لا أعذار إلا بالانتصار

 

رعد العراقي

يخطأ من يظن أن هزيمة منتخبنا الأولمبي أمام المنتخب الياباني في دور نصف النهائي لكأس آسيا تحت 23 عامًا وبهدفين دون رد كانت عطفاً على مستوى الفارق الفني بين الفريقين فقط، بل هي تأكيد على بدائيّة التجهيز النفسي والذهني للاعبين الذين ظهر اهتزازهم واستسلامهم منذ لحظة دخولهم الميدان فسلّموا المباراة عبر تشتيت الكرات وافتقادهم لأبسط مقوّمات اللعب الجماعي وكأنهم يريدون الخروج بأقل الخسائر لا غير.

تلك المباراة تشعرك أن هناك خلل كبير في تركيبة المنتخب وانعدام الرؤية الفنيّة والخططيّة التي أثّرت حتى على قدرات وامكانيّات اللاعبين الفنيّة وأصبحوا كالشواخص يلهثون وراء الكرة من دون أن يكون لديهم أسلوب وفكر ميداني يعرف كيف يتعامل مع الفريق الخصم مهما كانت قوّته وخطورته.

في الجانب الآخر فإن الجهاز الفني فشل تمامًا في قراءة المنتخب الياباني واكتشاف مواطن قوّته وضعفه وهي نقطة لابد من الوقوف عليها كثيرًا وخاصّة أن هناك مساعد فني بصفة محلّل بيانات وأسلوب الأداء لم نشعر بتأثيره ودواعي عمله مع المنتخب كمستشار فني متخصّص يقدّم الحلول ويضع الكادر التدريبي أمام صورة الفريق الخصم وكيفيّة معالجة الخلل أو استغلال نقاط الضعف.

ذهبت الأرزاق وبطاقة التأهّل إلى من يستحقها بلا مجاملة، ولازالت هناك فرصة أخرى في اللحاق بركب المتأهّلين إلى أولمبياد باريس 2024 عبر لقاء المنتخب الإندونيسي المتطوّر والباحث هو الآخر عن فوز يطير به إلى فرنسا كإنجاز يُحسب له، ولا نعتقد أن هناك أعذار يمكن أن يُركن اليها الكادر التدريبي واللاعبين في تقديم أداء متوازن والقتال من أجل تحقيق انتصار ولا غيره يؤكّد أن ما جرى في مباراة اليابان لم تكن إلا كبوة وسوء تقدير لأهميّة المباراة.

المنتخب الإندونيسي ليس من السهل تخطّيه وهو من أطاح بمنتخبات أستراليا والأردن وكوريا الجنوبيّة وقدّم أداءً راقيًا أمام أوزبكستان لولا إلغاء هدف له وتعرّضه لطرد أحّد لاعبيه لكان له رأي آخر الأمر الذي لابد من دراسته واحترام امكاناته، وأن يستمر الكادر التدريبي والمحلّل الفني في تشخيص أخطاء المنافس وإيجاد التوليفة الصحيحة لتطبيق التكتيك المناسب في إيقاف مفاتيح لعبه وفرض السيطرة الميدانيّة بكل أرجاء الملعب والأهم مغادرة اللعب الفردي وعدم إضاعة الفرص المتاحة أمام المرمى.

نقول: على لاعبينا أن يتمسّكوا بالبطاقة الثالثة من دون الركون إلى وجود فرصة أخيرة أمام غينيا، وإن من يفشل أمام إندونيسيا لا سمح الله لا يمكن أن يكون طريقه سالكاً أم غينيا الأكثر قوّة وجاهزيّة، فالحسم من الدوحة أكثر أماناً وأيسر خياراً للباحثين عن التواجد الرسمي في ملاعب باريس.

أنشر عبر

شاهد أيضاً

أنديتنا بلا ستراتيجيّة آسيويّة!

  انتصار السراج السِّمة الغالبة في جميع أندية العالم أنها مع بداية كُلّ موسم كروي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *