
متابعة – سمير السعد
لم تكن النتيجة مجرّد تعادل عادي، بل خسارة حقيقيّة لنقطتين ثمينتين لا تعوّضان، قد يدفع المنتخب العراقي ثمنها غاليًا في قادم المنافسات، هذا الإخفاق لم يكن وليد اللحظة، بل هو تراكم لأخطاء فنيّة وإداريّة كارثيّة، يتحمّلها المدرب الإسباني خيسوس كاساس ومن جاء به، فضلاً عن اتحاد الكرة الذي يبدو مستميتًا في الدفاع عنه دون مبرّر واضح!
من الواضح أن كاساس يتعامل مع المنتخب العراقي كحقل تجارب، معتمدًا على فلسفة غير واضحة المعالم، تفتقر إلى الانضباط التكتيكي، فالأداء العشوائي الذي ظهر في المباراة كان نتيجة مباشرة لسوء إدارته، إذ لم يستطع قراءة مجريات اللقاء بشكل صحيح، ولم يجرِ تغييرات تكتيكيّة تعيد التوازن للفريق.
لم يكن الدفاع في أفضل حالاته، بل كان نقطة ضعف واضحة، خاصّة في ظلّ الأخطاء الفادحة التي ارتكبها ريبين سولاقا، والتي أسهمت بشكل مباشر في استقبال الهدفين! ومع ذلك، لا يمكن تحميله المسؤوليّة كاملة، إذ إن الخلل كان واضحًا في النهج الدفاعي العام للفريق.
عندما يُضخّ الدعم المادي والمعنوي بشكل غير مدروس، ويتحوّل إلى مصدر للغرور بدلاً من أن يكون دافعًا للتطوّر، فإن النتيجة تكون أداءً باهتًا وترهّلاً بدنيًّا وذهنيًّا واضحًا! يبدو أن اللاعبين دخلوا اللقاء بثقة مفرطة، معتقدين أن الفوز مضمون، وهو ما انعكس على أدائهم في الملعب.
الأكثر غرابة هو موقف اتحاد الكرة، الذي لم يكتفِ بتقديم الدعم المطلق لكاساس، بل بالغ في الدفاع عنه، متجاهلاً المؤشرات الواضحة على أن المنتخب يسير في طريق مجهول! فبدلاً من مراجعة الأخطاء وتصحيح المسار، يستمرّ الاتحاد في مُحاباة المدرب، برغم التخبّط الكبير في قراراته!
مع استمرار الاعتماد على نفس النهج والتشكيلة غير المستقرّة، يبدو أن المنتخب العراقي يواجه مستقبلاً ضبابيًّا، قد ينتهي بخروجه المبكّر من المنافسات المقبلة! وإذا استمرّت هذه السياسة، فسنجد أنفسنا نشاهد منتخبًا بلا هويّة، تتبدّد معه الأحلام والأموال الطائلة التي تُصرف دون أي جدوى!
المطلوب اليوم ليس مجرّد تصحيح للأخطاء، بل ثورة حقيقيّة في الفكر الإداري والفني للمنتخب، تبدأ بمحاسبة المسؤولين عن هذا التراجع، قبل فوات الأوان!