تقييم مشاركة العراق في كأس آسيا 2023

 

لا يستحقُّ نصف تشكيل المنتخب الظهور في المستويات العُليا 

ذهبنا إلى الدوحة بنصف فريق .. وهبوط الأداء صاحب أغلب اللاعبين!

سيُعاني العراق في تصفيات المونديال لو أبقينا على تشكيلة آسيا!  

تصاعد أداء أيمن حسين والأجنحة وكُلِّ من لعب في مركز الظهير  

الفلسفة الإسبانيّة أبقت حارسي المنتخب على خطّ المرمى! 

أؤيّد ضمَّ حارسٍ رابعٍ بمواصفات الواعد ليتمَّ تحضيره للمستقبلِ

6 فرق آسيوية كبيرة تهدّد منتخبنا للحصول على بطاقات الـتأهّل!

التوظيف الإسباني “الخاطىء” تسبَّب في إقصاء العراق من البطولة


(الحلقة الثالثة) 

كتب: د.كاظم العبادي

بعد تحليل كُل من الجانبين الدفاعي والهجومي في الحلقتين الأولى والثانية على التوالي، أتولّى اليوم تحليل وتقييم أداء اللاعبين الأساسيين الذين مثلوا منتخب العراق في كأس آسيا 2023 في الدوحة.

حراس المرمى 

لم يُختبر من الحراس الثلاثة الذين تم استدعاؤهم لتمثيل منتخب العراق في كأس آسيا سوى حارسين هُما جلال حسن وأحمد باسل. مثّل جلال العراق في ثلاث مباريات ودخل مرماه (5) أهداف، وخاض باسل مباراة واحدة ضد فيتنام ودخل مرماه هدفين.

لو طُلب منّي أن أعطيهم علامة تقدير من عشرة سأعطي كُل من الحارسين جلال وباسل علامة (6) من (10). أداءهما (متوسّط) كلاهما منعا أهدافًا ودخلت في مرماهم أهداف كان يمكن منعها!

وشخّصنا أنهما لا يتكلّمان كثيرًا مع المدافعين، والاصرار على تمرير الكرات الطويلة غير المُجدية والتي تضرّ بالفريق، ولم ينصحهما أحّد أن هذه الكرات الطائشة ستعود سلبًا على الفريق العراقي، وكذلك عدم العمل مع المدافعين بشكل مستمرّ في تمرير الكرات، والالتصاق بالمرمى (خشية، وتحذير شديد لهما بعدم التقدّم للامام)!

صراحة، أشعر شخصيًّا بأن رجل القفاز يُساء استخدامه بالفعل من قبل مدرب حراس المرمى في منتخب العراق، وربّما حتى مع أنديتهم!

سلطتُ الضوء كثيرًا في تحليل ومُراقبة أداء الحارسين، من أجل معرفة كيفيّة أعطاء التعليمات للحارسين، واضح جدًّا لي أن كادر كاساس التدريبي أعطى تعليمات للحارسين بالبقاء على خطّ المرمى.

وأعتقد ، على الرغم من أن هذا الأمر يمنح جلال وباسل مزيدًا من الوقت للردّ على التسديدات البعيدة، إلا أنه يخلقُ أيضًا ويوفر مساحة أكبر للهدف للاعبين المنافسين الضاغطين على المرمى بالكرة للتسديد من بعيد.

أعتقد أن هذا الأمر ينبعُ من الجذور الإسبانيّة للكادر التدريبي لمنتخب العراق لاتباع “إسبانيا” هذه الفلسفة وتبنّي هذه النظريّة لسنوات في الأندية.

أجهل الفلسفة التي تطبّق في الأندية العراقية؟ احتاج إلى بحث عميق للتعرّف على ذلك وأتمنّى أن يعطي كُلّ من مدربي الحراس مثل محمد جميل، إبراهيم سالم، عماد هاشم، جليل زيدان، وغيرهم رأيهم في هذا المجال.

بشكل عام هناك فلسفتان في حراسة المرمى لكُلّ واحدة منها ايجابياّتها ولها سلبيّاتها: 

1- سواء إذا كان الحارس يريد من اتخاذ موقع أكثر تقدّما للتسديدات، فإنه بذلك   يغلق الفجوة والزاوية والهدف، ولكن لديه وقت رد فعل أقل/ قصير.

2- أو يسقط عميقًا (ملتصقًا) على خطّ المرمى، سيوفر له المزيد من الوقت للتصدّي للكرة المسدّدة لكنّه يفتح المرمى.

3- لقد جلب مدرب حراس المرمى في جهاز كاساس فلسفته معه من إسبانيا، ناصحًا جلال بالتراجع إلى الخلف. أنه بذلك يخلق المساحة دائمًا للمرمى ويفتح شهيّة المهاجمين في التسديد من مناطق بعيدة. 

4- اعتقد شخصيًّا أن هدف إقصاء العراق الثالث من كأس آسيا والذي سجّله الأردني “نزار الرشدان” جاء بسبب هذه الفلسفة الإسبانيّة. وأنا شخصيًّا على العكس من ذلك، أتبنّى مبدأ التقدّم إلى الأمام في كثير من المواقف لحرّاس المرمى، في إغلاق الزاوية برغم وجود وقت ردّ فعل أقلّ، ولكن وجود مساحة أقلّ للتغطية، هو الأفضل لحرّاس المرمى بنظري.

5- لسوء الحظ، تم لصق جلال حسن حارس المرمى على خطّه في المرمى حيث تغلّب عليه صاروخ “الرشدان” الذي رماه من مسافة بعيدة إلى الزاوية اليسرى لجلال.

6- هل ينفع ضمّ “محمد حميد” كحارس رابع ضمن تشكيلة منتخب العراق، وهو لاعب مميّز؟ لستُ مع أو ضد ضمّه، فالحراس جلال، باسل، فهد، حميد مستوياتهم متقاربة، لكنني أؤيّد مبدأ ضمّ حارس رابع بشرط أن يكون حارس واعد يتم إعداده للمستقبل. مثلا أنا مع استدعاء حارس مرمى المنتخب الأولمبي “حسن عباس”، حارس عملاق طويل القامة، صغير في العمر، يحتاج أن يكتسب الخبرة مع الكبار منذ الآن ليتم تجهيزه للمستقبل ويصبح حارسًا أساسيًّا.

 ذهبنا إلى الدوحة بنصف فريق  

عندما ذهبنا إلى الدوحة لأوّل مرّة في تأريخنا للمشاركة في أول بطولة لنا على أرضها الكريمة، بطولة كأس الخليج الرابعة 1976، ذهب المدرب الأسكتلندي داني ماكلنن بفريق متكامل، لا نقص فيه، أداء اللاعب البديل يوازي أداء اللاعب الأصيل، فريق تم إعداده بشكل صحيح.   

ومثلما ذهبنا إلى الدوحة في تصفيات كأس العالم 1994، “بنصف فريق”، فإننا ولأسباب مختلفة ذهبنا إلى قطر للمشاركة في كأس آسيا الأخيرة 2023 “بنصف فريق” أيضًا، كيف؟

لاعبون لا يستحقون تمثيل منتخب العراق لتواضع في مستوياتهم، ومنهم: علي عدنان وبشار رسن (لاعبان). وبعض اللاعبين، اسماء كبيرة كنت أتوقع منهم أداء أفضل، لكن واضح جدًّا أانهم يفتقدون إلى الانسجام مع مجموعة اللاعبين الآخرين أو لم يتم تحضيرهم بشكل جيّد وهم منتظر الماجد، علي الحمادي، آلن محي الدين (3 لاعبين). وبرغم هدفه في مرمى إندونيسيا فإن ميمي (مهند علي) غير جاهز فنيًّا (لاعب واحد). وتكرّرت دعوة كُل من أسامة رشيد، علي أحمد، فرانس ضياء بطرس، إلا أن أدوارهم كانت ثانوية دون تأثير ملموس (ثلاثة لاعبين). مدافع مثل زيد تحسين، لاعب يتمنّى أي مدرب العمل معه لامتلاكه القوّة والطول والشجاعة، لكنّه ما زال مادة خام لم يتم تحويله إلى جوهرة بعد صقله!! (لاعب واحد). دعوة لاعب في آخر لحظة مثل أكام هاشم، لم تُستثمر بشكل جيّد، لم يحضر، لم يُجرّب كثيرًا، عمرهُ كبير أيضًا (لاعب واحد). ولعدم تحضير الفريق نفسيًّا، خسرنا بطاقة انضمام اللاعب دانيلو السعيد! (لاعب واحد) وبذلك يبلغ مجموع ماذكرنا من اسماء 12 لاعبًا!!  

باستثناء الحرّاس الثلاثة، من أصل (23) لاعبًا يمكنهم اللعب في مراكز اللعب كلاعبين وليس حرّاسًا، أرى أننا أكثر بقليل من نصف اللاعبين في تشكيلة منتخب العراق التي مثلته في كأس آسيا لا تستحقّ التواجد وتمثيل المنتخب العراقي أو الظهور بأعلى المستويات لأسباب كثيرة مثلما ذكرتها، بسبب “تواضع في المستوى، عدم الجاهزيّة، عدم التحضير، عامل تقدّم العمر”.

ملاحظات عامة على بعض اللاعبين 

رائع، أقل كلمة ممكن أن أقول عنها في وصفي لكُل لاعب مثّل العراق في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر. فقط، تميّز “أحمد العبادي” عن الآخرين بخاصيّة دخوله بالكرة إلى منطقة جزاء الخصم. 

وما أروع الأجنحة كُل من علي جاسم ويوسف الأمين، فعلاً كُل شيء، لبّيا مطلب واجبات اللاعب الجناح بكُل نجاح، وحتى لا “يتبغدد” كُل منهما علينا، أذكّرهما أنهما بحاجة إلى تسجيل الأهداف، حتى يصلان إلى المستويات الرفيعة.

أمير العماري، أعطاه أدفوكات الحريّة هجوميًّا في التسديد والتسجيل، وحرمهُ كاساس من هذا الدور بوضعه في مركز لاعب وسط مدافع، مركز لا يجيدهُ كثيرًا. مع ذلك تمرّد العماري على كاساس وكاد أن يُسجّل ويصنع أهداف في محاولات معدودة. 

تفاجأتُ من ظهور المهاجم “علي الحمادي” بسبب أداءه المتواضع في كأس آسيا، فهو عبارة عن شُعلة نار مع ناديه الإنكليزي وشبح مع منتخب العراق!! والكلام ينطبق أيضًا على منتظر ماجد، كنتُ “منتظرًا” منه مستوى أفضل.

وأجد أن مكان إبراهيم بايش مع المنتخب العراقي في خطر! مركزه الطبيعي جناح أيسر، والذي يسمح له بالدخول إلى منطقة الجزاء باستمرار وتسجيل الأهداف لأنه يجيد ذلك. ولأنه يلعب بقدمهِ اليُمنى (لكنّه سيواجه منافسة كبيرة من علي جاسم ودانيلو – إن تم استدعاءه مجدّدًا). وجوده في مركز جناح أيمن يُحدّد من مهاراتهِ، ولن يظهرهُ أبدًا كهدّاف. أما وجوده في المركز رقم (10) فإنني لا أرى نفعًا، لعدم إجادتهِ لمتطلّبات هذا المركز.  

باختصار شديد 

1- نحتاج إلى إعادة بناء منتخب العراق، وعدم إضاعة الوقت في استمرار استغلال اسماء غير مُجدية، التغيير ضروري قبل فوات الأوان، التغيير ضروري قبل خوض مباريات الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2026.

2 – الرُكن الأساس في الفريق الذي يجب الاعتماد عليه في بناء المنتخب العراقي خلال المرحلة القادمة هُم: لاعبو الأطراف (الأجنحة والظهيرين/ جميع من اختارهم كاساس) وكُل من العماري، أيمن حسين وزيدان إقبال.

3- حتى لا يُفهَم كلامي خطأ، انني لستُ مع استبعاد جميع الـ 13 لاعبًا ممّن ذكرتُ أسماءهم، لكنّني مع مراجعة ملفّ كُلّ واحد منهم والنظر إلى بدلائهم.

أخيراً وليس آخراً..

الكلام الذي اطلقه اتحاد كرة القدم العراقي بأن الهدف الأساس من مشاركة العراق في كأس آسيا 2023 هي من أجل إعداد المنتخب العراقي لتصفيات كأس العالم، 2026، كلام فيه مُزايدات كثيرة! الصحيح أننا ذهبنا بوجود لاعبين “منتهية” صلاحية تمثليهم منتخب العراق، ولم نذهب الى الدوحة بلاعبين واعدين!  

لذا سيُعاني منتخب العراق في تصفيات كأس العالم 2026، خاصّة مباريات الجولة الأخيرة منها لو أبقينا على تشكيلة كأس آسيا، سنُعاني أمام كبار فرق آسيا الستة (السعودية، قطر، إيران، اليابان، كوريا الجنوبية وأستراليا). وسنعاني أكثر إذا لم نجد الحلول البديلة منذ الآن أمام المنتخبات التي قد تنافس العراق على البطاقات 7و8 في التأهّل الى النهائيّات وخاصّة منتخبات: أوزبكستان، طاجيكستان، الأردن، سوريا، الإمارات، سلطنة عُمان وتايلند.

تنويه: ضمن ملف تقييم مشاركة العراق في كأس آسيا 2023 تبقى لي حلقتين، سأخصّص الحلقة الرابعة بالكادر التدريبي الإسباني، وستكون الأخيرة عن مستقبل منتخب العراق ما بعد كأس آسيا.

أنشر عبر

شاهد أيضاً

4 أوسمة لسبّاحي البارالمبيّة في بطولة العالم

  بغداد/ حسين الشمري أربعة أوسمة ملوّنة هي حصيلة أبطال اتحاد السباحة البارالمبي في سلسلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *