدخروا شيئاً في سبيل إعلاء شأن الكرة العراقية.
الجماهير تنتظر منكم الصبر وزفّ البُشرى في المباراة القادمة ليتحقق مُرادكم والتأهّل إلى إولمبياد باريس 2024 وأنتم على قدر المسؤوليّة قدّمتم مباراتين بمستوى عالٍ وحققتم النقاط الست وتصدّرتم المجموعة الثالثة بجدارة حيث تباهى كُل من شاهد المباراة بمستواكم الراقي المميّز وقوّتكم البدنيّة وحماستكم الناتجة عن الشعور والحسّ الوطني الذي يسكن داخلكم.
هكذا عرفناكم ليوث الملاعب وباستطاعتكم تغيير النتائج في أي وقت من المباراة، إذًا لنطوي صفحة المباريات الماضية ونركّز على القادم ومواجهة منتخب فيتنام، هذه المباراة التي تعد في غاية الأهميّة التي ستؤهّلكم إلى الدور نصف النهائي إذ تحقق بجهودكم ومدرّبكم القدير شنيشل هذا الإنجاز الكبير سيدوّنه التأريخ وستظلّ أسماؤكم محفورة في أذهان مُحبّيكم وشعبكم.
أهميّة اللقاء لا تكمن فقط بهويّة الفريق الفيتنامي المتطوّر، بل سيشكّل خطوة مهمة في مسيرة منتخبنا الأولمبي نحو تحقيق الحُلم الذي غاب عنا لفترة ليست بالقصيرة، أنتم تحملون القوّة والإرادة في تحقيق أحلام الملايين والدليل الكافي على ما قدّمتموه من مستوى في مباراتكم الآخيرة أمام السعودية، وستخوضون اللقاء بمعنويّات عالية هذا ما أكّد عليه شنيشل الذي شارككم الفرحة وزرع فيكم درجال المعنويّات العالية فكانت كلماته تصحيح للعثرة الأولى والاتجاه بالطريق الصحيح وأصبحت حالتكم المعنوية جيّدة.
لا تنسوا أن منتخبكم الأولمبي حظي بدعم كبير من الحكومة وأنتم في فترة الإعداد فكيف سيكون تكريمكم في حصد اللقب الآسيوي والتأهّل لأولمبياد باريس وما هي قيمتكم في التعاقد أثناء الاحتراف مع الأندية الخارجيّة، لذا يجب أن تركّزوا على الفوز وتطبيق الخطط والأفكار التي يطرحها عليكم شنيشل ستكون طريقكم المعبّد بالورود والسبيل الأهم للذهاب إلى الدور نصف النهائي لتكفل لكم مواصلة المنافسة والتركيز في بلوغ المباراة النهائيّة.
لم يكن لديكم سوى خيار واحد فقط هو الفوز نحن نثق بكم وبقدراتكم الفكريّة العالية في اختيار القرارات الصحيحة داخل الملعب وندرك أنكم عازمون على تحقيق النتيجة المأمولة في هذا اللقاء المهم، فلتأكدوا أن هدفكم الأسمى هو رفع راية الوطن والمؤازرة موجودة من قبل الجماهير العراقية الحاضرة في الملعب أو من يتابع من خلف شاشات التلفاز لتسجّلوا إنجاز جديد للكرة العراقية، ولدى شنيشل كُل الوسائل المتاحة والبدلاء الناجحين القادرين على سدّ الثغرات وتغيير النتيجة. وفي النهاية هدفكم الأول هو تحقيق الفوز، والأمل فيكم كبير أيها الليوث.