متابعة – سعد المشعل
تنطلق اليوم (الإثنين) بالساعة الثامنة مساءً بتوقيت بغداد، في ملعب المدينة الدولي، مباراة (كلاسيكو) بغداد أو قمّة دوري نجوم العراق “اللاليغا” بين قطبي الكرة العراقيّة (الزوراء والجوية).
ولهذا الحدث أثر كبير في الرياضة العراقية بشكل عام وعلى القاعدة الجماهيرية الكُبرى للفريقين بشكل خاص، لما يحمل هذان الفريقان من عشق أبدي للمناسبة الكروية الجميلة ، لا بل حتى لجماهير الأندية الأخرى التي تودُّ الحضور وتتابع بشغف تفاصيل المباراة سواء كانوا داخل الملعب أو متابعتها من خلال شاشة التلفاز لأنهما يعتبران أكثر الأندية حصولاً على درع الدوري من منافسيهم الآخرين.
هذا “الكلاسيكو” من أقوى وأهم “اللقاءات” ليس فقط على المستوى العراقي أو العربي، بل الآسيوي، فهو يحتلّ مركزًا متقدّمًا على “ديربيّات” بعض الدول العربيّة لما يمتلكه العراق من ملاعب عملاقة، ونقل خارجي مميّز وتنظيم رائع، وجماهير كبيرة ملتزمة بتعليمات الفيفا، ومنجزات كبيرة على الساحة العربيّة والآسيويّة.
يحظى “كلاسيكو” العراق على اهتمام ضخم إعلاميًّا وجماهيريًّا، “النوارس والصقور” هُما من أقدم وأشهر الأندية العربيّة، وهذه المباراة هي بمثابة بطولة بغضّ النظر عن مراكز الفريقين في مسابقة دوري نجوم العراق حيث تكون دائمًا مليئة بالحماسة والإثارة والتعصّب، سواء من اللاعبين أم المدرّبين أم الجمهور، ونطالبهم بالتحلّي بالصبر والهدوء لإخراج المباراة بالشكل الأجمل والأفضل والأحلى وبالشكل السليم وكُل نتائجها الطيّبة وتنظيمها بهذا الكم الهائل من الحضور هو نصرًا لهم وللكرة العراقيّة ومثالاً كبيرًا لجماليّة الجماهير ونقل صورة مُشرّفة لهم وأنتم أهلاً لها.
سيقود هذه المباراة المهمّة التي يحتضنها ملعب المدينة كادر أجنبي إسباني وهذه التفاتة طيّبة اتخذها اتحاد اللعبة ولجنة الحُكّام مع التقدير العالي لحُكّامنا المحلّيين الأبطال، القوّة الجوية منافسًا مع الشرطة على صدارة الدوري ولديه مباراة مؤجّلة مع زاخو، والزوراء مازال يتصارع على المركز الثالث بفارق سبع نقاط عن القوّة الجوية ويرغب في الحصول على النقاط الثلاث لهذه المباراة المهمّة ليعزّز رصيده في الدوري ويقلّل الفارق بين المتصدّرين الجويّة والشرطة.
وقدّم الزوراء في المباريات الآخيرة بعد استلام عصام حمد مهام دفة تدريب الفريق مستوى راقٍ وبشكل مغايير عمّا كان عليه النوارس في مبارياتهم الأخرى وحقق الانتصارات المتتالية ممّا جعله يحظى بالمركز الثالث بجدارة بالطبع هو ليس استحقاق النوارس كونه متعوّد دائمًا أن يكون في الصدارة ومنافسًا شرسًا على حصد اللقب، والطموح موجود لديهم وكادرهم التدريبي ولاعبيه، ولكنهم يسعون بقوّة من أجل الفوز بهذه المباراة القمّة لما تعكسه من معانٍ كُبرى برغم أنها ستفقد خدمات لاعبي الزوراء المميّزين حيث سيغيب عن تشكيلته الأساسيّة لاعبان مهمّان هُما الهدّاف علاء عباس وحسام كاظم الجناح الأيسر، بالمقابل يمتلك الزوراء على دكّة الأحتياط لاعبين شباب مهمّين قدّموا الكثير من اللمحات الفنيّة المهمّة وأثبتوا جدارتهم في الملعب ويعتمد عليهم حمد كثيرًا.
أما المدرّب الكبير القدير أيوب أوديشو له كلام آخر سيُقدِّم استراتيجيّة عمله ضمن الخطط المدروسة التي أعدّها مُسبقًا كونه المدرّب العملاق الذي حقق الإنجازات لكلا الفريقين، وهو يعلم بكُلّ شاردة وواردة بإمكانيّات كُل اللاعبين المتواجدين في الفريقين، وهو المدرب الأكثر شعبيّة لدى اللاعبين والجماهير الحاضرة لهذه القمّة.
أوديشو يعرف ويقدّر بهدوء أهميّة المباراة وسيضع الخطّة المناسبة من أجل الفوز والمحافظة على منافسته للقب الدوري هذا الموسم ويعرف كيف يُسيّر المباراة ضمن فكره العالي ويُسخّر إمكانيّات اللاعبين ومهاراتهم التي يستفيد منها في تغيير الخطط في أية لحظة وهو ذكي للغاية.
لاعبو الجوية منهم من يمثل الركيزة الأساسيّة للمنتخب الوطني وهدّافه الكبير أيمن حسين في مقدّمتهم بالإضافة إلى إبراهيم بايش ومصطفى سعدون وغيرهما سيكون لهم كلام آخر في هذه المباراة ويقدّمون ما يُسعد جماهيرهم التي تريد الفوز وليس غيره.
نتمنى أن تخرج هذه المباراة باللمحات الفنيّة الجملية التي تسعد الجماهير العراقيّة والعربيّة التي تتابعها بحبٍّ كبيرٍ لقطبي الكرة العراقيّة، وابتعاد اللاعبين عن الصراخ ونطالبهم بالهدوء خصوصًا بعد تسجيل الأهداف ومعاملة الجماهير الوفيّة بالابتسامة المعهودة لانهم مناصريهم في كُل الأجواء وفي كُل الظروف، فيستحقون منهم اللعب الجميل الذي يُسعد قلوبهم.