سامر الياس سعيد
تداولت وسائل إعلام رياضيّة متخصّصة قبل بضعة أيام تصريحًا لمدرّبة منتخب سيّدات العراق بكرة الصالات وهي البرتغاليّة “فييرا بيتنكور” أبرزت فيه رضاها على مستوى المنتخب في أعقاب هزيمة ثقيلة مُني بها المنتخب في مباراة وديّة جمعته ضمن برنامج الإعداد الذي يخضع له ضدّ المنتخب المغربي وذلك بنتيجة ستة أهداف لهدف.
أشارت المدرّبة البرتغاليّة أنها راضية على أداء المنتخب برغم الخسارة، مبرِّرة بأن لاعبات المنتخب قدّمن مباراة أفضل من المواجهة السابقة من جانب الأداء، وأردفت المدرّبة بأن الفريق يتطوّر بوتيرة أسرع خصوصًا وأن مواجهته ضد المنتخب المغربي كانت صعبة وقويّة حيث لفتت المدرّبة إلى تعامل لاعباتنا مع المباراة المذكورة بطريقة جيّدة.
وتنتظر منتخبنا بطولة مهمّة وهي خوض تصفيات كأس آسيا التي ستجري في تايلند وسبق للمنتخب أن قدّم مستويات مهمّة على صعيد مشاركاته الآسيويّة، لكن قلّة الخبرة وغياب الانسجام بين اللاعبات أدّى إلى نتائج مخيّبة بالمقارنة مع الطموحات التي يرنو لها جمهورنا الرياضي في المشاركة الآسيوية المُرتقبة.
لكن تصريحات بيتنكور تثير الجدل لا سيّما وأن الخسارة بنتيجة ثقيلة في مرحلة الإعداد لا بدَّ أن تؤشّر لسلسلة من الثغرات والأخطاء خصوصًا وأن المدرّبة أقرّت بأن مواجهة منتخب بقيمة المنتخب المغربي وحضوره المتميّز على مستوى السيّدات حتماً سيكون من المواجهات الصعبة والمُعقدة!!
هنا تكمن مسؤوليّة المدرب في الكثير من المعالجات والحلول اللازمة، فالخسارة السداسيّة تثير الكثير من الأسئلة وتدعو بشدّة إلى مراجعة أداء اللاعبات خصوصًا وأنهنّ فرّطْنَ بفرصة الحصول على التعادل في دقائق المباراة المُبكّرة حينما تقدّمن اللاعبات المغربيّات بالنتيجة وليعادلن اللاعبات العراقيّات بعدها بدقيقتين قبل أن يعود المنتخب المغربي بقوّة جعلت من المنتخب العراقي ينهار في ظرف دقائق معدودة! لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم مغربي بثلاثيّة مقابل هدف وحيد.
وعززت المغربيّات حسمهنّ للمباراة بثلاثيّة جديدة في شباك المنتخب العراقي عبر الشوط الثاني حيث أبرزت المباراة قلّة الخبرة لدى اللاعبات العراقيّات وتفريطهنّ بتوظيف التعديل الذي سنح لهنّ في الاستئثار والضغط على الخصم في محاولة لإيجاد الثغرات إلا أن هدف المنتخب العراقي جاء بردّة فعل عكسيّة لا سيّما من خلال إيجاد المساحات الفارغة التي أحسن المنتخب المغربي التعامل معها في تحقيق سداسيّته القاسية على المنتخب.
وبثت تصريحات المدرّبة الاطمئنان بشأن تواصل الاستعدادات للتصفيات التي ستنطلق مطلع العام المقبل 2025 وقبل أن تقرع نواقيس تلك الجولات لا بدَّ لاتحاد كرة القدم من موقف حازم يتخذ فيه سلسلة من الحلول والمعالجات التي لا تقتصر على دعوة مدرّب محترف كالمدرّبة البرتغاليّة فحسب، بل عليه أن يسعى لدوري مميّز يجري من خلاله إلزام الأندية الجماهيريّة بتشكيل فرق نسويّة تستقطب لاعبات مميّزات ذات مستوى مهم ومقبول للاهتمام الجدّي بواقع اللعبة، إلى جانب فتح بوّابات الاحتراف أمام المهارات التي تمتلكها لاعبات مميّزات في اللعبة مثلما نجح الأشقاء السعوديين بإبراز مثل تلك الخطوات لغرض تحقيق الاحتكاك المناسب بتلك القدرات الكرويّة التي حتمًا ستشعل المنافسة بدوري الصالات من أجل رؤية منتخب لا يتعرّض إلى خسارات ثقيلة، بل يلحق بمنافسيه تلك الخسارات ويتجاوز الاخفاقات التي تلوّح في الأفق برغم جرعات التفاؤل التي تبثها المدرّبة البرتغاليّة بتصريحاتها!