سامر الياس سعيد
نوّهتْ إحدى المجلات العراقيّة المعروفة عبر تحقيق نشرته الصفحة الرياضيّة فيها حول الحافز الذي أتاحه رئيس اللجنة الأولمبيّة العراقيّة للرياضيين المشاركين بالدورة الأولمبيّة التي ستحتضنها باريس العام الحالي 2024، في إذكاء روح المنافسة والدعم للرياضيين.
ونوّه الرئيس في حالة إحراز وسام أولمبي بأن مكافأة الإنجاز ستكون مليون دولار حيث برزت مثل تلك المكافأة للإعلان عنها واستقطاب الآراء حولها في استعادة لما كان يجري من تحفيز وإذكاء حماسة لاعبينا خصوصّا ممّن ارتدوا فانيلة المنتخب الوطني حيث أبرزت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي إضافة لبعض الاستوديوهات التحليليّة الخاصّة ببعض الفضائيّات اعترافات من جانب بعض اللاعبين الدوليين بشأن وجود مدربين لا يتقيّدون بخطط وأساليب تكتيكيّة بقدر اهتمامهم بإذاعة بعض الأغاني الوطنيّة التي تزيد من حماسة اللاعبين وتدفعهم لبذل المزيد من الجهود في سبيل تحقيق النتائج المطلوبة.
لقد شكّل مثل هذا الحافز فاصلا متتاليًّا في حياة اللاعبين العراقيين الذين لم يكونوا بذات المستوى من اللعب الاحترافي المُعتمد على الكثير من مناسيب اللياقة وبذل الجهود بقدر اهتمام بعض الإداريين بجزئيّات المنافسة في استلهام الروح العراقيّة من خلال بعض الأغاني.
حينما تعود بنا الذاكرة لإنجاز آسيا في عام 2007 تبدو بعض الأغاني كفعل السحر في الذهاب بعيدًا في البطولة الآسيوية، وتحقيق كأسها فضلاً عن الأجواء التي كانت عليها البصرة أثناء استضافة بطولة كأس الخليج والتي حقق كأسها منتخبنا الوطني مطلع العام الماضي 2023.
وبالعودة لمّا تناولته الصفحة الرياضيّة في المجلة العراقيّة بشأن واقعيّة الحافز المُقدّم من جانب رئيس اللجنة الأولمبيّة، فالكثير من المُعطيات تقودنا للتساؤل بشأن دور كليات التربيّة الرياضيّة في إبراز الجهد المطلوب وبرامج الإعداد التي ينبغي أن تكون حاضرة لإعداد رياضي مهيّأ للمنافسة في الدورات الأولمبيّة حيث تنطلق مثل تلك البرامج الإعداديّة كمشروع نهضوي تضطلع به الدول لتحقيق الأوسمة الأولمبيّة التي تقاس بقدرة الدولة على تهيئة كُل الأمور من صغيرها إلى كبيرها من أجل تحقيق الطموح بإحراز الوسام الأولمبي بغضّ النظر عن معدنهِ كأن يكون ذهبيًّا أو فضيًّا أو حتى برونزيًّا.
هنالك من الدول التي تغيّب وهجها على خارطة العالم أو يقدّر عدد سكّانها بإعداد لا تتناسب مع بقيّة الدول، ومع ذلك تمتلك الكثير من المقوّمات في سبيل إحراز الأوسمة الأولمبيّة! بينما نحن نُمنّي النفس، ونؤكّد على حضور عراقي مناسب ونبني الآمال برؤية وسام أولمبي ثانٍ يتحقق للعراق بعد وسام الربّاع عبدالواحد عزيز الذي أحرزه عام 1960 في أولمبياد روما أي قبل أكثر من نصف قرن، من دون أن نمتلك تلك المقوّمات الحقيقيّة المبنيّة على خطط مناسبة أو أفكار أكاديميّة تناقش في كُل عام بحثًا عن مقوّمات الإنجاز ومستوياتها وقراءات متنوّعة لبرامج إعداديّة تمكّن رياضيينا من نيل حُلم الوسام الأولمبي الثاني بعيدًا عن آفاق الحافز الذي يُعلن هنا أو هناك أو مدى مقبوليّة مثل تلك التصريحات التي لا يمكن أن تمنح أي رياضي الحافز في تحقيق المرجوّ منه إذا لم يمتلك على سبيل المثال القاعدة الأساسيّة لنيل مثل هذا الوسام أو على أقل تقدير المنافسة مع رياضيين يأتون لباريس من أجل تحقيق طموحهم بنيل أحّد الأوسمة الأولمبيّة حيث يكون هنا الحلم مشروعًا ويتعلّق برؤية الدولة ككُلّ في إعداد أبطالها لنيل هذه الأوسمة في ضوء ما يُسهم به الكادر التدريبي والفترة الزمنيّة التي تشهد العديد من البرامج الإعداديّة المطلوبة!