فساد الرياضة قاتلها!

 

سمير السعد

في العالم العربي، تعتبر الرياضة واحدة من أهم المجالات التي يمكن أن تعكس التقدّم والتطوّر في المجتمع، إلا أن هذه المجالات تتعرّض لضغوط شديدة بسبب الفساد الإداري الذي يؤثر بشكل كبير على تحقيق المنجزات الرياضيّة والطموحات الكبيرة.

وتتعدّد مظاهر الفساد الإداري في المؤسّسات الرياضيّة، ومنها يتم التلاعب في انتخابات مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضيّة لضمان بقاء أشخاص مُحدّدين في السُلطة الرياضية!

تُخصّص أموال ضخمة لدعم الأنشطة الرياضيّة، ولكن الكثير منها يتم اختلاسه أو إساءة استخدامه، وأيضًا عدم مُراعاة اختيار الكفاءات ويتم تعيين أفراد غير مؤهّلين أو ليس لديهم الخبرة الكافية في مناصب إداريّة هامّة بسبب العلاقات الشخصيّة أو المحسوبيّة، ناهيك عن توزيع المكافآت والمنافع الشخصيّة على حساب الأداء والنتائج الفعليّة، وبكل تأكيد هذا له تأثير مباشر وبشكل سلبي على الطموح الرياضي والمنجز ويبرز في إضعاف الثقة ممّا يؤدّي إلى فقدان الثقة بين اللاعبين والإداريين والجماهير، وعندما يشعر اللاعبون بأن الجهود التي يبذلونها لا يُقابلها تقدير عادل، فإن ذلك يقتل طموحهم ورياضتهم برُمّتها.

كذلك تدهور البنية التحتية والأموال التي تُختلس أو تُسيء استخدامها تُسحب من مشروعات تطوير البنية التحتيّة الرياضيّة، ما يعيق تدريب اللاعبين وتطوير مواهب جديدة بالتالي ينتج عن ذلك هجرة الكفاءات حيث يبحث الرياضيون والمدرّبون المتميّزون عن بيئات رياضيّة نظيفة تدعمهم، ما يؤدّي إلى هجرة العقول والكفاءات إلى الخارج، وهذا ينتج عنه تراجع الأداء ويؤثر بشكل مباشر على الأداء الرياضي، ويُعيَّن في المناصب الحساسة أشخاص غير مؤهّلين ممّا يؤدّي إلى إتخاذ قرارات غير صائبة تؤثر على الفرق والمنتخبات!

لدينا أمثلة عديدة كفساد إداري يمكن ملاحظاتها ومدى تأثيرها في العديد من الأندية والاتحادات الرياضيّة التي تفشل في تحقيق البطولات أو حتى في المشاركة في المنافسات الدوليّة. وعلى سبيل المثال، نجد أن العديد من المنتخبات أو حتى الأندية لا تستطيع التأهّل إلى كأس العالم أو تحقيق نتائج مُشرّفة في البطولات القاريّة أو على مستوى الأندية والبطولات بسبب هذه المُشكلات.

ومن أهل الحلول الناجعة للقضاء على آفة الفساد يمكن أن تتمثل في  الشفافيّة والمُحاسبة وتطبيقها في جميع الأنشطة الماليّة والإداريّة، ومُحاسبة كُل من يثبت تورّطه في الفساد!

من المهمّ جدًّا تعزيز دور الجهات الرقابيّة في متابعة أداء الإدارات الرياضيّة ومُراجعة حساباتها بشكل دوري، مع مُراعاة والاهتمام بنشر الوعي بأهميّة النزاهة ومكافحة الفساد بين العاملين في المجال الرياضي، وتوفير برامج تدريب وتطوير مستمرّة للإداريين والعاملين في المؤسّسات الرياضيّة لضمان كفاءتهم ونزاهتهم.

إن الفساد الإداري يمثل عقبة كبيرة أمام تحقيق الطموحات الرياضيّة في العالم العربي، ومعالجة هذه الظاهرة تتطلّب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنيّة لضمان مستقبل رياضي مُشرق يتسم بالنزاهة والشفافيّة.

نطالب كُل مؤسّساتنا الرياضيّة والأجهزة الرقابيّة أن تأخذ دورها بشكل صحيح وتنأى بنفسها عن مواطن الشُبهات، وتكون شفافة مع جمهورها والجهات الرقابيّة والتعامل مع الإعلام الوطني المهني بشكل واضح وصريح.  

  

أنشر عبر

شاهد أيضاً

أنديتنا بلا ستراتيجيّة آسيويّة!

  انتصار السراج السِّمة الغالبة في جميع أندية العالم أنها مع بداية كُلّ موسم كروي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *