
كتب: سمير السعد
في عالم كرة القدم، يتجاوز التشجيع حدود المستطيل الأخضر، ليصبح رمزًا للعلاقات الإنسانيّة والقيم المشتركة بين الشعوب، ومن بين كُل المنتخبات المشاركة في كأس الخليج، سلطنة عُمان تستحقُّ منا دعمًا خاصًّا، ليس فقط لما تقدّمه داخل الملعب، بل لما تمثله خارجه، وفيما يلي أبرز المواقف التي تدفعنا لتشجيع عُمان في النهائي المقبل:
أظهر الجمهور العُماني قمّة الاحترام والانضباط في بطولة كأس الخليج 25 التي أقيمت في البصرة، فبالرغم الزحام الكبير وإمتلاء المدرّجات في المباراة النهائيّة، قرّر الجمهور العُماني الانسحاب بهدوء دون التسبّب بأي فوضى أو ضجيج! هذا التصرّف كان رسالة رائعة للعالم عن الرُقيّ الذي يتحلّى به العُمانيّون.
عندما لعب المنتخب العراقي مع نظيره العُماني في مباراة الإياب، قامت سلطنة عُمان بخطوة غير مسبوقة، إذ فتحت أبوابها للجماهير العراقيّة للدخول دون الحاجة إلى تأشيرة، بالإضافة إلى توزيع تذاكر مجانيّة للجمهور العراقي، كان ذلك بمثابة دعوة أخويّة تعكس عُمق العلاقة بين البلدين والشعبين.
خلال مباريات المنتخبين العراقي والعُماني، سواء فزنا ذهابًا أو إيابًا، كانت جماهير عُمان مثالاً يُحتذى به في الروح الرياضيّة، ولم يصدر عنهم أي هتافات استفزازيّة أو تعليقات سلبيّة. هُم تقبّلوا الخسارة بكُلّ هدوء، ممّا يعكس تحضّرهم وأخلاقهم العالية.
لطالما كان اللاعبون العُمانيّون في الماضي والحاضر يحملون مشاعر ودٍّ واحترامٍ للعراق، ولم نسمع يومًا أي تصريح مُسيء من جانبهم، بل على العكس، في إحدى المقابلات، قال النجم العُماني الكبير علي الحبسي: ““تربّينا على حُبِّ العراق” هذه الكلمات تلخّص الكثير من العلاقة الطيّبة بين الشعبين.
الإعلام العُماني كان دائمًا داعمًا للعراق، حيث لم يصدر منه أي نقد سلبي أو إساءة، بل على العكس، نجد كلمات طيّبة وإشادة بالجهود العراقيّة في مختلف المجالات، ما يعكس قيمة الأخوّة بين الشعبين.
تشجيع سلطنة عُمان في نهائي كأس الخليج ليس فقط دعمًا لفريق كرة قدم، بل هو امتداد لتقدير شعب يتصف بالاحترام والروح الإيجابيّة، إنها فرصة لتأكيد أواصر المحبّة بين الشعبين العراقي والعُماني، وللإشادة بالقيم التي تتجاوز حدود المنافسة الرياضيّة.
في النهائي، سيكون التشجيع لسلطنة عُمان ليس فقط لأنها تستحقُّ الكأس، ولكن لأنها تستحق كُلّ الاحترام.