
متابعة: سمير السعد
في ليلة كرويّة استثنائيّة على ملعب ميتروبوليتانو، شهدت قمّة الجولة 28 من الدوري الإسباني واحدة من أكثر المباريات إثارة هذا الموسم، حيث قلب برشلونة تأخره بهدفين أمام أتلتيكو مدريد إلى انتصار كبير بنتيجة 2-4، في مواجهة شهدت تقلّبات دراماتيكيّة وحضورًا جماهيريًّا غفيرًا تجاوز 70 ألف متفرّج.
بدأ اللقاء بحذر متبادل بين الفريقين، لكن أصحاب الأرض نجحوا في فرض أفضليّتهم في الشوط الأوّل، حيث تمكّن جوليان ألفاريز من تسجيل هدف التقدّم لأتلتيكو مدريد في الدقيقة 45، لينهي الفريق المدريدي الشوط الأوّل متفوّقًا بهدف نظيف.
في الشوط الثاني، استمرّ أتلتيكو في الضغط ونجح في تعزيز تقدّمه بهدف ثانٍ عبر المهاجم النرويجي ألكسندر سورلوث في الدقيقة 70، فارضًا الاعتقاد بأن النقاط الثلاث أصبحت في متناول رجال المدرب دييغو سيميوني، لكن برشلونة كان له رأي آخر، وبدأ في العودة إلى أجواء اللقاء بسرعة، حيث قلّص روبرت ليفاندوفسكي الفارق في الدقيقة 72، ليشعل فتيل “الريمونتادا” وبعد ست دقائق فقط، أدرك فيران توريس التعادل في الدقيقة 78، مستغلاً التراجع البدني للاعبي أتلتيكو.
ومع دخول المباراة الوقت بدل الضائع، كانت الإثارة في أوجها، حيث سجّل النجم الصاعد لامين يامال هدف التقدّم لبرشلونة في الدقيقة 92، وسط ذهول جماهير أتلتيكو، ولم يكتفِ برشلونة بذلك، بل عزز تفوّقه بهدف رابع عبر فيران توريس في الدقيقة 98، ليحسم الفريق الكتالوني المواجهة بانتصار مُذهِل بعد أن كان متأخرًا بهدفين قبل الدقيقة 72!
بهذا الفوز المثير، عاد برشلونة إلى صدارة الليغا بعد أن رفع رصيده إلى 60 نقطة، متساويًا مع ريال مدريد، لكنه يتفوّق بفارق الأهداف، مع بقاء مباراة مؤجّلة قد تمنحه فرصة الابتعاد بالصدارة، في المقابل، تجمّد رصيد أتلتيكو مدريد عند 56 نقطة، ليبقى في المركز الثالث ويبتعد خطوة عن المنافسة على اللقب.
المباراة شهدت قتالاً بدنيًّا وتكتيكيًّا كبيرًا بين الفريقين، حيث سيطر أتلتيكو مدريد على مجريات اللعب لمدة 70 دقيقة، لكنه انهار أمام الضغط الهجومي لبرشلونة، الذي استغلّ الإرهاق البدني للمنافس وقلب الطاولة خلال 20 دقيقة فقط.
احتفلت جماهير برشلونة بهذا الانتصار التأريخي، بينما ساد الحزن والذهول بين أنصار أتلتيكو مدريد، الذين لم يصدّقوا كيف فرّط فريقهم في التقدّم بهدفين ليتلقى أربعة أهداف في وقت قصير.
مرّة أخرى، أكّدت كرة القدم أنها لا تعترف بالضمانات، بل تكافئ من يؤمِن بحظوظه حتى اللحظة الأخيرة، ومع اشتعال المنافسة على لقب الليغا، يبقى السؤال: هل سيواصل برشلونة سلسلة انتصاراته نحو التتويج؟ أم أن ريال مدريد سيجد طريقة لاستعادة الصدارة؟ الأيام المقبلة ستكشف عن هوية البطل!